الفصل السادس (وقف ذاهلا)

90.8K 5.3K 649
                                    

الفصل السادس (وقف ذاهلا)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

لم أنس أبدا ما كان للأحباب
هل ينسى مثلي خنجر ما زال هنا في حشاه؟
سنوات عمري قضيتها أتجرع الآهات
وظننتها قوتٍ لقلبي تنتنهي بممات
لكن من حسبتهم عصمتهم الأيام...
ذاقوا مرار ما ذقته...لتقول روحي بحسرة:
ذاقه الأحباب..
قد كنت تتمنى ما كان منذ زمان فات..
لكنك اليوم هنا تبكي وتخشى من أن يقولوا آه.

مشهد مهيب لأول مرة منذ فترة يتجمع الناس في الساحة هكذا لسبب اخر غير قضاء مصالحهم، التجمع هذه المرة من أجل معرفة السبب لقدوم "شاكر" الذي طلب من الجميع الإنصات، وزاد الحماس الضعف حين أتى "نصران" و"طاهر" وانضم لهم "عيسى"... كانت
" ملك" داخل السيارة تنظر من الداخل محاولة رؤية ما يحدث، كانت أنفاسها متسارعة رغم كل هذا الحشد تخشى أنه يصيبه "شاكر" بمكروه، تحدث "نصران" الذي توسط ابنيه سائلا بما أنصت له الجميع:
جاي ليه يا "شاكر"؟

كان مازال تحت تأثير كلمات " عيسى" ، عيناه تنطق بالشر؛ مما جعل "طاهر" يقول:
ما تخلصنا ولا جاي تفرجنا على طلتك؟

تجاهله وتوجه بالحديث لنصران هاتفا:
أنت طول عمرك بتقول إنك مترضاش غير بالحق...
أنتوا قتلتوا أبويا قصاد ابنكم اللي اتهمتوني فيه، والناس اللي واقفة دي كلها عارفة.

تعالت الهمسات من حولهم جعلت "نصران" ينطق بحدة:
مش عايز اسمع حس حد غير اللي أقوله يتكلم.

حل الصمت مرة ثانية وحينها أعطى "نصران" إشارة للواقف أمامه مردفا:
كمل.

أكمل "شاكر" وقد توجهت عيناه إلى "عيسى":
عيالك مش عايزين يقصروا الشر، أنتوا اتهمتوني من غير دليل، ودليلكم الوحيد بنت عمي اللي أنا كدبتها، وخدتوا حقكم روح أبويا... عايزين ايه تاني يا حاج
" نصران" ؟

_ مش احنا اللي قتلنا أبوك.
كان هذا رد "نصران" الذي أسرع "شاكر" في الرد عليه:
محدش ليه مصلحة غيركوا، وأنا مش جاي علشان أسمع ده.

أخرج سلاحه من جيبه فارتعدت "ملك" وأسرعت ناحية باب السيارة تفتحه على الرغم من تحذيرها، نزلت مسرعة وبدا الخوف على وجهها وفي اللحظة ذاتها استدار "شاكر" ناحية السيارة لتقع عيناه في عينيها وقد نزلت خوفا على شخص بعينه يعرفه جيدا، استدار "عيسى" لها وفي حركة سريعة أخرج سلاحه هو الآخر وكذلك فعل "طاهر" فقال "شاكر" وهو يتقدم واضعا السلاح في يد "نصران" ناطقا:
السلاح ده بتاعي، وفي ايدك اهو لو عايز حقك مني خده... خد روحي... خدها علشان نخلص من الحكاية دي بقى ونقفلها.

ضحك "نصران" باستهزاء وهو يطالع السلاح الذي وضع في يده بتهكم، ثم رفع عينيه إلى "شاكر" سائلا:
هو أنت مش قولت إننا قتلنا أبوك؟...وقولنالك لا مقتلناش قولت محدش ليه مصلحة غيرنا؟

وريث آل نصران Where stories live. Discover now