البارت : ٤٦

1.1K 28 6
                                    


دق الباب بقوهه واول ما فتح له الرجال المسن سبقه بالكلام : تكفى ياعم ابي اشوف كاميرات المراقبه ..
الشايب عاقد حواجبه وبعناد : بغيت تكسر باب البيت وتبيني اخليك تشوف كاميرات المراقبه؟ ليه من انت؟
ضاري طاحت دمعته بدون شعور : تكفى ،
قاطعهم صوت : مين يايبه وسكت اول ما شاف ضاري وبصدمة دق التحيه : الضابط ضاري ارحب ،
ناظره ضاري وكان سليمان احد رجاله اللي بالقسم وببحة : تكفى ياسليمان في حالة اختطاف ولازم اشوف كاميرات المراقبه ،
سليمان : ابشر بسعدك ، يبه الله يهديك ترا ذا ضاري رئيسي بالقسم ،
ابتعد ابو سليمان بحرج ودخلو ع طول ع الكاميرات وهنا كانت الصدمه  لما شاف شخص ماسك ع فمها ويجرها معه وهذا مو اي شخص ، .. ضرب الطاوله بقهر : طول الوقت كانت حولي ،
ركض للعمارهه والشر يتطاير من عيونه ، توجه لـ الشقة اللي ساكن فيها هالشخص بعد ما طلبت دوريتن ياخذوهه قبل يقتله ..
بالشقه رماها بالارض وقرب منها وسحب كمامتها من على وجهه رغم صراخها وبكاها الا انه قدر يقفل فمها بربطه ويربط يدها ، ناظرها للحظات واتصل ع كم شخص وكان بكل مكالمه يتصل ويكرر نفس الكلام : لقيت صيده ياعيال تخلي ضاري بن وليد ماينسى فعلتنا فيها ، وبكذا نقدر نشفي غليلنا فيه ، بستمتع بأخته لين توصل انت والشباب ،
ميعاد احتلتها الصدمه لدرجة صوتها اختفى ، تبي تصارخ مو قادرهه اختفى صوتها تماماً ، كان حمد يقرب منها ، لكن قواها خارت مو عارفه حتى تحرك ابسط جزء بجسمها وتبتعد او تدافع ، سحب طرحتها ورماها ، ثم فك ربطت شعرها وانتشر ع وجهها الراجف ، ولونها اللي تغير لـ أصفر رغم بياضها ، مسك شعرها وشمه وبهيمنه : اعترف من لما راقبتك وريحة عطرك اتعبت قلبي ، بس يؤسفني ان هالشيء ما بيكون ملكي ، بس يـ الله عوافي الحين انهي النار اللي داخلي وبس ،
ميعاد مافي منها الا دموعها تنساب ع خدها ، من لمساته لها ومن قربه ، كانت تحارب بداخلها عشان تبعدهه ، لكن بابشع لحظاتها في صوت نشر الامان بقلبها وبدل خوفها لأطمئنان ،
بينما حمد ما اهتم هو اساساً منتظر اللحظه اللي يقهر فيها ضاري ، قطع عباية ميعاد ثم ملابسها لدرجة صارت شبه عاريه ،
واخيراً قدرت ميعاد تتجاوز صدمتها وتدافع عن حالها ، كانت تجمع نفسها ع بعض ، بعد مادفته برجلها ، هجم عليها واختلطت انفاسه بانفاسها وبحدهه همس : يشهد الله علي ما كان لي نيه أذيك لكن القهر اللي بقلبي عليه اكبر من حتى تربيتي واخلاقي وو ..
دخل ضاري متأخر وجداً ، بعد ما كسر الباب وكانت ميعاد بحاله يرثى لها ، وحمد مو حولها ..
كان مصدوم من اللي يشوفه ميعاد جسد بلا روح ، ورقبتها كدمات ، وشبه عاريه وفريقه شوي ويدخل ، بعد لحظات من الاستيعاب غمض عيونه و ما كان عنده الا ثوبه ، شاله من عليه ولبسها وهو حاس برجفتها ، وخوفها وبرودة اطرافها ، وانفاسها اللي مُش منتظمه ، بعد ما انتهى خباها بحضنه وشدت ع صدرهه باللحظة اللي دخل فيها فريقة وبخوف : ض.. ضاري ،  ناظرها ثم ناظر الفريق وبحده : حمد ذا اخرجوهه من تحت الارض ابي اشوف عيونه اللي شاف فيها حرم ضاري عندي ع المكتب ، لف رجاله الى ان طلع بميعاد خارج الشقه ، وتوجه فيها لـ المستشفى ناسي امها اللي قلقانه عليها ..
-
« خارج السعوديه - لندن »
صحى من نومه متكسر ، توجه لـ ثلاجته وشرب مويه توجه لـ الحمام | يكرم القارئ | توضئ وصل الصوات اللي فاتته ، وطلع يتفقد حال وتين ، جلس معها بالصاله وبثاوب : ليه ماصحيتيني لـ الصلوات ، وتين ناظرته : تدري ان جدران غرفتك انزعجت مني وانا اصحي فيك من ساعتين ولا اهتزيت؟ تدري ولا ماتدري؟
ضحك نايف حك راسه بأحراج : اعتذر لكن الجو تغير من حر الرياض الى برد لندن ، وانا بطبيعة الحال اكره السفر الطويل لان يكسرني ،
تنهدت وتين : عوافي ما صار شيء ، الحين ابي اقول لك اني امس س ١٠ ، غيرت الفندق ذا لمكان ثاني ،
