الفصل الثاني والخمسون (إن الهوى ذنبٌ) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)

Start from the beginning
                                    

طالع "منصور" عيسى بتوتر، بانت الريبة في عينيه قبل أن يستقيم واقفًا بمساعدة ابنه وهو يقول:
هنستأذن يا حاج نصران.
كان "نصران" جافًا في تعامله معه وحين تيقن من انصرافهما أوقف عيسى سائلا:
كنت عند هادية بتعمل ايه؟
استدار عيسى يجاوبه بهدوء:
بعمل اللي كنت هتروح بكرا تعمله، روحت وعرضت على ملك ترجع وقالت لا.
فعلق والده على هذا بحدة:
وأنت إيه ظروفك؟... شايفك عادي يعني

_ ما هو عادي فعلا، مش هروح أجرجرها وأقولها ارجعي، كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه.
أنهى قوله وأتى ليغادر ولكن استدار حين تذكر:
بقولك صحيح يا حاج، قول لتيسير تعملنا مسقعة النهاردة، نفسي رايحالها أوي.

ظنت رفيدة حين سمعت قوله هذا وهي تنزل من أعلى أنه عاد لزوجته فسألت بفرح:
هو أنت وملك رجعتوا؟
هز رأسه نافيا وغادر بهدوء وسط ذهولها من حالته هذه وكأن كل شيء بخير فسألت والدها بغيظ:
هو إيه ده يا بابا، هو مش زعلان على ملك ولا إيه، ومسقعة إيه دي اللي نفسه رايحالها.
_سيبيه براحته يا رفيدة.
قالها نصران بهدوء قبل أن يذهب هو الاخر إلى مكتبه ويتركها وحدها في الردهة يدور في رأسها عشرات الأسئلة.

**********************************************

أصبح التواجد هنا عبأ عليه، إحضار "يزيد" إلى التمرينات لم يعد سهلا كالسابق خاصة وهو معرض أن يقابلها في أي لحظة، التقى طاهر بمدرب ابنه وحياه الأخير قائلا:
أهلا يا كابتن طاهر.
ابتسم له طاهر قبل أن يرد:
أهلا بحضرتك، معلش أنا عارف إن يزيد الفترة الأخيرة مش منتظم بس كان في ظروف.
_ ولا يهمك يا كابتن
قال المدرب جملته هذه ثم أخذ بيد الصغير قائلا:
يلا يا زيزو.
لوح يزيد لوالده الذي لوح له أيضا قبل أن يذهب مع مدربه، ثم جلس يتابع ابنه قبل أن تهاتفه "شهد"، ضحك ورد عليها سائلا:
خير يا أنسة متدنية.
لم تكن في حالتها العادية، بان في صوتها ضيقها وحزنها وهي تقول:
طاهر هو أنا ممكن أشوفك.
تسببت في قلقه وسألها باهتمام:
مالك يا شهد؟
_ متضايقة ومخنوقة أوي، أنا عارفة إنك مشغول النهاردة، فضيلي نفسك بكرا ونخرج.
قبل أن يجاوبها حضرت "جويرية" ابنة زوجته السابقة التي احتضنته على غفلة منه تصيح بمرح:
بابي.
وقبل أن يرد أتت خلفها فريدة وقالت بابتسامة:
أهلا يا كابتن حظنا حلو شوفناك النهارده.
أعطاها ابتسامة متوترة وهو يكمل مكالمته:
شهد معايا؟
ردت عليه بسخرية:
اه معاك، قولي أنت بقى مين معاك... دي فريدة وبنتها مش كده؟
وكان رده:
أنا هجيلك النهارده بالليل يا شهد إن شاء الله، تحبي أجيلك دلوقتي واتصل بحسن يجي هو ليزيد؟
أرضاها رده وضايق الجالسة جواره فابتسمت شهد على الرغم من ضيقها وقالت:
ماشي يا طاهر، هعديهالك لغاية ما أشوفك.
ضحك ثم أغلق المكالمة معها، حينها سألت فريدة:
أخبار يزيد إيه؟
_ بخير الحمد لله
فعلقت على رده متسائلة:
أنا قلقت عليه لما غاب عن التمرين الفترة اللي فاتت.
رد عليها بهدوء:
لا احنا كويسين الحمد لله، أنا كنت مشغول بس شوية.
عرضت عليه بلطف:
لو تحب أنا ممكن ابقى أعدي أخده.
ضحك قبل أن يعلق على قولها:
بصراحة يا فريدة أنا مستغربك جدا، هو على ما أتذكر إن سبب الطلاق كان إنك عايزانى أسيب يزيد لماما، فجأة أمره بقى يهمك؟
ردت مسرعة تدافع عن نفسها:
طبعا أمره يهمني، أنا كنت بطلب بس إن...
قاطعها قائلا بملل:
ملهوش لزوم، احنا مش جايين نتعاتب.
قال هذا وعاد للصمت ومتابعة ابنه تحت نظراتها التي طغى عليها الضيق.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now