الفصل السادس (هل نتواجه؟)

Start from the beginning
                                    

_من سنة.
قالتها وعينها لا تفارق الأرضية فمجرد النظر إلى وجهه يربكها، وكأن "فريد" عاد مجددا ولكن عاد ليعاتبها على شيء لم يكن لها يد في اقترافه.

جلس على طرف الفراش ثانيا عنقه ناحيتها، فرفعت عينيها عن الأرض ونظرت له شاعرة بالتخبط حتى صدر سؤاله الثاني:
كلمك قبل الحادثة؟

نطقت بتشتت وكأنها لم تسمع ما قيل:
ها؟

كرر سؤاله بعينين عميقتين، وكأنها بحار تسحب الإجابة منك قصرا:
كلمك قبل اللي حصله؟

هزت رأسها تقص عليه ما حدث في تلك الليلة التي حطمتها:
كلمني كان عايز يقابلني و....
صمتت تلتقط أنفاسها ثم استجمعت ذاتها المشتتة وتابعت:
كان المفروض هقابله بس حصل مشكلة في البيت ومعرفتش أخرج.

نظرت له لتتبين هل يصدق حديثها أم لا ولكنها وجدت حربه تُشن بسؤال آخر:
مشكلة إيه؟

انفلتت أعصابها وشعرت بالارتباك فقالت بعصبية سيطرت عليها:
هو تحقيق!

ظهر على جانب فمه ابتسامة وهز رأسه نافيا يقول بهدوء:
محدش قال إنه تحقيق، بس لو في حد هيبقى في موضع شك دلوقتي
احتدت لهجته وهو يتابع بعينين ثاقبتين:
هيبقى أنتِ.

لمعت عيناها بالدموع وأشارت على نفسها هامسة بوهن مستنكر:
أنا؟ ... لو في حد مستعد كل حاجة تتعاد تاني وساعتها هيدي روحه لفريد هيبقى أنا.

أخرج زفيرا مطولا، هو متيقن من وجود شيء تخفيه ولكن يقينه تام أيضا أنها لن تتحدث... لذا هتف باسمها قاطعا الصمت:
"ملك"
انتبهت له فتابع هو قاصدا كل حرف:
أنا حاسس إنك عندك حاجة عايزة تقوليها... لو بتحبيه قوليها فعلا، قوليها علشان لو أنا عرفتها قبل ما تقوليها هتبقي زيك زي اللي عملها عندي بالظبط.

_هتساعدني؟
قالتها تبحث عن بصيص أمل واحد يجعلها تصرح بما لديها ولكن حين هز رأسه نافيا وهو يصارحها بما لديه، قُتِل أملها:
مقدرش أوعدك بحاجة أنا ممكن معملهاش.... بس قولي جايز تطلعي كسبانة.

نطقت بتشتت وقد زاغت عيناها:
طب ولو أنا عارفة إني هطلع خسرانة؟

التحمت العيون في معركة شرسة إحدى طرفيها ضعيف، خائف، وزاد ذعره حين سمع الطرف الاخر يقول:
الخسران اللي بيفهم هو اللي يدور على طريقة تخلي خسايره أقل خساير ممكنة، لكن اللي بيسلم ويقرر يخسر كل حاجة بيبقى عقابه الضعف.
قطع كل شيء رؤيتها سوار "فريد" الحامل لحروف اسمه يحاوط يد شقيقه، نظر لما تنظر له فأدرك سبب شرودها، تحدثت بحسرة:
كنت جيبهاله علشان بتاعته ضاعت ومكانش لقيها.
فرت دموعها، فأخرج السوار من حول معصمه ووضعه في كفها قائلا ولأول مرة بنبرة مطمئنة:
خليه معاكِ.
ابتسمت ممتنة وهي تزيل دموعها فسمعته يتابع:
أنا هسيبك دلوقتي، طالما معندكيش حاجة تقوليها وأتمنى فعلا يكون معندكيش يا ملك.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now