الفصل التاسع والأربعون (بالتأكيد هذا كذب)

92.6K 6.3K 1.4K
                                    

الفصل التاسع والأربعون (بالتأكيد هذا كذب)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

حتى من ظنناهم ألد الأعداء، من ظننا أن أمنيتهم هلاكنا، ربما في لحظات يشفقون علينا من كل هذا.

              ★***★***★***★***★***★***★**★

ربما كان خطأي، لما في كل مرة أظن أنه وزر من حولي؟... ربما هذا ما أستحقه أنا، تكرار نفس الألم ألف مرة يوحي وبإلحاح أن العذاب نتيجة حتمية لمن هم مثلي.
لم يكن من عاداتها النوم إلى بعد الظهيرة هكذا ولكنها منذ أن تزوجته وهي تخرق العادات، استيقظت "ملك" بتعب، عرفت من تيسير أن عيسى لم يعد؛ فرجحت أنه ربما لم ينه ما ذهب للقاهرة من أجله، فجذبت هاتفها للاتصال به ولكن الإجابة كانت أنه غير متاح.
اعتدلت على الفراش وبدلا من الاتصال به، هاتفت "بشير"، مرة والثانية ولا يوجد رد، فحدثت نفسها بقلق:
الله، هو في إيه بقى.
شغلها عما تفعل سماعها دقات على باب غرفتها، حين علمت أنها " ميرڤت" سمحت لها بالدخول، وقالت لها "ميرڤت" بابتسامة:
صحي النوم... شهد بقالها نص ساعة تحت
مستنياكي تصحي.
سعدت لوجود شقيقتها، وقالت بحماس:
هنزلها اهو...
ثم سردت أسباب تأخر نزولها وبثت الجالسة أمامها قلقها:
أشوف بس ابن اختك اللي مجنني ده فين، تيسير طلعت تصحيني، ولما سألتها عليه قالت مرجعش، وتليفونه معرفش ماله، بحاول أكلم "بشير".
للمرة الرابعة تهاتفه وفي الأخير رد، أتى رده محيرًا، صوته يوحي بخطب ما فسألته بقلق:
ألو، معلش أنا أسفة لو قلقتك...
بس هو عيسى عندك ولا علشان ب...
قاطعها بقول:
عيسى بخير يا " ملك"، احنا بس خلصنا متأخر وهو لسه نايم.
لما يقول صوته العكس، تساءلت نفسها، أما هو فكانت حالته يرثى لها، يمثل الثبات ولكنه هش للغاية في هذه اللحظة.
شعر بقلقها، فاستكمل بهدوء:
أول ما يصحى هخليه يكلمك، وإن شاء الله شوية ويرجع.
يخبرها بما يعلم أنه لن يحدث، أنهى المكالمة سريعًا، أما هي فلم يبشر وجهها بأي خير وهذا دفع "ميرڤت" لسؤالها:
إيه مالك؟
صرحت بمخاوفها قائلة:
معرفش، صوت بشير مش مطمني،
هو بيقول إنه نايم بس أنا مش عارفة،
حاسة في حاجة.

ربتت "ميرڤت" على كتفها مطمئنة برفق:
متقلقيش نفسك على الفاضي، صاحبه قال نايم خلاص يبقى نايم، بطلي القلق الزيادة ده، وانزلي لاختك يلا.
ابتسمت "ملك" بهدوء ولكن بداخلها لم تكن تنتبه لأي مما يقال، كانت تفكر فيه فقط، لم تستغرق الكثير في تبديل ملابسها والنزول لشقيقتها، والتي ما إن رأتها حتى هتفت بانزعاج:
إيه يا ست ملك، كل ده علشان تصحي وتنزلي.

_ كنتي اطلعي، عيسى مش هنا.
وأمام قول "ملك" هذا همست "شهد" بضيق:
سهام زي ما أنتِ شايفة كده، من ساعة ما جيت وهي واقفة الوقفة دي.
استدارت ملك تبحث عنها بعينيها فوجدتها تقف وتطالعهما فاستفسرت:
في حاجه يا طنط؟
اقتربت "سهام" لتخبرها بحدة:
في إن البيت ده ليه مواعيد، وكله بيصحى وينام فيها،
ولما تيسير تطلع مرة تانية تصحيكي، ياريت تبقي تنزلي، مش هنقعد العمر كله نستناكي.

وريث آل نصران Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon