الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)

100K 5.2K 1.3K
                                    

الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

فارس وحيد جوا الدروع الحديد...
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد
منين .. منين.. و لفين لفين .. يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي!!

"صلاح جاهين"

  ★***★***★***★***★***★***★

في بعض الأوقات يندثر اللوم ، يسحقه القاموس خاصة وإن كان من أردنا لومه وصل إلى نقطة لا ينفع معها إلا أن نواسيه، لا يصلح معها إلا أن نربت على كتفه حتى ولو كان رماد الحريق الذي أشعله قبل قليل لم يُزال بعد.

لو انفجرت من الغيظ الآن لن يلومها أحد، هذا ما كانت تفكر فيه "ملك" بعد ما رأت "قسمت" تعانق زوجها في الخارج، والآن هي داخل المنزل، جلست "قسمت" على الأريكة، وتركت ما كانت يساعدها على السير وطلبت من "عيسى" الذي دخل للتو:
معلش يا "عيسى" تساعدني؟

تقدمت "ملك" قبله باتسامة صفراء:
أساعدك أنا مفيش مشكلة.
ساعدتها في عدل وضعيتها على الأريكة حيث أسندت "قسمت" ظهرها على الوسائد بارتياح و عاونتها "ملك" بحذر في اتخاذ وضعية جلوسها حتى لا يتأذى ساقيها، سألتها بعد ذلك:
مرتاحة كده؟
هزت "قسمت" رأسها بابتسامة وهي تشكرها:
اه، ميرسي يا ملك.

حل الصمت على عيسى الذي جلس على أحد المقاعد المجاورة، الأجواء المتوترة هذه لا يحبذها أبدا، رمقته "ملك" بتوعد قبل أن تجلس على مقعد مجاور له، ثم قطع هو الصمت سائلا:
قوليلي عملتي إيه؟

_ وأنت كنت اهتميت؟
هكذا ردت عليه "قسمت" وبرر هو:
كلمتك كتير على فكرة

ولم يعجبها تبريره بل ردت:
ولو، المفروض تسافرلي، ولا إيه يا "ملك"؟
لم تخف " ملك" مشاعرها بل بدت جلية على وجهها وهي تقول للمجاور لها بتهكم:
لا، لا، ملكش حق يا "عيسى" المفروض كنت تسافر فعلا، واهو بالمرة كنت تاخدني معاك، نتطمن على الأنسة، ونتفسح
ثم استدارت لها تخبرها بابتسامة مصطنعة:
ده بعد ما كنتي تقومي بالسلامة يعني.

نظر "عيسى" للأرضية يجاهد في إخفاء ضحكاته في حين سمع همسها له:
بتضحك؟... أنا هوريك.

_إيه يا "ملك"، مفيش تشربي إيه ولا الضيافة ضايعة هنا؟
سألتها " قسمت" وهي تغمز لها فردت "ملك" بغيظ:
لا موجودة، تحبي تشربي إيه؟

هزت "قسمت" رأسها بلا مبالاة وكأنها لم تحرجها للتو بل ردت بابتسامة كادت أن تقتل الجالسة:
مش مهم نشرب دلوقتي، اطلبلنا يا "عيسى" أكل، أنا عايزة اتغدى معاكم النهاردة.

استدار "عيسى" يطالع "ملك"، كان في وضع لا يُحسد عليه، ورأى غضبها في عينيها وخاصة و " قسمت" تتابع بحماس:
فاكر النودلز السودا اللي كنا بناكلها، شوف أي مكان بيعمل أكل كوري قريب، واطلبلنا من عنده، وشوف "ملك" بقى تحب تاكل إيه.

وريث آل نصران Où les histoires vivent. Découvrez maintenant