الفصل السابع والعشرون _الجزء الثاني_، {هل تُعيد أمي}

89.8K 5.5K 949
                                    

الفصل السابع والعشرون _الجزء الثاني_ (هل تُعيد أمي؟)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

إذا تبقى لي أمنية واحدة فقط...
فبكل تأكيد لن تكون سوى "ملك"...
إذا كان العالم سينتهي بعد قليل فلينتهي،
ولكن برفقة " ملك"... هي ودونها تنتهي كل الأشياء،
تنتهي الحياة.

كانت الصدمة كبيرة، الصدمة من قول لم يتوقع أن تتفوه به أبدا، لكن هذا لم يمنعه من سؤالها:
يعني إيه يا "شهد" مش عايزة تتجوزي؟..
هو لعب عيال؟
كانت نبرته منخفضة حتى لا يسمع والده الواقف في الخلف بحثهما على القدوم، وحين نطق "نصران" مجددا:
ما يلا يا بني.

قبل أن تقول شيء، استدار "طاهر" يستأذن من والده:
بابا بعد إذنك، خمس دقايق بس هتكلم مع "شهد" في حاجة ونرجع.

أبدى والده استغرابه، وكذلك "سهام" التي همست لحسن:
هو في إيه يا "حسن"؟
لم يكن على علم بما يحدث، وشعرت " هادية" بالتوتر والقلق من تغير تعابير ابنتها فجأة من الفرح إلى الخوف فمالت على "مريم" مردفة بتخوف:
أختك شكلها بتعمل مصيبة.

حثها "طاهر" على السير أمامه، كانت لا تتحرك وكأنها تجمدت فتحدث محاولا بكل جهده ألا يبدي انفعاله:
شهد امشي لو سمحتي... وبلاش اللي على وشك ده أنا مش هتجوزك غصب عنك.

قصد شحوبها الذي احتل وجهها ما إن اقتربا من خطوة العقد، قوله هذا جعلها تسير معه حتى وصلا إلى  ركن بعيد عن الجميع، وقف أمامها متسائلا:
ممكن أعرف في إيه؟.... طب لما أنتِ مش عايزة
كان مستنكرا لكل ما يحدث وأكمل بغير تصديق:
لما أنتِ مش عايزة مقولتيش ليه من الأول؟، كان ليه كل ده؟

التردد والخوف يتفننا في قتل كل ما هو جميل، طالعته بحزن وعبرت عما بداخلها دون كذب:
فجأة خوفت، وأنا على بعد خطوة من المأذون، خوفت من تجربة أنا مش ناسياها، من أبويا اللي حط رقبتنا تحت رجل عمي ومراته
ابتلعت غصة مريرة في حلقها وأكملت:
عمي ومراته اللي قسوا قلبه عليا،
تسابقت الدموع على وجنتيها وهي تخبره:
أنا كنت بخاف أثق في الناس لحد ما قابلتك، أنا بتطمنلك وبحبك
كان متأثرا بكل ما تقوله وتسأل بحزن:
طب ليه مش عايزة طالما بتطمنيلي؟

_ علشان خايفة، خايفة يجي يوم و تكسرني، خايفة أي حاجة تحصل تخليك تهد كل حاجة وتهدني معاهم،
أنا مش ناسية يا طاهر اللي حصل ساعة ما سيبنا بعض، مش ناسية الكلام اللي قولته ومخوفني حتى بعد ما رجعنا... انا كل حاجة وحشة افتكرتها دلوقتي و حسيت إن عقلي وقف.
أخبرته بما دفعه لمحاولة للحفاظ على الصبر والهدوء وهو يرد عليها:
شهد هو احنا مش اتكلمنا قبل كده في الموضوع ده؟...
يا شهد أنا كبير ومفيش حد هيمشيلي حياتي، أنا اللي همشيها، أنا لو كنت هسمع للي حواليا مكناش وصلنا لهنا... كنت سمعت كلامهم كلهم و اقتنعت إن العلاقة دي هتبوظ لأي سبب، لكن أنا كملت
حثها على النظر إليه وهو يكمل بنبرة بان فيها صدق حبه لها:
كملت علشان أنا عايز أكون معاكي، متبوظيش كل حاجة، واديني فرصة، انسي أي حاجة حصلت قبل كده وخليكي متطمنة.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now