الفصل الثاني عشر (سلبها محتل)

93.5K 4.9K 733
                                    

الفصل الثاني عشر (سلبها محتل)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

وكأن حرب طاحنة نشبت داخل رأسك الآن، أصبحت زجاجة مياه غازية يتم تحريكها بقوة يمينا ويسارا، إن ألم الرأس مميت لدرجة تجعل صاحب الألم يهشم رأسه ليتخلص منه.
كانت هذه حالة "شهد" حين استيقظت على صوت شقيقتها "مريم" وألم شديد يحتل رأسها فقالت بانزعاج:
في إيه يا "مريم"؟

قالت "مريم" بهمس خوفا من أن تكتشف والدتها الأمر:
شهد اسمعيني، لو ماما سألتك كنتي فين امبارح قوليلها إن أخر حاجة أنتِ فاكراها أنك كنتي بتشربي حاجة مع صاحبتك في أي مكان.

بدأت "شهد" تدرك تدريجيا ما يحدث، آخر ما تتذكره هو وجودها في الحفل، ماذا حدث وكيف آتت
سألت شقيقتها وهي تضع كفيها على جانبي رأسها:
إيه الصداع ده، وأنا رجعت ازاي أصلا؟

اعترضت "مريم" بغيظ وهي تجاورها في الفراش:
مش وقت أي أسئلة دلوقتي، طاهر هو اللي رجعك امبارح وكانت حالتك زي الزفت، ماما قالتلي إنه قالها إنك كنتي بتشربي حاجة مع صاحبتك ومكنتيش تعرفي إن المشروب فيه نسبة كحول... ماما مش مصدقاه، وهو شكله قال كده علشان تطلعي منها.... تابعت شقيقتها بتحذير:
لو ماما سألتك قولي نفس كلامه يا "شهد"... أنتِ مشوفتيش ماما امبارح كان شكلها عامل ازاي.

لم تكمل إنهاء حديثها حيث وجدت والدتهما تقتحم الغرفة دون سابق انذار، وتأمرها بترك الغرفة
حاولت " مريم" أن تقلل من حدة والدتها فقالت بتوتر:
ماما ممكن بالراحة.

تنهدت "هادية" واستدارت لمريم تقول بلهجة آمرة:
قولت اخرجي برا، أنتِ مبتسمعيش؟

خرجت "مريم" من الغرفة وتركت والدتها بمفردها مع "شهد" ،  قامت "شهد" فشعرت بألم رأسها يشتد لذا وضعت يدها على جبهتها ووالدتها تسأل:
كنتِ فين يا "شهد" امبارح؟

_أنا أخر حاجة فاكراها أن "ريم" عزمتني على الغدا، وشربنا حاجة في المطعم وبعد كده ناسية كل حاجة.
قالتها "شهد" ولم تواجه عيني والدتها التي قالت بحدة:
أنتِ قولتيلي أنك هتخرجي مع "ريم".

قالت " شهد" بدفاع:
الموضوع جه فجأة يا ماما، هو حصل إيه؟

جذبتها هادية من سترتها التي لم تقوم باستبدالها منذ أمس:
حصل إن الهانم رجعت سكرانة بعد نص الليل.

لم تجب "شهد" بأي شيء إذ دفعتها والدتها على الفراش تقول بتحذير:
اسمعي يا بت أنتِ أقسم بالله العظيم لو عرفت بعد كده أنك خرجتي ولا روحتي حتة من غير ما أكون عارفاها هتكون سنتك مش معدية معايا يا "شهد".
تابعت " هادية" بانفعال:
جدولك هجيبه، ودقيقة تأخير زيادة عن المواعيد اللي فيه هولع فيكِ، علشان أنا لو معرفتش أربيكي زمان يبقى أصلح غلطتي وأربيكي دلوقتي بقى.

صاحت "شهد" بضجر إثر معاملة والدتها:
وعلى إيه كل ده مش نازلاها خالص.

_يبقى أحسن.
قالتها "هادية" وهي تغادر غرفة ابنتها، متجهة ناحية المطبخ، وهي تنادي على "مريم" قائلة:
تعالي يا مريم علشان تفطري قبل ما تروحي الدرس.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now