نايف : ليه؟
وتين : صوت البحر مزعج؟ ولا ارتحت للفندق ،
نايف : ضاري قالك عن فوبيا الماء اللي عندي؟ وتبين تغيرينه عشاني؟ لان ذي مو اسباب وانا مختار افضل فندق واغلاهم بـ لندن ،
وتين ضحكة باستهزاء : عشانك؟غلطان ياعيوني مو عشانك ،
حزت بخاطره كلمتها اكتفى بالصمت وطلع يتمشى ع البحر تحت نظراتها المصدومة من وراء البلكونه ، صح نايف عنده فوبيا الماء ، لكن قدر يتجاوزها وصار موهوب بالسباحة والغوص ، اخذت شهيق عالي وزفرهه ببطئ ، وجلس قدامه ، اخذت جاكيتها ولبستها وقبل تطلع حست انها انانيه ، رجعت اخذت جاكيت نايف ، وطلعت حطته ع كتفه : اسفه ، بس ضاري ما قال لي انك تخطيت الفوبيا ،
ابتسم نايف : عندي الشخص اللي تخطيتها عشانه ،
وتين : عشاني؟
نايف ابتسم : ليه من انتِ بالنسبه لي؟
ضحكت وتين : يمه منك ماتوقعتك كذا حقود لدرجة رديتها بسرعه،
نايف تكتف وهو ع الكرسي المخصص لشخصين ويناظر البحر : مو حقود ولا ابي اردها لكن فعلاً انا تخطيت فوبيا البحر بسبب عبق ، لان بعمر السبع السنوات كانت بتغرق لكن حبي لها خلاني انسى فوبيا الماء وانط انقذها .. عبق الورد هيا بنتي قبل تكون بنت اختي ..
وتين ناظرته وهيا ضامه رجلها وساندهه دقنها عليه : عادي انسدح ع فخذك؟وافضفض لك ،
نايف : خذي راحتك - وبقلبه .. انا كلي لك ،
انسدحت وتين ومسكت يده وحطتها ع شعرها : العب بشعري ..
ابتسم ونفذ طلبها .. واردفت و عيونها ع البحر : تصدق ماعمري فكرت بمستقبلي كنت دايم متوكله ع الله .. لكن لما قال لي الدكتور باقي ٦ شهور تقريباً اذا ماتعالجت بكون بعت روحي ، زارني القلق بشكل مُفرط ، افكر كيف بكون بعد ٦ شهور؟ راح اكون انسانه مقعدهه؟ او في ذمة الله؟ مين بيبكي علي غير امي وابوي؟ وش بيصير بوظيفتي اللي تعبت عليها ؟مين بياخذ مكاني؟ بينسوني بسرعه او بطول بذاكرتهم سنه سنتين؟ عيالي بياخذون الشبه مني او من ابوهم؟ مين الشخص اللي بيحبني؟ بأي ارض اموت؟ باي يوم واي ساعه ليل او نهار؟ ياكثر هالتساؤلات بعقلي ..
نايف اسند راسه ع الكرسي وناظر نور القمر : بتكوني بعد ٦ شهور بكامل عافيتك بأذن الله ، تمشي وتتحركي وتركضي وتضحكي كأي انسان طبيعي ، الشخص اللي مر عليه طاريك بيبكي واولهم فيصل " ولد سحر اللي تبرعت له وتين" ووظيفتك بترجعي لها ولا احد بياخذ مكانك ، والانسان حسن الخلق والخُلق ماينسي لو غاب سنين وبنين ، بالنسبه لـ عيالك - ابتسم واردف : بيشبهونك مثل الشمس اللي عاكسه نورهها ع القمر والنجوم وزادت من حلاوتهم ، الشخص اللي يحبك بيجي يوم ويعترف لك ، اما الموت ووقته هذا عند الله لكن اتمنى لك طولة العمر .. هالتساؤلات اللي بعقلك انسيها دام اني معك ..
اعتدلت بسدحتها وصار وجهها لـ السماء وناظرت نايف وابتسمت وعيونها بعيون نايف : شكراً ،
نايف قربها منه بيهلك قلبه لدرجة اول ما التقت عيونهم جاء بباله اللي يقول " ‏لو مجرّد .. ‏ما تسولف لي ثواني ‏كلّ شي فيني يتورّد !
‏و وجهك اللي حيل احبه ‏بالحسن سبحان ربّه ! ‏لا ابتسم مدري يهَديني ‏أو يخلّيني مشرّد !" ابتسم لها : حُباً وكرامه ..
مرت ٥ دقايق والصمت سيد المكان مافي صوت غير صوت البحر وامواجه مع الرياح ، ناظره نايف وكانت نايمه بلحظة لف جهت بطنه وضمته وتعمقت بالنوم .. ما حب يزعجها وتركها ع راحتها ورجع يتأمل البحر بهدوء بعد ما غطاها بجاكيته ..
-
« تبوك »
دخل البدر بوجه ضاحك ، ناظرته رحمه : عساها خير هالضحكة؟
البدر جلس : اي يايمه خير ،
شروق ابتسمت : عساها دايمه اخذت صينية القهوهه وكانت رايحة للمطبخ وقفها البدر : شروق ممكن طلب؟
شروق : واللي هوا؟
وقف البدر قبالها : ابيك تساعديني بتنسيق حفله لغروب بمناسبة الحمل ..
شروق : ابشر








تنهدت من قلبي لين ارتعد سلسالي  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن