الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية)

97.5K 5.6K 828
                                    

الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية؟)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

إلى متى؟
تقترب من الحافة ولا يدفعك سوى نفسك!
بل الأدق اقتربنا من الحافة ولا ينهينا سواك.

من جديد منزل والدتها، تحديدا المطبخ الذي اشتاقت له بشدة، ورائحة الطعام الشهي التي تنتشر في كل ناحية، ضوضاء شقيقتيها وضجر والدتها... انتهت "هادية" مما تفعله وغادرت المطبخ، خرجت إلى الردهة وجلست على المقعد المقابل للأريكة التي جلسن عليها فتياتها الثلاثة، حاولت "شهد" جذب المزيد من الحديث من شقيقتها التي أتت قبل قليل فألقت سؤالها من جديد:
يعني الراجل اللي بعت البنت اللي عملت كده في "رفيدة" دي عمل كده ليه؟

لم ترد "ملك" الإفصاح عن ذلك، وخاصة أن "عيسى" قد أخبرها بمفردها لذلك ردت عليها:
أنا مالي عمل كده ليه، هو كل اللي أعرفه إنهم عملوا كده، ورفيدة يا حبيبتي حالتها وحشة أوي.
أصاب الحزن والدتها وشقيقتيها على "رفيدة" وقد عبرت "مريم" عن هذا حين قالت بحزن:
أنا زعلانة أوي عليها.

_ منه لله المؤذي يا بنتي.
كان هذا رد "هادية" والذي تبعه قول "ملك" وقد بدأت بث شكواها:
وطنط "سهام" مش راحمة، كل ما تشوف وش "عيسى" تشيله الليلة كلها.. أنا تعبت منها.

ردت والدتها تبرر فعل من تتحدث عنها ابنتها:
علشان هي أمها يا "ملك"، طبيعي هتبقى مضغوطة وخايفة وهتقول كلام مش عاملة حسابه

اعترضت " ملك" على ذلك وهي تسرد كل ما لديها:
بس مش بالطريقة دي يا ماما، عارفة من شوية كنا رايحين نشوف "رفيدة" خلت عيسى جاي يدخل الأوضة وراحت قايلاله نايمة ابقى تعالى وقت تاني وأحرجته قدام "عز" ووالدته.

_ وهو سكت؟
كان هذا سؤال "مريم" الذي ردت عليه "ملك" ضاحكة:
دخل الأوضة ولا كأنها قالت حاجة، وقالها روحي زي ما الحاج قالك وابقى تعالي وقت تاني.
ضحكا شقيقتيها في حين اعترضت والدتها من جديد قائلة:
برضو معذورة، اللي حصل ده مش حاجة سهله يا "ملك"، شوفي كده لما أنتِ ولا حد من اخواتك بيجراله حاجة أنا بعمل إيه... حرام يا بنتي قدروا ظروف اللي قدامكم وهي أكيد شويه وهتهدى.

حركت " شهد" رأسها نافية وهي تصحح لوالدتها:
لا دي مبتهداش، دي تهد بلدين... و ميقدرش عليها إلا ربنا، والله ما صعبان عليا حد غير "رفيدة".

هنا تحديدا ابتسمت " هادية" بظفر وقالت قبل أن تغادر إلى المطبخ:
كويس إنها طلعت منك، علشان متجيش تقوليلي بعد كده ادي "طاهر" فرصة... أنتِ وأمه متعمروش يا حبيبتي.

أدركت "شهد" الفخ الذي أوقعت نفسها به وضحكت "مريم" عليها قائلة بتشفي:
أحسن تستاهلي.
قفزت "شهد" مسرعة وهرولت خلف والدتها صارخة:
استني بس... ما هو أنا هبقى الناجية الوحيدة من البلدين اللي هتهدهم.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now