الفصل السادس عشر (فصل جديد في حياتهما)

101K 5.6K 1.2K
                                    

الفصل السادس عشر (فصل جديد في حياتهما)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

يقول ابن الفارض:
زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً
وارحمْ حشًى بلظى هواكَ تسعَّراً
وإذا سألتكَ أنْ أراكَ حقيقة ً
فاسمَحْ، ولا تجعلْ جوابي:لن تَرَى
يا قلبُ!أنتَ وعدتَني في حُبّهمْ صبراً
فحاذرْ أنْ تضيقَ وتضجرا
إنّ الغَرامَ هوَ الحَياة ، فَمُتْ بِهِ صَبّاً،
فحقّكَ أن تَموتَ، وتُعذَرَا

شعور مقيت يصيبك حين ترى أحبتك والخطر يحيط بهم و الكارثة أنه يحيط بهم لأنهم رضوا به... حاول "نصران" إرجاع ابنه عما ينوي فعله خاصة وهو يراه هكذا مقدما على الموت دون خوف ويقول بألم:

فريد كان هيعيش ويكمل حياته مع اللي حبها، هو يستاهلها وهي تستاهله، هو مكانش عنده جنب محدش يعرف عنه حاجة، أنا اللي كنت هرتاح لو موتت... أنا اللي بقيت نار من اللي جرالي، فبقى حتى الكوي بالنار مبيأثرش فيا.

وعلى حين غرة أخرج السلاح الأبيض الذي حُفِر عليه اسم شقيقه، فتحه قائلا بنظرات متحدية لا تعرف الرجوع:
وعلشان كده أنا هريحك خالص، مش أنت ادتها كلمة إني هبعد عن ابنها؟

طالعه "نصران" بذهول:
لا يا "عيسى"

لم يهتز "عيسى" وهو يكمل بلا تردد:
أنا همشي كلمتك، بس أنا هبعد عن الدنيا كلها
و بنظرات تنطق بالوجع قرر أن تكون هذه أخر لحظاته.... و كعادته ملك المفاجأة يجب أن تكون أخر لحظاته لا تُنسى أبدا... حتى في اختياره للموت، اختار أن يكون على يده هو... اختار ألا يحرق النار إلا نفسها، ولكن لم يكن يدري أن قوة عائق اختياره أقوى من الاختيار نفسه حيث فتح "طاهر" الباب وحلت الصدمة عليه مما يحدث، زجاج متناثر على الأرضية، وقميص شقيقه ملقى على الأريكة، "عيسى" يقف أمام والده عاري الجذع وبيده سلاح أبيض وسيفعل ما لا يُحمد عقباه، هرول "طاهر" نحو الداخل وبحركة مباغتة جذب السكين من يد "عيسى" هاتفا بانفعال:
إيه يا عيسى ده أنت اتجننت؟

هنا فقط عادت الأنفاس لنصران، حين تيقن من خلو يد "عيسى" من تلك الأداة، أمر "طاهر" بعدم الاسترسال بقوله:
بس يا "طاهر".

_ لا مش بس، أنا عايز أعرف هو كان هيعمل إيه بالظبط!
لم يكن " عيسى" بحاجة لمن يشعل غضبه، كان غضبه بالفعل في قمته، لذلك جذب قميصه من على الأريكة وترك الغرفة بأكملها فحث "نصران" طاهر على اللحاق به وبالفعل هرول "طاهر" خلفه طالبا:
استنى يا عيسى.

ارتدى "عيسى" ما بيده أثناء خروجه الذي بدا فيه تعثره في السير لما أصاب قدمه من الزجاج، ولم يرد على  "طاهر" سوى بجملة:
ارجع يا طاهر لأبوك.

لحق به فجذبه من ذراعه هاتفا بإصرار:
لا اصبر... اصبر ولو مش عايز تتكلم أنا مش هتكلم بس متخرجش بحالتك دي.... و رجلك مالها؟

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن