الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)

110K 5.7K 1.3K
                                    

الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

فيا عجباً لمن ربيت طفلاً
أُلقّمه بأطراف البنانِ
أعلِّمه الرمايةَ كلّ يومٍ
فلما اشتدّ ساعدُه رماني
وكم علّمتُه نظْمَ القوافي
فلمّا قالَ قافيةً هجاني
أُعلّمُه الفتوّةَ كلّ وقتٍ

(لمعن ابن أوس المزني)

توترت الأجواء كثيرا بعد ما حدث، والدتها تشتعل غضبا وهي تجذبها من ذراعها بعيدا عنه... أشار "نصران" لطاهر بعينيه ففهم مقصد والده على الفور واقترب من "شهد" هامسا:
"شهد" هاتي "مريم" وتعالي نقعد في الجنينة برا ونسيبهم مع بعض شويه.

هزت رأسها موافقة، وحمد هو ربه على نوم ابنه جوار "ميرڤت" حتى لا يشهدا هذه الأجواء القادرة على إتلاف الأعصاب ببراعة.
قبل أن يتوجه مع الشقيقتين نحو الخارج أوقفته "سهام" سائلة بنبرة منخفضة:
على فين يا حبيبي؟

_هاخدهم ونخرج برا شويه، قولي لحسن يخرج ورايا، وياريت يا ماما تسيبيهم مع بعض يحلوا مشاكلهم سوا.
كانت ماهرة في تصنع الطاعة، وهي تبدي رضاها التام على ما قال ابنها، حثت ابنها الاخر على اللحاق بأخيه ثم عادت لتجلس على إحدى الأرائك وهنا خرج صوت "نصران" يقول بهدوء:
مش هنتكلم على الواقف يا ست "هادية"، اقعدي وهشوف مشكلتك وعلى عيني هحلها.

رفع " عيسى" كفه باعتراض وهو يقول:
مع احترامي لكلامك يا حاج، وللي الست "هادية" عايزه تقوله، بلاش كلام دلوقتي علشان "ملك" محتاجه ترتاح.

_ وأنا محتاج اسمع منها هي كانت فين وايه اللي حصلها؟
قالها "نصران" وعيناه لا تفارق ابنه، الأمور مرتبطة ببعضها، من فعل ذلك كان يقصد ابنه، ما حدث هو بالتأكيد طرف أساسي فيه ولكنه تراجع عند كلمات "ملك" وهي تهتف بإجهاد حقيقي:
عمو ممكن مش دلوقتي؟، أنا مش هقدر أقول ولا أحكي أي حاجه دلوقتي، وباختصار هما كانوا عايزين يسرقوني خدوا الموبايل والفلوس وكل اللي كان معايا وسابوني.

شهقت والدتها بصدمة، ليس خوفا على المقتنيات التي فُقِدت، بل خوف نبع من تخيلها لكل اللحظات المرعبة التي عاشتها ابنتها قبل قليل، بفطرتها كأم لم تستطع منع نفسها من احتضانها وهي تقول:
في داهية، مش مهم في داهية أي حاجه... المهم أنتِ يا حبيبتي.
أتبعت جملتها الأخيرة وهي تتفحص جبهة ابنتها التي وُضِع على جانب منها لاصق طبي وقبل أن تسأل عن أي شيء، لمحت في عينيها الرجاء فأردفت:
قومي يا حبيبتي نروح علشان ترتاحي.

طلب منها "نصران" معلقا على قولها:
خليها تطلع ترتاح فوق يا "هادية"... " ملك" بنتي والبيت ده بيتها قبل ما يكون بيت ابني اللي قاعد قدامك ده.

احتدت عين "سهام"، هذه النقطة خصيصا هي المأزق، أخبرها عقلها بأنها على صواب، هذا ما تسعى له " هادية" وابنتها.

وريث آل نصران Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon