الفصل الثالث والخمسون (الرهان على خوفها)

104K 5K 1.4K
                                    

الفصل الثالث والخمسون (الرهان على خوفها)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الرهان على كل شيء ممكن، إلا الرهان على الخوف لأنك حتما ستكون الخاسر.

انتهى من إرسال رسالة إلى من تسبب له في ليلة لا تُنسى، عانى فيها كثيرا وأيضا عانى أحبته ولكنه استراح الآن يشعر أنه استرد حقه من "صاوي"، ورد على ضربته بضربة أقوى.... أراح ظهره على مقعده في الحديقة المحيطة بالمنزل، ينظر إلى الأرضية باسترخاء وهو يستمتع بالنسمات الليلية التي تخفف من حرارة النهار الشديدة ولكن سمع نبرة إحداهن تدخل من البوابة بمرافقة الواقف على البوابة الخارجية... جملة واحده جعلته ترفع رأسه مسرعا ليراها:
ازيك يا "عيسى".

" قسمت" هنا وفي منزله وملك أيضا تدخل من البوابة ولكنها توقفت مكانها وهي ترى الفتاة الجالسة على المقعد المتحرك وأمامها من أتت لزيارته فأصبح كل شيء غاية في التعقيد... قررت الرحيل ولكنها سمعت صوت حازم:
استنى يا ملك.

توقفت وأدارت الجالسة على المقعد رأسها لترى هذه التي يحدثها فقالت مبتسم باستهزاء:
دي صاحبتك؟

شعرت "ملك" بالإهانة فقالت "قسمت" ضاحكة:
الله الله دي شكلها زعلت... شكلها متعرفش عنك حاجه خالص فاستغربت الكلمة.

_ لا أنا أعرف عنه كل حاجه يا "قسمت".
جملة واحده قالتها " ملك" قلبت الموازيين بأكملها، هل تعرفها حقا!... هل حكى لهذه عن أسراره حتى عنها تابعت "ملك" بما جعل "قسمت" تطالع "عيسى" باستنكار:
ولا تحبي أقولك يا "كيمي"؟

لا تصدق أنها تعرفها، حتى بعد كل ما تفوهت به لذلك واجهت " عيسى" بعينيها التي لم يسيطر عليهما إلا عدم التصديق فقط، عدم التصديق الذي تبعه قولها الساخر:
أنت حاكيلها كمان... وياترى قولتلها أن أنت السبب في اللي أنا فيه ولا لا؟

اقتربت "ملك" ووقفت جواره ترد على اتهماتها له:
لا هو مش السبب، أنتِ اللي اتهورتي واختارتي طريق غلط، وحتى لو ضاع منك حاجه، أنتِ قدامك فرصة تانية تكوني كويسه.... لكن متعلقيش اللي حصلك على شماعة اسمها "عيسى....

قاطعها ناطقا بحزم:
بس يا " ملك" .

ابتسمت "قسمت" قبل أن تمنعه بقولها:
ليه سيبها تكمل... أصلها مسلية أوي بصراحه، وخصوصا وهي cute كده ومش لايق عليها العصبية  اللي متعصباها علشانك...

ابتسمت لها "ملك" ابتسامة مماثلة وهي تخبرها:
وأنت برضو مش لايق عليكِ، تعلقي نتايج اختياراتك على غيرك.

استدار "عيسى" يطالع "ملك" وهو يطلب منها:
"ملك" ادخلي استنيني جوا.
نبرة الرجاء في حديثه، جعلتها تهز رأسها موافقة وهي تتحرك نحو الداخل ولكن أجبرها قول "قسمت" على الوقوف مكانها:
من كام سنة كان في واحده بتعتبره أخوها وكل حياتها ومستعده تقف تدافع عنه زيك كده، وأبقى كذابه لو قولت إني عرفت أكرهه... بس نصيحة مني وخليها قدامك دايما... "عيسى" بتاع نفسه وبس مش بتاع حد تاني، وأكبر دليل قدامك أهو لما احتاجته ملقتهوش فوصلت لكده... خدي من اللي حكيته درس، قبل ما تبقي أنتِ الدرس اللي غيرك ياخده.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن