الفصل التاسع والخمسون (أولى خطوات النهاية)

Start from the beginning
                                    

ذكرته بقوله بانزعاج:
أنت مش قولت هتحترم قراري.

هو رأسه وهو يجاوبها وقد تخلى عن أسلوبه الساخر:
اه قولت هحترمه، لكن من حقي لما أشوفك مع الشخص اللي قولتلك إنه كان بيسرب أخباري وبيخون مهنته، أعرف أنتِ شغلك إيه معاه، من حقي اعرف دلوقتي قاعدة معاه ليه
تحرقه نار الغيرة الآن ولم يكن يعلم أنها ستحرقه أكثر بعد ردها.

_ لا مش من حقك، مش من حقك تاخد أي مبررات مني، ومن فضلك كفاية كده، أنا كنت مرتاحة جدا الفترة اللي فاتت
قصدت بجملتها الأخيرة فترة غيابه، وتناولت حقيبتها وهي تكمل أثناء مغادرتها:
مش عايزة ارجع للتعب ده تاني.

رأت عبوس وجهه، بعد أن أبلغته بكلماتها فكرة الراحة في غيابه، ولم تتوقف حتى حين سمعت منه قول:
أنتِ كذابة يا "ملك".

بل تابعت السير وبداخلها شيء واحد تقنع نفسها به وهو أنها ليست كاذبة أبدا.

★***★***★***★***★***★***★***★

" رفيدة"حلمه منذ الصغر، الحلم الذي كلما اقترب منه خطوة، يبعد مرغمًا خطوات، تقف أمامه في حديقة منزلها الآن، يتحدث إليها بما يجول بداخله:
أنا من الأول كنت صريح معاكي يا رفيدة، أنا قولتلك إني بحبك وعايزك، وقولتلك مش هاخد منك كلمة غير لما تفكري، قولتي موافقة، قولتلك طب اتقدم، قولتي لا اديني فرصة ارتب أفكاري، واستنيت، شهر جر التاني، داخلين على قرب السنة أهو

حاولت التبرير فقاطعها بقوله:
أنا بقالي تلات شهور يا "رفيدة" بحاول أوصلك، وأنتِ مش موجودة.

تنهدت بتوتر استشعره هو، والآن تمكنت من الحديث تدافع عن نفسها:
"عز" أنا متلغبطة، أنا اه بحبك وعايزة أكمل معاك، بس أنا خايفة مبقاش قد ظروفك.

بان على وجهه خيبة الأمل وظهرت الحدة في نبرته وهو يسألها:
وليه قولتي موافقة؟

_ علشان أنا فعلا كنت موافقة، بس كل حاجة حواليا هزتني، خايفة يكون الحب مش كل حاجة فعلا ومقدرش استحمل، إذا كان "ملك" و"عيسى" بكل اللي كان بينهم سابوا بعض.
تسقط هي أيضا فشل علاقة شقيقها عليهما، بعد موافقتها، عادت تفكر من جديد، ترى الأمور من زاوية أخرى.

ذكرها بأقواله السابقة:
بس أنا وعدتك يا "رفيدة" إنك مش هتبعدي عن العيشة اللي اتعودتي عليها، وإني هعمل كل حاجة علشان أوفرلك ده.

فداهمته بمخاوفها وهي تخبره بحزن:
صح وعدتني، بس أنت كده هتفضل تلف في ساقية الشغل، لحد ما أنت هتتعب، وأنا مش هلاقيك، هنعيش في تعاسة، ومع أول خناقة هنعاير بعض، أنت هتقول إني ضاغطاك وبتشتغل طول الوقت علشان تحقق طلباتي، وأنا هتحسر على العيشة.

ثم أكملت بنبرة باكية:
قولي أنت أعمل إيه يا "عز" أنا مش عارفة أفكر.

_ يعني هو...
كان سيقول شيء ولكن قاطعه والدتها، "سهام" التي ظهرت أمامه بغتة، قطعت حديثه وربتت على كتفه تنهي حديثهما بقول:
يعني شوف نصيبك في حتة تانية يا "عز".

وريث آل نصران Where stories live. Discover now