الفصل الثالث (هل معك صورة!)

115K 5.4K 883
                                    

الفصل الثالث (هل معك صورة!)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الرحمن الرحيم
ارحلوا واتركوني فسفينتكم هلاكي،
وأملي الوحيد في النجاة هو عيناها....
إن اختارت الخراب سأبقى معها ما حييت... ارحلوا إلى حيث شئتم، واتركوني هنا ربما أكن محسنا فيجزيني الله برؤية عينيها دائما وأبدا.

هناك مواقف نظن أننا لن نتعرض لها ما حيينا ولكنها تكشف لنا كم أننا في غفلة... كذلك كان الموقف الذي وُضِعت فيه... كانت قد حسمت الأمر ووضعت في كوبه الحبوب وبدأت التقليب لكنها تجمدت حين سمعت سؤاله من خلفها:
بتعملي ايه يا "ملك"؟

عادت بذكرياتها إلى ما حدث قبل هذا، شردت في مقابلتها مع " نصران" في المرة التي طلب منها أن تضع لابنه الحبوب فيها، استطاعت سماع صوتها وهي ترفض:
لا يا عمو، أنا مش ممكن أعمل كده.

_ لو معملتيش كده، متبقيش عايزة تساعديه.
ردت على قوله مؤكدة:
عيسى محدش هيساعده غير نفسه.
حاول "نصران" استمالاتها بكامل الطرق وهو يقول:
اسمعي يا "ملك"، ابني علشان يعرف يساعد نفسه لازم احنا نساعده الأول

هزت رأسها رافضة بإصرار وهي تخبره بما عندها:
نساعده بأي طريقة تانية غير دي.

رد عليها يحاول إقناعها:
الحبوب دي مش هتعمله حاجة، هو محتاج دكتور، ولحد ما نعرف نعمل ده هنحاول نحجم الحالة شوية... كل اللي هتعمليه انك هتحطيله الحبة لو حسيتي انه داخل على بوادر الحالة اللي بتجيله دي، علشان متجيلهوش ويأذي نفسه واللي حواليه.

لم ترض أبدا عن أي مما يقال حتى بعد أن أكمل والد زوجها:
وده زي ما قولتلك وضع مؤقت لحد ما اتصرف واعرف اجبره يروح لغاية الدكتور، اسمعي الكلام يا بنتي الله يكرمك، أنا من ساعة ما عرفت وأنا أعصابي بايظة... ميرڤت قالتلي انها قايلالك من كتير مجتيش قولتيلي ليه؟

لم تجد مبرر تعطيه وتابع هو ضغطه بوضعه علبة الحبوب في يدها وهو يحثها أثناء نظره في عينيها:
خليها معاكِ، وأنا عارف انك هتفهميني وتعملي الصح.

فاقت من شرودها ولم يسعها إلا أن أسقطت الكوب على الأرضية بغتة متصنعة أنها لم تقصد فهرول مسرعا ناحيتها وهي تكرر بأسف:
أنا اسفة... أنا..

_ خلاص يا بنتي مفيش حاجة.
هكذا طمأنها وشرحت هي له بتوتر:
تيسير جابتلك الشاي، أنا كنت بقلبه عادي واتخضيت لما انت اتك

قاطعها ناطقا بغيظ:
خلاص افصلي، مش كارثة هي... أنا ليل نهار بكسر كوبايات.
قالها مازحا فابتسمت ليؤكد هو مخففا من توترها:
ما بكذبش عليكِ، كل ما اتعصب بكسر واحدة على الأرض أو على دماغ اللي قدامي على حسب الموقف يعني.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now