الفصل العشرون(يحتضن كفها)

100K 5.1K 1.1K
                                    

الفصل العشرون (يحتضن كفها)
#رواية_وريث_آل_نصران

بسم الله الرحمن الرحيم

كُف عن الدمعِ قلبِ المُعذب... أتظنه يُجدي؟
والله لا يُجدي
إن الهوى الذنب و أنت فاعله
و رحل من نهوى و تركنا نبكي
ربما تلاقينا... و ربما لم نحكِ
لكنه فَلَ و تركنا نهوَى
يا ليتنا سمعنا من صادقٍ قال:
”إنَّ الهوَى ذنبٌ، والحب لَا يُجدي. “

درجة الحرارة منخفضة ولكن البرودة في مكتب "نصران" كانت الضعفين، برودة الأجواء، وبرودة الموقف... حيث دخل "عيسى" على جملة والده الأخيرة ل "سهام" حين قال:
"عيسى نصران"... كبير قرية نصران.
تصنع عدم سماعه لقول والده، ونقل نظراته بينهما حين سأل:
في حاجة يا بابا؟... أنا سمعت صوت زعيق فدخلت من غير ما اخبط معلش.

_خليك يا " عيسى"، و اقفل الباب.
قالها "نصران" بحزم، فنفذ ابنه طلبه حيث أغلق الباب وعاد إلى حيث يقف والده و "سهام"

اقترب "نصران" من "سهام" قائلا بعتاب:
أنا سمعتك الجملة اللي أنتِ خايفة تسمعيها، لكن متقلقيش أنا مش هغلط غلطة أبويا يا "سهام" وأخلي واحد الكبير وشايل كل حاجة، والباقي كل واحد منهم في وادي... أبويا لما عمل كده زمان و خلى أخويا هو الكبير من بعده، كل واحد فينا اتلهى وأخويا هو اللي شال الحمل لوحده، ولما جه ربنا استرد أمانته ولقيتني الكبير مكانه عرفت قد إيه الحمل ده تقيل أوي ومش لازم واحد بس اللي يشيله والباقي يبقى كل واحد منهم في ملكوت.

رفعت رأسها بكبرياء تعترض على قول زوجها، وهي تربت على كتف "عيسى":
"عيسى" في نفس غلاوة "فريد" و "طاهر" و "حسن"
و مش هزعل أبدا لو بقى كبير البلد دي.

أنزل "عيسى" كفها الموضوع على كتفه، نظرت ل "نصران" تبتسم بسخرية على الفعل الذي صدر توا من ابنه، و بعينها نظرة تحمل رسالة هل ترى كم لا يرغب بي؟

رمق "نصران" ابنه بنظرة غاضبة لم يهتم بها، فتحرك ناحية "سهام" يقول وقد لانت نبرته:
عيلة "نصران" يا "سهام" هما اللي بيحموا الأرض دي، مش مهم مين الكبير و مين لا، المهم القرية تفضل محمية، الفلاحين يبقوا بيدعوا لينا كل ليلة، و المظلوم يتنصف... الحاجات دي أهم بكتير أوي.
ربت على كتفها متابعا بنفس رفقه:
و زي ما قولتلك محدش هيشيل الحمل لوحده، بدل ما هيقولوا "عيسى نصران" كبير البلد... هيقولوا "عيسى" و أخواته هما اللي شايلين البلد... اخواته في ضهره.

حديث دبلوماسي، يخبرها بأن أبنائه جميعا سيقفو صفا واحدا لحماية هذه القرية التي ينتمون لها، ثم يتبعها بقوله (اخواته في ضهره) ، إن "عيسى" يتسلم كل شيء تدريجيا، و"نصران" سيسير على نهج والده و يسلم أبنائه العمل في حياته وهذه النقطة تطمئنها فوجوده بجانبها يعني سيادتها وأمانها أما حديثه الآن  لم يطمئنها سوى في نقطة واحدة، وهي دور ابنها البارز... ستظل متواجدة مهما حدث

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن