الفصل الخامس والأربعون (تخلى عنها لأجل والده)

128K 5.9K 1.5K
                                    

الفصل الخامس والأربعون (تخلى عنها لأجل والده)
#وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

كلما ظننا أنه السلام، صفعتنا طبول الحرب
متى ننعم بالسلام إذا؟....
أم أن السلام حُرِم على أمثالنا ولم يختر صحبتنا سوى الشقاء؟
ربما نسلم ذات يوم يختارنا فيه السلام رفقاء لبضع ساعات... ربما.

         ★***★***★***★***★***★***★**★

لن يسأم أبدا من المغامرة، وتحدي المخاطر بلا تخطيط متقن بالنسبة لها، يعشقهما كما تعشقه هي، هذا ما فكرت فيه "ملك" وهي جالسة في شرفة المنزل الذي حضرا إليه، تنعم بنسمات هواء هذه الليلة الهادئة، وتطل على الخارج وسكونه متأملة، سكون لا يسبب ذعر بل يحث على الراحة النفسية، يكفي فقط سكان المنزل المجاور، لديهم ابن وابنة لا يكفا عن المشاورة لها من بعيد، لوحا لها الآن من بعيد فأشارت لهم ليأتوا وتتعرف عليهم، علمت أنهما سيأخذا الإذن من والديهما فابتسمت بحنان، تجربة أن يكون لديها طفل أصبحت تلح عليها وبشدة، لمع في عينيها نظرة حزينة فأمنيتها البسيطة هذه محاطة بالمخاطر، كلما تمنتها تذكرت الفقد والخوف من الفقد، انتقلت بذاكرتها إلى ليلة أمس، حين استيقظت ووجدته في طريقه للخروج وتحدثا ثم عرض عليها أن يأخذها معه هامسا:
هنسيكي نفسك.
خرجت معه وأبدت اعتراضها أثناء ركوبها السيارة:
قبل ما اعرفك توقيت قبل الفجر ده كان بالنسبالي توقيت نوم بالنسبة للناس الطبيعيين، ويوم ما يزيد أوي بيبقى سهر في البيت
ضحك وهي تكمل:
لكن بعد ما عرفتك بقى اكتشفت إن الساعة عندك بالمقلوب، ما كنا فضلنا في البيت بدل التنطيط ده يابن الناس.

رد عليها وهو يطالع الطريق أمامه بعد أن شرع في القيادة:
أجمل وقت للمغامرة بعد نص الليل، إيه المثير في إنك في بيتك من الساعة ١٠، ولا حاجة، ملل... أنا مبكرهش الروتين على فكرة بس بحب التغيير

مطت شفتيها بغيظ قبل أن تعلق على ما قاله بنزق:
وأنا مبحبش الجري والفرهدة، والتغيير بتاعك ده بيخليني عايزة اجري وراك في كل مكان خاي...

قاطعها مرددا بتصنع الانزعاج:
مش ممكن أبدا على الزن، وبعدين قولتلك خليكي وهرجع علطول، أنتِ اللي عاندتي، متنكديش علينا بقى
طالعها فوجد في عينيها نظرات الانزعاج والضيق منه أيضا فضحك مما أثار استفزازها وجعلها تضربه في صدره، انتبهت لوجود كيس بلاستيكي في السيارة، فتحته لتجد به زجاجات معدنية من مشروبه المفضل فبحثت بينهما وتناولت واحدة قائلة:
هاخد دي ماشي؟

فسألها بغير تصديق:
بتستأذني؟.. خدي طبعا.
فتحتها ثم شرعت تشرب منها ولم تتوقف إلا حين أخبرها مشيرا بعينيه على يدها:
حلوه أوي الساعة اللي أنتِ لابساها دي.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن