الفصل الأول (منافسة على الموت) (الجزء الثالث)

118K 5.6K 1K
                                    

الفصل الأول (منافسة على الموت)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

حاصر حصارك لا مفر .. قاتلْ عدوك لا مفر .. سقطت ذراعك فالتقطها .. و سقطتُ قربك فالتقطني ، واضرب عدوك بي .. فأنت اليوم حر وحر وحر .
(محمود درويش)

عمل شاق، بل ملحمة جعلته في أشد الحاجة إلى الراحة... هذه الليلة ستظل في ذاكرته إلى الأبد، الليلة التي قتل فيها جزء من روح غريمه برفقة صحبته، نجح فيها في إذلال "شاكر".
عادوا جميعا إلى المنزل هنا بعد إتمامهم الأمر، حتى بشير الذي استضافه في الدور الخاص بطاهر في الأعلى... لم يدخل "عيسى" المنزل عند والده بل صعد إلى الأعلى، إلى الطابق الخاص به وهو يتذكر كيف طلب منها البقاء معه ليلة واحدة، طلبت الرحيل في الصباح ولكنه طلب برفق:
طب ممكن لما ارجع؟
عارضت في البداية ولكنها وافقت في النهاية وخرج هو ولم يعد إلا الآن، وقد أوشك صباح يوم جديد على أن يحل.... لم تذق النوم وخاصة أنه لم يرد على أي اتصال بل اكتفى برسالة:
ملك في شغل مهم بخلصه وهبقى أكلمك.

بدا الغضب والتذمر على وجهها وهي تخبره:
أنا استنيتك يا عيسى، لكن شوف انت راجع قرب الفجر وكمان مردتش عليا... فلو سمحت أنا عايزة امشي دلو....

بترت عبارتها وهي ترى باطن كفه الذي بدا عليه الاحمرار جليا مما جعلها تقول بقلق وهي تتفحصه:
ايه اللي معلم في ايدك كده؟

هل يقول أنها السلسلة الحديدية التي استخدمها لضرب "شاكر"، لمع المكر في عينيه وهو يرى قلقها البادي على وجهها، وابتسم خلسة بشقاوة، ثم سريعا ما تصنع التعب ببراعة وهو يضع يده على رأسه قائلا:
آه مش قادر.
قلق امتزج بلهفتها وهي تسرع في مساعدته على الجلوس على الأريكة وتنطق بخوف:
مالك يا عيسى بس؟... أنت كويس؟..
طيب حاسس بإيه؟؟

نبرة برع في إخراجها مؤثرة وهو يقول:
مش عارف في ايه... الشغل كان كتير أوي وحاسس إني خدت دور برد بس دماغي دلوقتي هتموتني.

طلبت منه مرافقتها وهي تقول باهتمام ظهر واضحا في صوتها:
طب قوم ادخل الأوضة ارتاح، هجبلك حاجة تاكلها ومسكن ونام شوية تصحى كويس إن شاء الله.

تصنع أنه لا يستطيع الاتزان أثناء الوقوف ومن داخله يسعى بصعوبة ألا ينفجر ضاحكا فأسرعت هي تسنده قائلة بخوف:
لا انا هنزل لعمو يشوفلك دكتور.

رفض مسرعا مبديا اعتراضه:
لا دكتور ايه... دخليني بس أرتاح شوية.
بالفعل وصلا إلى الغرفة، ولكنه قال:
مش هعرف أنام بالهدوم دي.

جذب ملابسه المنزلية من على الفراش وقد أتى بها من الأسفل أمس وتوجه ناحية المرحاض مما جعلها تقول بخوف:
طب ما بلاش يا عيسى دلوقتي... أنت مش قادر تمشي.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now