الفصل السابع والأربعون (رفيدة)

102K 5.5K 1.6K
                                    

الفصل السابع والأربعون (رفيدة)
#رواية_وريث_آل_نصران
(الجزء الثاني)
بسم الله الرحمن الرحيم

قصص قصيرة كلها عصفت بقلب حزين
والعين تبكي باحثة عن مأوى للشاردين
ودموعه لا تظهر إلا إلى الأوراق
أوراق قلب رحل لم يترك سوى القصاصات
فتعلقت روحه بها إنسان...ليعود قلب يحيي ذكرى ظنها أوهام.

أخبرها "عيسى" بقنبلته الجديدة واحتضنها، كعادته دائما يفعل كل ما يسبب الجنون للبشر من حوله.... ولكن ما يتحدث فيه لا يتحمل أي صمت... كان يتشبث بها بكل قوته وكأنه يخبرها أنه لا مجال للإفلات ولكنها أبعدته، طالع عينيها فأسمعته قولها الغير مصدق:
أنت بتهزر صح؟

هز رأسه بالنفي، فبهت وجهها ليتحدث هو وقد فارقتها عيناه لينظر أمامه متحدثا:
خوفتي ولا ايه؟

حثته على النظر إليها وهي تكرر عليه ما قال باستنكار:
نعم؟... هو أنت عايز تقولي انك شليت واحده ومخافش؟، وبتقولي أبوها بيكرهك... المفروض يعمل ايه لسيادتك؟... يطبطب عليك؟

لم ينطق بأي شيء، كادت أن تجن، أبعدت اللهجة المستنكرة واستخدمت اخرى ظهر الرجاء فيها:
طب ما تسيبنيش كده، دماغي بتودي وتجيب...
أنت عايز تحكي علشان كده قولت، متقفش في النص بقى كمل حكي .

تحرك بسيارته ثانية، بعيدا عن منزلها... بعد أن كان يقف أسفل منزلها بالسيارة، رحل مرة اخرى فاعترضت:
ماما كده...

قاطعها بقوله المختصر:
أنا هبقى اطمنها.

لم تكن راضية أبدا، ظل يتحرك بسيارته حتى وصلا أخيرا إلى المكان المراد، مجلس تحاوطه المياه من كل جانب يقع جوار أحد الجسور ... الساعات الأولى من الصباح، ساعة الشروق والهواء يحرك أوراق الأشجار هنا وهناك، شعرت به يحركها معهم... نزل "عيسى" من سيارته، وتبعته هي، كان من الصعب عليها الوصول إلى ذلك المجلس المجاور للجسر فأخذ بيدها حتى استطاعت أخيرا الجلوس وجاورها هو، دقائق من الصمت استغلتها في تأمل المياه التي تحيط بهما، ثم تطلعت إلى السماء الصافية فسمعت حينها صوته يقول:
كان عندي وقتها ٢١ سنة، اتعرفت على شلة في سباق من بتوع العربيات...

أعطته كامل انتباهها واستدارت تنظر له، تحثه على الإكمال فتابع:
كنت اعرف قسمت من قبلهم، عرفتها في الكلية،
كنت بعتبرها زي "رفيدة"، أمها متوفية وأبوها أغلب الوقت مسافر... أبوها الوقت اللي كان بينزل فيه مصر كانت بتفضل تحكيله عني لحد ما في مره عزمني عندهم....
أخرج لفافة تبغ وقبل أن يشعلها أخذتها من كفه معترضة:
أنا مبحبش ريحة البتاعة دي.

_ هتتشرطي كمان.
قال هذا متصنعا التعجب فرفعت كتفيها تجيبه باستعلاء:
أيوه براحتي.

ضحك على طريقتها، ومدت هي كفها بلفافة تبغه قائلة:
خد بس متشربهاش هنا، وكمل يلا.

تجاهل أخذها منها، وتابع ما بدأه متذكرا أحداث من الماضي:
اليوم اللي عزمني فيه، كانت القعدة كلها كلام انشا...
هو بيحب بنته أوي، ففرح إنها بعدت عن وحدتها وبقت تندمج مع المجتمع، عزمني علشان يطمن من ناحيتي، وعلشان يبينلها إنه الفترة اللي فاضي فيها بيشاركها اهتماماتها حتى اصحابها.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now