الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)

95.3K 5.6K 996
                                    

الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

حتى الأوراق صارت تشكو من كثرة تدوينك
حدثتني اليوم وطلبت مني أن أرجوكي كي ترحميها
وكيف أرجوكي؟... وأنتِ لا تدوني سوى اسمي يا من تأسرني ببرائتها دائما؟

              ★***★***★***★***★***★***★

الخطوة الجريئة هذه سبقها الكثير من الأهوال، لم يولد لدى "علا" الحماس والشغف لفعلها، وتقديم بلاغ رسمي في شقيقها إلا ما حدث خلال الساعات السابقة لإتيانها إلى القسم، بداية من تواجدها مع "بشير" في سيارته وهي تهتف بقلق:
أنا خايفة من...
قبل أن تسرد عليه مخاوفها من شقيقها طمأنها بقوله:
بصي ورانا كده، مش هتلاقي عربية ماشية إلا كل فين وفين، وبعدين مش المشوار ده طلبك؟

هزت رأسها بهدوء، ثم عادت تسأله ثانية بقلق:
احنا بعد ما نخلصه نرجع القاهرة تاني... ماشي؟
وافقها وكانت عيناها لا تفارق المرآة تريد أن تقتل هواجسها بأن أحد يتبعهم، الوصول أخيرا إلى هنا استغرق ساعات، طالعت المكان بتفحص، يبدو وكأنه شبه مهجور، فراغ تام عدا هذا المكان، عرفت أنه المكان نفسه الذي تم استدراج شقيقها إليه يوم عرسه من مكالمة "بشير" قبل ساعات حين قال لطاهر:
هجيلك في المكان اللي ضربنا فيه "شاكر".

سحبت نفس عميق وهي تستعد للمواجهة هذه بينما في الداخل، كانت " شهد" في الداخل تجلس على أحد المقاعد وهي تطالع الغرفة هذه التي خلت من كل شيء، لا مرافق ولا أدنى مقومات للعيش بها، الأرض فقط عليها بعض الأشياء التي لم تفهم سبب تواجدها، سلسلة حديدية و أشياء من هذا القبيل جعلتها تقول بذهول:
إيه المكان ده يا طاهر؟
ثم رمقته بشك وهو بزيح الأتربة من على مقعده ليتمكن من الجلوس وهتفت:
اوعى تكون بتتاجر في الممنوعات!...في المسلسلات علطول أي حد بيتاجر في حاجة مش ولا بد بيبقى عنده مكان زي ده.

ضحك ساخرا ثم استدار يغمز لها وهو يقول:
حتى لو بتاجر... لبستي خلاص يا حبيبتي.

_ قولي بجد إيه المكان ده؟
طالبته برجاء وقبل أن يخبرها دخل "بشير" وتبعته "علا" مما سبب صدمة لطاهر قبلها، استقام "طاهر" واقفا وهو يسأل بنبرة بدا فيها استغرابه:
مقولتش إن حد جاي معاك ليه؟
لم يرد أن يكون هجوميا أو حادا وخاصة بعد ما قصته عليه "شهد" من اعتراف علا أمام "بيريهان"، تبادلت
" شهد" النظرات معها وتنحنح "بشير" قبل أن يقول:
معلش يا "طاهر" تعالى معايا برا شوية وسيب علا وشهد لوحدهم.

طالعها "طاهر" ليرى مدى موافقتها فأشارت له بعينيها بأنها راضية، فتحرك ليغادر وحثها وهو يربت على كتفها أثناء مروره من جوارها:
أنا واقف برا.
أعطته ابتسامة تخبره أنها مطمأنة، وما إن بقت بمفردها مع "علا" حتى هتفت بحدة:
خير.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now