الفصل الثاني والعشرون (قالت أوافق)

95.2K 5.1K 1.3K
                                    

الفصل الثاني والعشرون (قالت أوافق)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

لم ننس بعد، وكيف ننسى ما جعل الألم في القلب أضعافا؟
ربما نسينا المواقف، نسينا الأشخاص ذاتها... ولكن الشعور القاتل لحظتها لم ننسه أبدا، ولن ننساه لأن الجرح لا دواء له.

إنه أمام منزل "مهدي" الآن، لقد ترك "ملك" ووالدتها في المحل بعد ذلك الموقف ولم يعط أي ردة فعل... فقط أتى إلى هنا.
دق على البوابة الخارجية عدة مرات حتى فتحت الخادمة، والتي قالت بمجرد أن رأته:
والله الحاج ما موجود، والمرة اللي فاتت لما دخلت وهو مش هنا كان هيقطع عيشي.

لم تكمل حديثها بسبب خروج "كوثر" التي قالت وهي تشير للداخل:
اتفضل ادخل.

تطلع إلى الخادمة بنظرة جانبية و ابتسامة منتصرة ثم خطا نحو الداخل، جلس على الأريكة وقبل أن يقول أي شيء بدأت "كوثر" الحديث بقولها:
من قبل ما أعرف أنت جاي ليه، "شاكر" مش هنا وصدقني يا بني لو أنا أعرف إن "شاكر" عمل عملة زي دي هسلمهولك بإيدي.

رفع حاجبية وهو يسألها بتصنع الدهشة:
فعلا؟

تابعت حديثها دون أن تخلخل نبرته الغير مصدقة توازنها حيث قالت:
ابني أنا مربياه كويس، عارف الصح من الغلط لكن هادية وبناتها دول عالم ظلمة منهم لله، عمالة تحاول من زمان تجوز "شاكر" لبنتها "ملك" وأنا اللي كنت برفض، ولما لقوا إن خلاص مفيش فايدة عايزين يلبسوه تهمة وينسوا ان احنا اللي لميناهم بعد موت أبوهم بدل ما يترموا في الشارع.

_وإيه كمان؟
سألها، فطعمت حديثها بالدموع وكانت بارعة حقا في الكذب:
طيب هقولك على حاجة قبل حادثة أخوك دي بأيام "شهد" كانت كاسرة ازازة على راس "شاكر" ، اتخانقت هي و "علا" و شاكر حاول يفض بينهم راحت ضارباه بالإزازة، مش ابني ده لو واحد وحش كان مسكها علمها الأدب؟، لكن هو معملش كده، لو "شاكر" هو اللي قاتل أخوك كان ساب "هادية" وبناتها يجوا عندكم ويتحاموا فيكم؟

ترك مقعده واستقام واقفا، هبت واقفة هي الاخرى، منتظرة أي حديث يرضي فؤادها ولكنها سمعت منه ما جعل أمالها تهوى أرضا حيث قال:
اسمعي... الدم قصاده دم، ده العدل وحق ربنا إلا لو احنا سامحنا، واحنا مبنسامحش.... ابنك اللي عملها، وأنا جاي هنا مخصوص علشان أعرف أبوه اللي كان بيقول على "ملك" واختها كدابين، إن اخر فرصة وبعرضها عليه للمرة التانية قدامه، لو عايز يبين عكس كلامهم "شاكر" يظهر، لكن طول ما هو هربان كده يبقى هو اللي عملها، ومحدش هيندم غيركم لما ألاقيه.

مسحت دموعها بعنف، وقد ظهر الغل في عينيها وهي تقول:
طب طالما هي كده بقى، يبقى ابقى قابلني لو لاقيته يا بن "نصران".

تبع حديثها نبرته المحذرة وهو يشير بسبابته:
اسمه الحاج " نصران" كبير قرية "نصران"، واللي علشان هو راجل محترم عارف الأصول، مجاش هدها على دماغكم هنا.... وطالما أنتِ واثقة أوي كده إني مش هلاقي ابنك، يبقى الأيام بيننا بس لما ألاقيه هتعيشي طول عمرك تفتكري " عيسى نصران" كويس أوي.
تراجعت أمام حديثه الواثق، ذلك الحديث الذي ضاعف الذعر والقلق على ابنها في قلبها، بينما توجه هو نحو الخارج ثم استدار قائلا:
متنسيش تبلغيه اللي قولتهولك.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now