الفصل السادس عشر (أنا هُنا)

89.3K 5.3K 491
                                    

الفصل السادس عشر ( أنا هنا )
#رواية_وريث_آل_نصران

بسم الله الرحمن الرحيم

بعض الكلمات تقتل، لا يشعر صاحبها كم أنها سامة ولكن أثرها يظهر جليا على المستمع... كذلك بعض الأفعال تؤدي إلى الموت، ولكنه موت على قيد الحياة .

كان "باسم" يقود سيارته ، ولكن عقله ذهب في جولة للقائه الذي تم منذ قليل مع "عيسى"... حين خرج " عيسى" بتقاسيم مسترخية على عكس توقع "باسم" فقد انتظر غضبه ولهفته لمعرفة قاتل شقيقه ولكنه سمعه يقول:
نورت يا باسم، بس للأسف بقى ولا للأسف ليه،
أنا يفرحني إني أقولك إن مجيتك جت على الفاضي.

سأله "باسم" بدهشة مثلها جيدا أثناء حديثه:
فعلا؟.... كلامك ده معناه إنك عرفت قاتل أخوك وإن خدماتي في استغناء عنها.

أتت الخادمة بحامل معدني وُضِعت القهوة عليه فأشار لها "عيسى" طالبا:
"تيسير" هاتي ...

قاطعته تخبره بطلبه قبل أن يكمله:
عارفة... بابل تي من التلاجة، هروح أجيبه وأجي.

_دول حافظينك بقى.
قالها "باسم" وقد زين جانب ثغره ابتسامة ساخرة، وأدها قول "عيسى":
بلدي، و أهلي، و ناسي... هو أنت مش أهلك برضو عارفين بتحب إيه وبتكره إيه؟

أتت " تيسير" بطلب "عيسى" مما جعل "باسم" يعود بالحديث إلى نقطة البداية سائلا:
مجاوبتش...أنت عرفت قاتل أخوك واستغنيت عن العرض؟

فتح "عيسى" الزجاجة، وجرع منها بعدها تحدث وقد كسا بدنه الانتعاش:
أنت عارف إني حقاني، بصراحة لولا مكالمتك ليا مكنتش هتنبهني إن في حاجات كتير قصادي كان لازم أربطها من بدري،

ظهر على وجه "باسم" عدم الفهم فتابع "عيسى":
مقابلتك الصدفة مع " شاكر"  في البار خلتني ربطت خيوط كتير أوي.

أدرك "باسم" أنه يقصد ذلك اليوم وتلك المقابلة التي اعترف فيها "شاكر" تحت تأثير الشراب ولكن من أين عرف بها... سأله وقد احتدت نبرته:
وأنت عرفت منين بده؟

_تديني المعرض بتاعك وأقولك؟
قالها "عيسى" وتبعها بابتسامته الماكرة مما أدى إلى قيام "باسم" وهو يقول:
ماشي يا "عيسى" وصلت.

استقام "عيسى" واقفا وتحدث بنبرة ذات مغزى أدت دورها جيدا في جعل "باسم" يستشيط غضبا:
ابقى سلملي على "رزان"،  وقبل ما تفهم غلط ده سلام عادي من أخ لأخته.

ترك " باسم" المكان ولم ينطق بحرف بل رحل والصمت رفيقه الأول، والغضب صديقه الثاني أما "عيسى" فبمجرد رحيله تأفف بانزعاج، فكل شيء يضغط على أعصابه أكثر ،  تحرك ليعود مجددا إلى مكتب والده و حين دخل وجد الشقيقتان جالستان أمام "نصران" واتخذ "طاهر" أحد المقاعد، أتى ليجلس ولكنه سمع "شهد" تقول:
عمو احنا بقالنا هنا كتير والوقت اتأخر كده....
قبل أن تتلقى إجابة استطردت باعتذار:
ياريت متزعلش مننا، حضرتك راجل كويس ومشوفناش منك غير خير بس فياريت تعرف إن ده كان غصب عننا.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن