الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)

94.1K 5.7K 1.3K
                                    

الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)
#وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم
من يعلم
ربما تكون النهاية التي ظننت أنها أوشكت بداية لمأساة أكبر لم تتمن حدوثها أبدا.
★***★***★***★***★
آخر ما تتذكره هو تصريحها له بالقرب، تغلبت على خوفها وكعادته ساعدها هو ببراعة في ذلك، في حضرته يُمحى الخوف، وتزهر الروح، و يدق الفؤاد فرحا بقربه... استيقظ هذه المرة قبلها، في كل مرة تخبره أن يقترب ويجدها بعدها تبكي بصمت في إحدى الزوايا وكأنها ندمت على تصريحها، تُنعش روحه بقولها أريدك وتقتلها حين يلمحها تبكي بعد اللقاء، ولكن هذه المرة استيقظ قبلها، قبل أن تقوم وتنفرد بنفسها مؤنبة لروحها على ذنب لم تفعله.... تململت في نومتها واستدارت لتصبح ناحيته، اعتدل "عيسى" جالسا على الفراش وقد أحس أنها تتصنع النوم فقال وهو يمسح على وجنتها:
وكم أحملُ قلبي في محبتكمْ
ما لَيسَ يَحمِلُهُ قلبٌ فَيحتَملُ
تسارعت دقات قلبها، حين استمعت لما قال، ناجح في إرباكها، و ماهر في إجبارها على المواجهة، وتذكيرها بأنه لم يفت الكثير على استسلامها بين يديه وبدد الهرب وهو يكمل:
وكمْ أصبرهُ عنكمْ وأعذلهُ
وليسَ ينفعُ عندَ العاشقِ العذلُ

وأمام نبرته الآسرة هذه لم تستطع إلا أن تفتح عينيها، وأول ما رأته كان وجهه البهي، عينيه الصافيتين وقد نجحا في إغراقها فيهما وهو يقول بابتسامة لم ينفع أمامها إلا أن تشرد به:
يَزْدادُ شعريَ حُسناً حينَ أذكرُكُم
وقبل عينيها خاتما بما نطق به فؤاده قبل فمه:
إنّ المليحة َ فيها يحسنُ الغزلُ

فاقت من شرودها به على جملته:
ده من قصيدة لبهاء الدين زهير اسمها "دعوا الوشاة" بحبها أوي.

شعرت بمراوغة تحدث وتيقنت حين سألت:
أنت كنت بتقولهالي صح؟

ورد وهو يرفع كتفيه بلا مبالاة وهو يقول ببراءة أجاد تمثيلها:
لا... جه على بالي الكام بيت دول فقولتهم.
طالعته بنظرات مشتعلة وهي تسأله بغضب:
يعني مش أنا المليحة؟
هز رأسه يؤكد أنه لم يكن يقصدها بهذه الأبيات وعلى الرغم من يقينها من أنها المقصودة ولكن نجح في إثارة غيظها مما جعلها تهتف بعينين غاضبتين:
طب قوم ب...
بتر عبارتها وهو يشير على عينيها سائلا بابتسامة مشاكسة:
هو في مليحة أحلى من كده؟
تحولت للنقيض، من الغضب العارم للابتسام فقال بضحك:
قولي كده بقى... عايزة تتعاكسي، فين الحياء؟
وكزته في صدره بغيظ وهي تهتف:
أنت اخر واحد تتكلم عن الحياء أساسا.

مال عليها سائلا بمزاح:
ليه بس؟... ده أنا مؤدب خالص.
واستكمل هو يدغدغها:
مؤدب جدا.
فتعالت ضحكاتها وهي تحاول إيقافه بينما طرب قلبه لضحكاتها، للمرة الأولى لا تستيقظ وتنفرد بنفسها لتعذب روحها، استيقظت ووجدته جوارها وقد نجح ببراعة في قتل شعور الذنب الذي يقتلها، تغلب بحضوره على خوفها ليعلن في النهاية أن الفائز هو ويكفيه أن تكون ضحكاتها جائزته.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now