الفصل الثاني والخمسون (ترند)

100K 5.3K 494
                                    

الفصل الثاني والخمسون (ترند)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم
ربما تشعر ذات يوم أنك أكبر مهزوم على وجه الأرض ولكن يأتي أحدهم ليقلب موازيينك ويخبرك أن أشجع وأقوى من رأى هو أنت.

اخر منزل توقعت "ملك" أن يتواجدا فيه مجددا، من جديد منزل السيدة "سهام" القديم ولكن هذه المرة ممدد هو على الفراش مستغرقا في نومه، ووالده على المقعد المجاور للفراش يطالعه بأسى، وتقف هي ووالدتها جواره.

لم تستطع "هادية" منع نفسها من سؤاله:
هو انت عرفت منين يا حاج؟
كانت الإجابة مهمة بالنسبة لها، حيث أنه بعد أن وجدت هي وابنتها "عيسى" أمام المحل بحالته هذه، لم يمر إلا القليل ووجدا والده، الذي أخذه سريعا إلى مشفى القرية بمساعدتهما.

أجابها وكفه يمسح على جبين ابنه:
واحد من الاتنين اللي واقفين على المدخل اتصل بيا، قالي إن في واحد دخل القرية ومعاه "عيسى" في العربية تعبان أوي... قال إنه صاحبه وجايبه، خرجت استنى العربية ملقتش حاجه فمشيت أدور وقولت هروح لحد المدخل لحد فلقيتكم قاعدين بيه عند المحل.

انتظرت "ملك" أن ينتهي ثم أخبرته بعينين أنهكهما ما عاصرته الليلة:
عمو ده مش صاحب "عيسى"، ده رماه من العربية وسابه وجري.
زفر " نصران" بتعب وهو يستمع لها ويطالع ابنه، تخطته "ملك" ووضعت كفها على جبين "عيسى" وهي تقول براحة:
الحمد لله الحرارة بتنزل.

شعرت "هادية" ببعض الراحة ثم وجهت سؤالها إلى والده:
هو الدكتور قالك ايه؟

أخبر "عيسى" ملك ووالدتها بأنه سيهدأ بعد أن تزول الشحنات الكهربائية من جسده، ولكنه فقد للوعي فأخبرت هي والده بما قال قبل ذهابهم للمشفى، وعند وصولهم أخبرا الطبيب.

تذكر "نصران" حديث الطبيب أثناء سؤال "هادية" وأجابها:
قالي إنه هيبقى كويس، هو اداه مسكنات هتساعده يفوق ، وقال إن مفيش كسور هو الكدمات اللي في جسمه بس ... اللي عمل فيه كده الكهربا هي اللي شلت حركته، وزودت الحرارة وخلت نبضه يقل.

_ ربنا ينتقم منهم اللي عملوا فيه كده.
دعت بهذا بصدق شديد، فهيئته وهو ممدد أمام المحل يتحدث بصعوبة لا تغيب عن بالها، لم تستطع أبدا أن تتحمل تخيل أن تكون إحدى بناتها مكانه.

لاحظت "ملك" أن والده يطالع الحرق أسفل عنقه بتفحص، حيث أن الإصابة تبدو قديمة... فحاولت إبعاد نظره بقولها:
عمو حضرتك قوم ارتاح شوية... أنت شكلك تعبان أوي

حول "نصران" نظراته إليها يسألها:
هو أنتِ مرضيتيش تخليني أروحه معايا على البيت ليه؟

وضحت له "هادية" الأمر برفق فهي تدرك الحالة التي أصابته بعد رؤية ابنه هكذا:
يا حاج هو مكانش عايز حد منكم يعرف علشان متقلقوش، وكرر ده اكتر من مره، هنا أحسن بدل ما تقلقهم كلهم عليه وعلشان ميزعلش.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now