الفصل السابع (أنت في مأزق)

Start from the beginning
                                    

ذلك الشعور حينما يهجم علينا البرد وينقذنا سريان أول خيط دفء ناجم عن رشفة واحدة من كوب شاي ساخن... تلك القشعريرة المحببة لأنفسنا هي ما أصابتها حين وجدت "عيسى" الذي توسطهما منتظرا ما سيفعله "شاكر" ولم ينتظر كثيرا إذ وجده

_حقك على دماغي يا ملك، هاتي راسك أبوسها.
قالها "شاكر" وهو يقترب من ابنة عمه التي ابتعدت أكثر، تقف خلف "عيسى" محتمية بذلك الجدار البشري، مما جعله يدفع "شاكر" قبل أن يتخطاه واصلا إليها، وهو ينطق بسخرية لاذعة، ونبرة متهكمة ضربت "شاكر" في مقتل:
تبوس إيه يا باشا...
هو حد قالك إنكم راضعين على بعض ولا إيه!

مدت "ملك" كفها وقبضت على سترة "عيسى" من الخلف فأصابته الدهشة، حالتها هذه لا يمكن أن يكون سببها أنه تعرض لها فقط
أما هي لا يوجد أمام ناظريها إلا ذلك المشهد هي و "شاكر" و "فريد" الذي سقت دماؤه الأرضية.
أشار "عيسى" لشاكر نحو الداخل قائلا:
ادخل وهي هتهدى وتدخل وراك.

تصنع شاكر الحزن وهو يرمقها بنظرة معاتبة تفنن في ظهورها على عينيه، ثم هز رأسه موافقا وتحرك نحو الداخل.... كانت تنتفض وبمجرد أن رحل أخذت تردد وهي متشبثة بكل قوتها بالواقف أمامها:
أنا مش عايزة أمشي معاهم، أنا مش عايزة أمشي.
سألت بعينين دامعتين:
مش هتمشونا صح؟

إن المسؤولية شعور له لذة، ولكن طلب الحماية من عينين يشع الذعر منهما وكأنهما يخبراك أنك أملهما الأخير إحساس حقا مُربك.
يقلب موازينك رأسا على عقب، وتقف حائرا ولكن خلف تلك الحيرة يدفعك الواجب دفعا لحماية من طلب وكأنه جزء منك.

في الداخل
خرجت كلمات "نصران" حاسمة لهذا الموقف:
الرأي رأيهم يا "مهدي" عايزين يرجعوا معاك هيرجعوا، مش عايزين هيقعدوا هنا معززين مكرمين ليهم بيتهم وحياتهم، وأظن إنهم بقوا كبار كفاية.

اعترض "مهدي" بقوله:
يقعدوا لوحدهم بتاع إيه، ويقعدوا لوحدهم معناها يشتغلوا حد يرضى بالبهدلة دي برضو.

تبادلت "شهد" مع "شاكر" النظرات العدوانية، هو يدبر لهم الكثير، أما هي فتعلم أن أمانهم هنا... لن تعود مهما حدث، وإذا حدث أي إجبار ستهدد بما تعرفه، حتى إن كانت نهايتها ولكن يكفي أنها نهاية لشاكر أيضا، هي بالتأكيد لن تفعل ذلك، لن تلقي بنفسها إلى الهاوية،
إنه مجرد تهديد يربك "شاكر" ويُبعده عنهم هذه الفترة.

تحدثت "شهد" موافقة على كلمات "نصران":
الحاج عنده حق وقال الخلاصة، احنا كبار، ولو عليك يا عمي فأنتوا أهلنا لكن عيشة معاكم تاني لا، احنا هنقعد هنا وهنشتغل هنا.

ابتسم " شاكر" ابتسامة صفراء، واستقام واقفا يقول وكأنه لم يسمع شيء مما قالته:
يلا يا شهد يا حبيبتي اجهزوا علشان هنروح بيتنا.

_يا شيخ حبك برص.
قالتها "شهد" بابتسامة صفراء مماثلة لخاصته فأشعلت فتيل غضبه مما جعله يتخلى عن الثبات وأوشك أن يقبض على خصلاتها ولكن هب "طاهر" يدفعه بعيدا عنها و"نصران" ينطق بحدة:
هتضربها قدامنا ولا إيه.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now