البارت : ٥٢

1.1K 28 5
                                    

عهد رفعة حاجبها وهمست بأذن وجد :ما بسوي شيء بس بقوله الدنيا دارت ودعوة المظلوم استجابت ودمعة اليتيم ماخفت ع رب العالمين،
دخلت الغرفه على سلطان وناظرته من راسه اللي ملفلف كله بسبب كسر الفك والحروق لـ رجله تكتفت وبابتسامه : تعجبني الدنيا لـ دارت ، رفع نظرهه سلطان لـ صوتها وتلاقت عيونهم ..
باللحظه ذي مر على سلطان كل الاحداث اللي صارت من اول ما قابل عهد .. من تهجم ومن ضرب ومن كلام ومن قذف وسب وتوعد واتهام .. يا قساة قلبه بذيك اللحظات وشلون حُبه لـ شخص خلاهه مجنون وينسى الرحمه ولا يشوف الحق من الباطل .. صار يدور بباله هل يعتذر ويكفر عن خطاهه؟ وش خطااه هو كان ووقف ع ضرب وكلام او وش يعتذر عنه؟ سلب منها طمأنينتها وجنينها وصحتها .. ابتلع ريقه وهو جازم انه نسي طريقة البلع من رهبة تذكره لـ حدث المول ، وش يكفرهه؟ طاحت دمعته ودهه يقول لها انا مو قاسي انا احن قلب .. نطق بهدوء لما شاف نظراتها الباردهه وبغصه : لـيتني مت يا العهد قبل اشوفك ..
ظنت العهد انه مايبي يشوف قاتلة زوجته لكن ما اهتمت ، اخذت
المرايه وعطته بنبره هاديه تحاول تتعاطف معه لانها مو مثله : مو كل ليت ممكن تصير لو كان كل ليت تلبى كان اول ليت لي هو اني ما اشوفك ولا اعرفك .. لكن مو كل ما يتمناه المرء يدركه ،
اول مرهه سلطان يوجعه قلبه من كلامها اول مرهه ينتبه لـ نبرة صوتها وحزنها .. نطق بضيق وهو ياخذ المرايه : ليه تعطيني اياهها؟
تنهدت عهد واكتفت بالصمت وهي ترفع يدها لـ وجهه وتبعد الشاش ،
رفع المرايه سلطان وناظر نفسه .. توقع تشوهه وجه لكن مو الى هالدرجه .. لدرجة محد يعرفه احتلته الصدمه ولا زال مستمر حروق وجهه اللي من الدرجه الثانيه .. انتقل نظرهه لـ شعره ومن منظرهه اللي نص محروق ونص موجود لازم يحلقه طاحت دمعته وهو يمسح ع شعرهه وبغصه وهو يتذكر هيام وحبها لكثافة شعرهه : كانت تحبه ..
ناظرته عهد وهي عارفه انه يقصد هيام وبهدوء : بيطلع مرهه ثانيه ..
قاطعها سلطان : حتى وجهي؟
ردت بهدوء : لا ..
ضحك بصدمه وبكل مرهه يعلى ضحكة ونطق بخيبه : كنت حاط مبلغ وقدرهه عشان تصيري تشبهي هيام .. ماتوقعت ان انا اللي بحجاتها .. وش بينك وبين الله ياعهد لدرجة اخذ حقك مني بهالطريقة؟
اكتفت عهد بالصمت رغم ان ودها تزيد جرحه جرح وتنتقم لنفسها لكن ماهي بهالقساوهه اللي تسمح لها تأذي وتجرح ..
ناظرها سلطان : ردي؟
ما كان يلقى منها جواب ، ارتفع صوته وبحدهه وهو يسحبها قباله : ردي ردي لاتسكتين الى متى وانتِ ساكته؟انا موقن انه كل ذا بسببك ،
طاحت دمعتها وبغصه : اتهمتني بقتل هيام والحين بتتهمني ان انا السبب بحادثك؟ ارفق بحالك ودك اشكيك للخالق وينتقم منك؟ انت بس شفت وجهك واسنانك المكسورهه لسه ما قلت لك انك مشلول وعاجز عن الحركة ، ما قلت لك بيبتور اصابع يدك اليمين ورجلك اليمين من الفخذ وساقك اليسار من الركبه ،
فكت نفسها من حصار يدهه وابتعدت : حاولت اكون لطيفه معك ولا اجرحك لكن لازلت متسلط حتى وانت بأضعف حالاتك ليت صدق الان انك مت وريحتني او ليت انا بدالك ..
ما كفاك اللي سويته واللي جاك لازلت تبي ادعي الله ينتقم منك؟ياخي ليتك بهالحاله واردي .. طلعت من الغرفه تاركته يحاول يستوعب كلامها .. وشلون مشلول وهو يتحرك؟ وشلون بيبترون اطرافه وهي سليمه؟ قاطع افكارهه دخولها وبيدها ورقة وختم ، مسكة اصبعه الابهام وطبعته بالحبر ثم ع الورقه تحت نظراته المصدومه وبعقله مايدور الا سؤال واحد ، بتنتقم منه ببتر اعضاءهه؟
ابتعدت عنه عهد وببحه : اليوم بيبترون اعضاءك!.
وطلعت وهيا تعطي الدكتور ورقة العمليه وبهدود : وافق ،
تحت نظرات الصدمه من الجميع ، تكلم عساف اقرب اخويا سلطان له : كيف؟ كيف كذا بهدوء وافق ..
قاطعه صوت تكسير وصراخ سلطان ..
عند سلطان ..
تاركته يصارع موجة الافكار ابعد عن نفسه الشرشف وحاول يرفع رجله لكن ماكانت تتحرك صرخ بقهر لما تأكد انه مشلول ، ناظر جسمه وكيف الحروق منتشرهه وطرف وجه وضح بالمرايه اللي بحضنه ، ارتعب من شكله مُستحيل يقبل يعيش بهالشكل ، رمى المرايه ع الارض وتكسرت لأجزاء ، ناظر بعيون دامعه لثاني مرهه يبكي .. الاولى طاحت دموعه لأجل هيام والمرهه الثانيه بسبب الندم اللي محتل قلبه .. مسك ع قلبه وصرخ ما في قدامه الا انه يصرخ ، دخلو عليه بخوف ووقفو للحظات مفجوعين من شكل سلطان والتساؤل الاول اللي طرا عليهم هو كيف ان العهد تحملت منظره؟ لاحظ سلطان نظرات رعب من شكله وخوف عليه وشفقه ع حاله ، يكرهه هالنظرات وبذات اتجاهه ، صرخ بقهر : اطلعو برا ، اطلعو ،
ما كان في استجابه لـ كلامه ، حاول يحرك رجله وينزل من السرير لكن ماقدر وطاح ع الارض ، ركض عساف لكن تفاجئ بسلطان اللي وجهه قطعة المرايه بوجه من غير وعي : ابتعد عني ..
عساف مد يدهه امامه وبهداوهه وهو يحاول يبعد نظرهه عنه : سلطان اهدى .. اهدى وتعوذ من الشيطان!
صرخ سلطان بغصه : انت اللي ابتعد .. ابتعد ولا مابتشوف خير .. اطلعو ما بي احد هنا اطلععو ..
تراجع عساف لـ لخلف ، لكن محد قدر يطلع ويتركه كذا ع الارض نطقت ساميه بغصه : ياوليدي خلنا بس نحطك ع السرير ..
قاطعها : انا اقدر مثل مانزلت منه برجع له ..
قاطعته عهد ببرود : نزلت؟ انت مانزلت انت طحت لانك عاجز عن تحريك نصف جسمك ، تقبل الفكرهه عشان لاتشوف هالنظرات ..
مشت باتجاهه واردفت : قوم وتقبل قدرك لسه وراك بتر جزء من جسمك .. قوم واطلب من الله السماح على سخطك واشكرهه ربما كل هذا خيرهه ،
سلطان بتحذير : لاتقربي ياعهد ،
عهد بهدوء : ما اسمع الاوامر من عاجز ..
كانت تتكلم وتتلفظ بكلام يتعب قلبها لكن مضطره تعاندهه ولاتشفق عليه عشان يمشي معها ..
سلطان لما شافها تعاندهه حط السكين ع معصمه اليسار وبحدهه : عارف اني بسويها ابتعدي ..
عهد ببرود مسكة القطعه بيدها وضغطت بقوه تسحبها من يدهه لكن ماقدرت تقاوم قوة سلطان ، لما سحبها من يدها .. تأوهت بألم وناظرت الدم بيدها .. ضلت جالسه جلسة القرفصاء وتناظر يدها بدموع .. نطقت بغصه ووجهت كلامها لـ يدها : نزفت كثير يايدي .. ماعاد تفرق معي الحين وانا استنفذت كل دم قلبي ..
رمى القطعه سلطان ومسك يدها بخوف : اسف اسف ..
سحبت يدها من يدهه : اسفك مابيرجع الوضع لـ طبعه ، تعودت اخيط جراح قلبي بيدي .. وصار دورك تخيط جراح قلبك بيدك بس الفرق ..
ناظرت اخوياه ووجد وساميه وببرودواردفت : معك من يخاف عليك وحولك .. انا كان معي شخص وراح .. وتظن اني قتلتها بعد ..
ضحكت ضحكت استهزاء واردفت : محد بيقتل اخر شخص له .. وضماد روحه من هالحياهه .. ما له داعي تسوي دراما ودموع ،
وتذكر ان اللي صابك بسبب ذنب يتيمه مظلومه ..
وجهك المشوهه اللي ماتقبلته نصر الله لي بتشويهك لـ وجهي ..
تذكر سلطان لما هجم عليها وعض خدها الى ان نزف غمض عيونه بقهر من سواته ..
واردفت عهد بضيق وهيا تبعد شعرها عن وجهها : بكيت لكن لحالي وخبيت وسكت .. اصابع يدك اللي بنتبر هي نفسها الاصابع اللي تشابكت بشعري وسحبتني للمحكمه عشان اصير لك زوجه وتنتقم ع راحتك .. ورجلك اليمين هيا نفسها والله اللي ركلتني فيها ببطني وانا حامل .. و - بلعت ريقها بغصة واردفت : واجهضت جنيني .. ورجلك اليسار هيا نفسها اللي وصلتنا للمول وتركتني لعيون البشر ، فقدت كثير حتى حياي وكرامتي وسمعتي  حتى مسمى قاتله تلقبت فيه ولا زلت اقاوم العيش وانا ماودي .. لكن تعذبت بحياتي ودنيتي ماودي اخسر الاخرهه الا وسايل الموت كثيرهه ،
بلع غصته سلطان وهو يناظرها ويتذكر كل افعاله الشينه ودهه يعتذر بس وش بيفيدها الاعتذار؟ غمض عيونه يحاول يهدي عواصف الندم اللي بقلبه .. يتمنى لو انه تأكد لو انه سمع لها وصدقها ياكثر ما بكت ..
.


تنهدت من قلبي لين ارتعد سلسالي  Donde viven las historias. Descúbrelo ahora