الفصل العاشر (زواج تحداه الصمت )

97.3K 5.7K 904
                                    

الفصل العاشر (زواج تحداه الصمت)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

إن المتاعب تتكاثر، و الأقبح من تكاثر متاعبك هو أن تتناثر الضوضاء حولك وأنت تحارب، هو أن يخبرك الجميع بأن ما تفعله أكبر خطأ و قلبك وحده يطمئنك أنك على صواب، و ما بين هنا وهناك تتشتت.

في منزل "مهدي" و خاصة في غرفة مكتبه

انتهى من وضع الأوراق مرتبة في موضعها الصحيح وقبل أن يفعل أي شيء آخر وجد زوجته تقتحم الغرفة وتقول بجدية:

عايزاك في موضوع يا "مهدي".

ضرب على الطاولة بخفة، متأملا دخول زوجته الثائر ثم قال:

الدخلة دي كنتي بتدخليها تشتكي من هادية وعيالها، وادي هادية طفشت وسابتلك الدنيا بحالها عايزة إيه بقى يا " كوثر" ؟

كسا وجهها تعبير مشمئز وبان غضبها في ردها على سؤاله:

سابتلي أنا الدنيا؟... جاية تفتكر تسيب دلوقتي، ما كان قدامها سنين طويلة.... غطى على الحديث الحدة وهي تتابع:

"هادية" مرجعتش معاك ليه يا "مهدي"؟... بقالي شهر ونص بسألك نفس السؤال وأنت مبتردش.

ترك مقعده واتجه ناحية زجاجة المياه، جرع منها ثم تحدث بضجر:

قولتلك قالت مش هترجع، هو أنتِ مش كنتي عايزاها تمشي... شاعلة بالك بيها ليها يا " كوثر"

صاح في جملته الأخيرة وقد طفح كيله:

ارحمي بقى.

جلست على أحد المقاعد تريح قدميها من انهاك الوقوف طويلا، رفعت عينيها تحيطه بسهامها وقد كسا نبرتها الغيظ وهي تقول:

أنا يا اخويا مش شاغلة بالي بحد، أنا شاغلة بالي بمنظرك وسط أهل البلد وأربع ستات من بيتك طفشوا كده.

رأت تأففه بانزعاج فقامت بتغيير مجرى الحديث متابعة:

عموما ده مش موضوعنا...أنا جيالك علشان "علا".

_مالها " علا" ؟

سألها باهتمام فأجابت موضحة:

قولتلها اتخطبي لمحسن شهر ولو معجبكيش سيبيه، واديها أهو داخلة على الشهرين مخطوباله، البت مش عايزاه ولا طايقة تبص في وشه... وأنا مش هرمي البت علشان حتة أرض يا "مهدي".

زفر بضيق واضح وأتبع زفيره سؤاله المستفسر:

هي فين دلوقتي؟

كانت عيناها على الأوراق المرصوصة على مكتب زوجها، فأسرع هو إلى الأوراق يضعهم في الملف الخاص بهم، ضحكت ساخرة وهي تجيبه:

في الكلية.

تركت مقعدها واستعدت لمغادرة الغرفة وسط نظرات زوجها المتابعة ولكنها توقفت وهي تنبهه مشيرة إلى ذراعها:

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن