الفصل السادس والخمسون (شاكر يعترف!)

Start from the beginning
                                    

أتى انفجارها الآن على هيئة نوبة بكاء انخرطت فيها وصراخها به:
وأنا بحبك... وكنت بتقطع لما شوفتك اتجوزت، بس سكتت علشان مكنتش هقدر أكون موجودة في حياتك وأنا أصلا حاسة إني حتى نفسي خسرتها ... سيبتني قبل كده وبسبب إنك بعدت أنا ضيعت.
التحمت الأعين وقد بان الذهول عليه وهي تكمل:
أنا كنت بصبر نفسي وأنا تعبانة بأمل إنك كفاية لحد دلوقتي متجوزتش ومستني علشاني، قومت سايبني تاني
بان وجعها وهي تصرح:
ولما عرفت من "باسم" إنها كانت حبيبة أخوك، قولت يبقى أكيد اتجوزتها لأي سبب غير إنك نسيتني
ضحكت بسخرية امتزجت بألمها:
لكن أنت بتحبها، وناقص تعمل حداد أربعين يوم كمان علشان طلقتها

هنا فقط رد محاولا استدعاء كل ذرات ثباته المتبقية:
أنتِ عمرك ما قولتي إنك بتحبيني، ولا أنا عمري قولتلك ده

_ علشان كنت مستنياك تقول، وعينيك كان باين فيها ده زمان، وأول ما حسيت إنك هتقولي لقيتك بعدت وكإنك بتهرب من إننا نكون مع بعض

صحح لها وهو ينظر أمامه حتى لا تلتقي عيناه بعينيها:
مكانش حب يا قسمت، كنتي هتبقي علاقة في حياتي بنسى بيها "ندى"، وأنا مرضاش ليكي ده، ومبعدتش من نفسي على فكرة، أنا انشغلت فبعدت.

تحدثت دموعها قبل أي شيء وهي تقترب منه قائلة:
أنت بتكذب على نفسك
ووجعها بقوله:
حتى لو، بس أنا متأكد إن أي حاجة قبل "ملك" مكانتش حب

أدارت وجهه لينظر لها وهي تسأله بألم:
حتى أنا؟

أصبح قربهما أكثر خطورة، هي عالقة في عينيه، تنتظر جواب سؤالها، وهو أنفاسه تتعالى، راق لها قربهما هذا كثيرا، وزادت لهفتها للجواب في لحظات أدركت أن سؤالها فيها مهما كان جوابه لن تُنسى أبدًا، كان على وشك خطوة واحدة من التجاوب معها، على وشك تقبيلها بالفعل، ولكنه ابتعد فجأة قاتلا أملها، ظنت أنها ستتحمل الجواب ولكنها علمت بحماقتها حين قال وهو ينظر لعينيها وهي على مقربة منه:
رخيص أوي يا قسمت الجو ده.

_ أنت عارف كويس أوي إن جواك عكس اللي بتقوله دلوقتي، عينيك بتقول إن الجو الرخيص ده عاجبك

كان ردها ساخرًا، ورد هو عليها بما أشعل الغيظ في فؤادها:
دي حقيقة فعلا، لما تخيلتك في لحظة "ملك" حسيت إن الجو ده هيعجبني جدا معاها، بس اللحظة راحت خلاص وشايفك قدامي "قسمت" أهو وبقولك إنه مش عاجبني.

في لحظة واحدة نجح بكلماته في إبعادها عنه، عادت لمكانها، واعتدلت على مقعدها، وكل حرف من جمله الأخيرة يحرقها لدرجة جعلتها تقول وهي تستدير تطالعه بحدة:
معاك حق، هي يليق عليها فعلا، واحدة نسيت اللي مات علشانها في كام يوم، لا وسبحان الله ضاقت عليها واتجوزت أخوه، ثم تابعت بسخرية لاذعة:
ونار الحب مولعة بينهم، بتعرف تنام جنبك ازاي؟... وأخوك المرحوم وضعه إيه؟... واحدة زيها فعلا يا عيسى يليق عليها الرخص.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now