الفصل التاسع عشر (ذنب لم تفعله)

95.1K 6.1K 1.1K
                                    

الفصل التاسع عشر ( ذنب لم تفعله)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا لو طالك الانتقام؟
طالك على جرم لم تكن يوم فاعله...
طالك في من أحبهم قلبك.. أليس هذا كفيل لجعلك آخر لا يستطيع إدراك أن السهم كان من نصيبه هو؟
كذلك كانت حالة "عيسى" بعد اكتشافه أن الخادمة في منزلهم مأجورة، تضع السم لشقيقته التي لم تكن سيئة معها يوما ما... بعد أن عرف هذا السر من مكالمة هاتفية هرول مسرعا ناحية الأعلى تحديدا غرفة "ررفيدة، التي تجمع بها "ملك" و "مريم" و"سهام"... وحذرت "مريم" حسن حين أتى إلى الغرفة بحدة:
اياك تقربلها تاني.

تجاهلها "حسن" واستخدم الرفق هذه المرة مع شقيقته وقال بنبرة لينة:
طب قوليلي يا رفيدة مالك... محدش هيساعدك غيرنا يا حبيبتي... اتكلمي متخافيش، لو عايزة اخرج وتقولي لماما ماشي.
كانت ترتعد بشدة وتحتضن والدتها وشهقاتها في سباق.... لم يقطع كل هذا دقات هالة على الباب والتي تبعها دخولها وقولها:
اتفضلي يا أنسة رفيدة، كوباية ليمون تروق دمك وهتبقي زي الفل.

_ لا أنا اللي عايز ليمون.
صوت بث الرعب في خلاياها، هذا الذي لا ترتاح له مطلقا، صوت "عيسى" الذي ما إن قال هذا حتى أسرعت تقول:
لا ده بتاع أنسة رفيدة.

أخطأت وهي تعلم هذا... كان الجميع يتابع ما يحدث باستغراب وخاصة حين تداركت الخطأ قائلة بارتباك:
لو عايز هنزل اعمل لحضرتك.

كان قوله حاسم وهو يشير على الكوب بيدها قائلا:
اشربي الليمون ده.

جحظت عيناها، وحاولت قلب الأمر عليه وهي تصيح بحدة:
هو في إيه يا أستاذ عيسى... مالك بتكلمني كده ليه؟

ابتسم وهو يرد عليها بما أخافها أكثر:
أنا لسه مكلمتكيش...
كرر للمرة الثانية:
اشربي اللي في ايدك.

الرعشة أصابت يده وبدأ في فقد كل ذرة تعقل لديه، تناول الكوب منها وألقى بما فيه على وجهها فشهقت بصدمة وعلت الأصوات من حوله تعترض على فعلته ولكنه ألقى بالكوب على الأرضية ليسقط متهشما وهو يصيح:
أنا مش عايز أسمع كلمة من حد غيرها.

الموت أهون الآن... هذا ما حدثت به نفسها أما هو فكان يتكرر في أذنه الآن مشهد قديم، يسمع نفسه الآن يسأل شقيقته:
هو ايه اللي كنتي بتديه للبنت الجديدة ده؟
ويسمع صوت شقيقته تقول بابتسامة:
اديتها كام طقم من بتوعي، حرام هي صغيرة برضو، وأكيد ظروفها مش أحسن حاجة، بس متقولش لحد علشان خاطري علشان متحرجهاش .

فاق مما فيه على صوت هالة التي هتفت ببكاء:
أنا معملتش حاجة حرام عليك.

صاح بغير تصديق بما جعلها تتجمد وجعل الجميع ذاهلا:
يعني هي تديكي من هدومها باليمين، تروحي أنتِ بالشمال تحطيلها مخدرات يا جاحدة...
هزت "سهام" رأسها نافية بغير تصديق وهي تزيد من احتضان ابنتها، أما الإصرار في عين عيسى وهو يقول:
ده أنا هدفنك أنتِ واللي جابوكي النهاردة.
جعل "هالة" تتيقن من أنها أخر لحظاتها مما دفعها للهرولة، هرولت إلى أسفل ولحق بها عيسى، دخلت إلى الغرفة الصغيرة التي ترقد بها وتبعها هو فأخرجت مسرعة سلاح خاص بها وصوبته ناحيته محذرة:
أقسم بالله لو فكرت تعمل حاجة لهقتلك واقتل نفسي.
لم يهتم بقولها واقترب أكثر بنظرات متحدية وكأنه يخبرها بأن الموت لا يفرق معه وبان هذا حقا حين قال:
ده عندها.
وهنا فقط أدركت أنه لا مفر سوى معجزة، فمن أمامها ينوي نية واحدة فقط، نية لا يمكن تخطيها... نية قتلها ولكنها ستدافع عن نفسها بكل ما امتلكت من قوة، ستدافع وهي تعلم تمام العلم أنها مذنبة، ذنب لا يمكن نسيانه أبدا، وعلى الرغم من تبخر ثباتها ولكنها حذرته وهي تلوح بالسلاح:
أنا مش بخوفك... لو قربت مني أنا هضرب بجد.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن