الفصل السادس والخمسون (انفجاره أمام الجميع)

98.2K 5.4K 844
                                    

الفصل السادس والخمسون (انفجاره أمام الجميع)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

ربما هناك لحظات تفوز فيها على أعتى المصاعب...تهزم مخاوفك، ربما تهزم انفجاره يوما ما ولا تنساه أبدا.

للصباح رونق خاص، هدوئه ودفئه ونسماته التي تحرك القلوب قبل أي شيء آخر.... تأملت "ملك" بعينيها المكان الذي تواجدا فيه... بقعة خضراء وُضِع عليها الكثير من المقاعد، كل مقعد خاص بطاولته، السماء تحتضن المكان فتضيف المزيد من الأمان، وهناك دكان صغير يخرج منه أحدهم لأخذ الطلبات من الزبائن.... طالعت "ملك" الجالس أمامها يحدث النادل، وهي تستمع إلى كلمات الأغنية الشهيرة عن شاطئ عروس البحر المتوسط والتي أضفت روحا المكان حيث انطلقت من المذياع الداخلي...
ما إن انتهى "عيسى" من حديثه حتى سألته بقلق:
"عيسى" هو احنا جايين هنا ليه؟..
قالت ذلك وهي تتأمل المكان من حولها وتتذكر أخر ما دار بينهما قبل قليل من الآن حين كانت معه في المقابر ... تتذكر جملته التي تفكر بها حتى هذه اللحظة ولم تكف ثانية... سمعتها تتكرر في أذنها من جديد:
أتمنى لما تيجي اللحظة واجي هنا... أشار على قبر والدته وشقيقه فانكمشت ملامحها بحزن بان في عينيها جليا، حزن تحول إلى لمعه لا تعرف لها معنى أبدا وهي تسمعه يتابع:
أتمنى لما تيجي لحظة موتي، تبقى عيونك اخر حاجه أشوفها.
مجرد التفكير في هذا يقتلها، لا تتحمل أي ألم أخر لذا ردعته بقولها الذي بان فيه خوفها الجلي عليه:
متقولش كده.

ابتسم على جملتها القصيرة... جملة مختصرة ولكنها عبرت عن الكثير، جذب ذراعها برفق طالبا:
تعالي معايا.

وانتهى الحال هنا، في هذا المقهى المميز وهي تسأله عن سبب التواجد هنا وتكمل:
كمان ليه مفيش ناس كتير؟

ضحك على القلق البادي في نبرتها ورد عليه بقوله:
في ايه يا "ملك" أنا مش خاطفك... احنا في كافيه مش في شقتي!

_ لا مش كده قصدي إن....
كانت ستوضح الأمر له ولكنها أدركت ما قاله، وخاصة جملتها الأخيرة فكسا الغضب عينيها وهي تطالعه فتابع ببراءة وكأنه لم يقل شيء:
بالنسبة بقى لبقية سؤالك، فالمكان هنا بيبقى في ناس أكتر بالليل أو في نص اليوم، دلوقتي احنا لسه بدري مبيجيش غير اللي عايز يفصل شويه من الدوشة.

بدأ التوافد، فوجدت الطاولة الواقعة أمامهم على بعد مسافة قد قدم إليها مجموعة أحدثوا جلبة...فاستدار يطالع ما تطالعه فأدرك ما تفكر به مما جعله يؤكد:
أيوه دول جايين يفصلوا ويصدعونا احنا .

ابتسمت على ما قاله وهي تطالع المكان بتأمل أفسده سؤاله الذي أشعل توترها:
عرفتي منين إني عند فريد وماما؟

_ حسيت.
لم تجد إجابة أفضل من هذه للهرب فرمقها بعدم تصديق لتتابع بارتباك:
ايه البصه دي... بقولك حسيت عادي، أنا عارفه إن النهارده عيد ميلاد مامتك الله يرحمها، "فريد" كان قالي...والنهارده لقيت ماما فتحت المحل بدري فاستأذنتها اجي مكنتش اعرف انك هناك، أنا كنت جاية زي ما باجي عادي... بس على المدخل حسيت انك جوا معرفش ليه.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now