الفصل الخامس والستون (أب داعم)

83.1K 5.2K 982
                                    

الفصل الخامس والستون (أب داعم)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

لقد قلتها سابقا...إن الوقوع في الحب فخ
ولكنه فخ لو وُضِع أمام من عانى دائما مثلي، لاختار الوقوع فيه دائما بإرادته .... لاختار أن يكون أسيرا لمن قدمت له كل شيء ولم تطلب أي شيء.

إنها لحظة صعبة حين تدخل نفس المكان الذي كنت تدخله في المرات السابقة بكل حماس، ولكنك هذه المرة تدخله خائف.
جلس "حسن" في المنزل لدى "هادية"، قدمت له الشاي وهي تستفسر منه:
هو مش طاهر تحت؟

هز رأسه نافيا فانكمش حاحبيها وهي تقول:
غريبة، شهد قالتلي انه تحت وهي نزلتله... امال هما فين؟
جحظت عيناه حين سمع قولها، لقد أرسله " عيسى" إلى هنا خصيصا حتى يمنع "شهد" من لقاء "طاهر" ولكن من الواضح أن كل شيء قد حدث قبل مجيئه.
تناولت "هادية" هاتفها لتقوم بالاتصال بابنتها وهي تقول لحسن:
لو جاي علشان "رفيدة" يا "حسن" فهي نامت، سيبها بقى هنا النهارده.

لم تكد تنهي جملتها حتى فتحت "شهد" الباب ودخلت، ما إن طالعها "حسن" حتى علم أن ما حدث بينهما كارثة بالتأكيد... الحمرة التي غزت عينيها، وتقاسيمها لتدل على بكاء شديد، الخيبة التي تطل من عينيها ممزوجة بالقهر فيراها كل من لمحها.
أصاب الفزع والدتها من هيئتها وهرولت نحوها تهتف بقلق:
مالك يا "شهد" في ايه؟

لم تكن "شهد" معها بل حلت الشراسة بها وهي تطالع "حسن" ثم قالت:
كويس انك هنا.
وكأن جنون أصابها بعد هذه الجملة، هرولت إلى غرفتها، فوجدت "ملك" و "مريم" و"رفيدة" يتبادلن الأحاديث التي صمتن عنها تماما وهن يشاهدنها تفتح خزانتها بانهيار تخرج منها أربطة الشعر الكثيرة التي احتفظت بها، الغلاف الذي حوى الزهور التي قدمها لها، صندوق جففت به الزهور التي قدمها لها يوم أن أتى ليتقدم للزواج بها، كل هذه الأشياء جعلت "ملك" تسأل بقلق:
في ايه يا شهد؟

_ بتلمي الحاجات دي ليه؟
سألتها "مريم" فصاحت بانهيار:
محدش ليه دعوه بيا.

خرجت بهم ووقف "حسن" وهو يرى الأشياء التي تحملها في يدها، اتجهت بهم وفتحت باب المنزل وبدأت في إلقائهم في الخارج بكل عنف، أربطة الشعر أولا، ثم الأغلفة ثانيا، تلقي بكل جنون مما جعل والدتها تحاول منعها مستفسرة بذعر عن سبب حالتها هذه فصرخت:
سيبيني يا ماما.

فتحت الصندوق الصغير ونظرت للورود المجففة داخله، لم تستطع أن تلقيها كما فعلت بهم، لم يطع فؤادها هذا أبدا، فوضعت الصندوق بين يدي "حسن" وهي تهتف بضياع بان في انهيارها:
ادي دول لأخوك الواطي، وابقى عرفه اني رميت أي حاجه تخصه، علشان الأشكال اللي زيه متستاهلش غير ان كل اللي من ريحتها يترمي.

حاول "حسن" تهدئتها وهو يضع الصندوق على الطاولة قائلا:
شهد أرجوكي اهدي، أنا معرفش أنتِ وطاهر قولتوا ايه، لكن اعذريه ومتاخديش على أي كلمه قالها... يزيد اتخطف، وطول اليوم بندور عليه لحد ما اكتشفنا انه مع "حورية"، خالته من زمان عايزه تاخده ومكانتش عارفه علشان هي متجوزة وكده الحضانة تكون لينا احنا... بس دلوقتي عملت اللي في دماغها ومعاها اللي يثبت ان طاهر مش أمين على ابنه وتقدر تاخده...
" طاهر" متدمر يا "شهد" ده راح البيت عندها وقعد ينده على ابنه زي المجنون راحت بكل بجاحه قايلاله ابقى خده بالمحكمة واتصدمنا كلنا لما طاهر شد تليفونها علشان يشوف عليه الفيديو اللي بتقول إنه صاحبها اللي لقى يزيد في الشارع صورهوله وهو عمال يعيط، فلقينا صورك معاها... أنتِ فعلا تعرفيها يا "شهد"؟

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن