الفصل الواحد والسبعون (نائم لدى ألد الأعداء)

93.9K 5.8K 1.2K
                                    

الفصل الواحد والسبعون (نائم لدى ألد الأعداء)
#رواية_وريث_آل_نصران  ( الجزء الثاني)
بسم الله الرحمن الرحيم

الأمر أصبح أصعب من كل شيء...أشبه بمن وضعك في النار وأعطاك الماء وقال قم بإنقاذك... فتحترق ولا تستطيع الإنقاذ، على الرغم من أن إنقاذك في يديك، ولكن ألم الحرق كان أقوى من أي شيء، إنه هذا الألم الذي يأكل في روحي وكلما ظننته مل، أعلم كم أنا مغفل... أعلم أنه كان يكثف جهوده... لتزداد شراسته والضحية روحي وأرواحهم.

لم يبق أحد... لم يبق سواهما، كان الوضع في ساحة الاستقبال يخيم عليه الصمت، حيث جلس "صاوي" على مقعده، وأمامه "نصران" الذي أبعد أبناءه وانفرد بمن أتى.
لم يقطع هذا الصمت سوى صوت "صاوي" حين قال:
كنت مفكرك مش هتعرفني... وخصوصا إننا متقابلناش قبل كده.

تحدث "نصران" وهو يتناول كوب المياه الموضوع على الطاولة أمامه ونظراته تحيط بالجالس أمامه:
يمكن صحيح متقابلناش قبل كده، بس جدورنا اتقابلت... وأنا بحب أدرس الجدور دي كويس أوي.

تصنع "صاوي" أنه تذكر للتو أثناء قوله:
اه، قصدك على جدك اللي كل حق جد "منصور" وحق أهلي وطلعهم من ملكهم راسهم في الأرض.

رد "نصران" ما تم تسديده من تهم بعبارات حاسمة:
جدي مكلش حقوق، القديم الكل عارفه، تقدر تطلع برا لأي حد تسأل عنه، نصران الكبير مطلعش جد منصور وشريكه اللي هو أنت بتقول عليه أهلك غير لما افتروا.... جدك أصلا مكانش ليه فيها، اللعبة كلها كانت بين جدي وجد منصور، بس الطمع خلى جد منصور يجيبه شريك معاه، علشان ماله يكتر لما يبقى شغلهم سوا، لا وملكه أرض كمان.... محدش طلع منها غير اللي افترا وظلم... ده عدل ربنا.

ابتسم "صاوي" وما إن انتهى حتى سأله:
عندك حاجة تانية تقولها؟

هز "نصران" رأسه يرد وهو يبادله الابتسامة:
عندي.
مال مستندا على الطاولة لتصبح نظراته مواجهة لضيفه ونطق بما يثبت عدم جهله:
أنا عارف كويس أوي إنك ميفرقش معاك القديم في حاجة، يا شيخ ده أنت تلاقيك حتى ناسي اسم جدك اللي اتطرد من هنا، شغل أنا أهلي كانوا أصحاب الأرض دي ولازم أرجعها كبير تاني علشان أرد اعتباري وشرفي بتاع منصور بس، ومبيحاربش وراه غيره... لكن أنت لا.

_ وعرفت منين إنه لا؟
كان هذا سؤال "صاوي" الذي رد عليه "نصران" ضاحكا:
زي ما عرفت بالظبط إنك "صاوي" واحنا متقابلناش قبل كده، شكلك مش لماح يا "صاوي"، أنا قولتلك مش شوية مبيهمنيش قد الجدور، لازم تبقى عيني على كل اللي أحس إنه ممكن يضرني، وأنا عيني عليك من زمان وعارف إنك ملكش في سكة اللعبة القديمة دي،
أنت راجل اشتغلت وكبرت في السياحة وبقى ليك وضعك ومبتفكرش أصلا في اللي فات... مجيتك هنا مش علشان اللي فات، لو كنت بتفكر في اللي فات كنت حاربت وراه من زمان، مش هتيجي دلوقتي بعد العمر ده كله وتحارب، هو بعد ما شاب ودوه الكُتاب.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now