طالع "منصور" عيسى بتوتر، بانت الريبة في عينيه قبل أن يستقيم واقفًا بمساعدة ابنه وهو يقول:
هنستأذن يا حاج نصران.
كان "نصران" جافًا في تعامله معه وحين تيقن من انصرافهما أوقف عيسى سائلا:
كنت عند هادية بتعمل ايه؟
استدار عيسى يجاوبه بهدوء:
بعمل اللي كنت هتروح بكرا تعمله، روحت وعرضت على ملك ترجع وقالت لا.
فعلق والده على هذا بحدة:
وأنت إيه ظروفك؟... شايفك عادي يعني_ ما هو عادي فعلا، مش هروح أجرجرها وأقولها ارجعي، كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه.
أنهى قوله وأتى ليغادر ولكن استدار حين تذكر:
بقولك صحيح يا حاج، قول لتيسير تعملنا مسقعة النهاردة، نفسي رايحالها أوي.ظنت رفيدة حين سمعت قوله هذا وهي تنزل من أعلى أنه عاد لزوجته فسألت بفرح:
هو أنت وملك رجعتوا؟
هز رأسه نافيا وغادر بهدوء وسط ذهولها من حالته هذه وكأن كل شيء بخير فسألت والدها بغيظ:
هو إيه ده يا بابا، هو مش زعلان على ملك ولا إيه، ومسقعة إيه دي اللي نفسه رايحالها.
_سيبيه براحته يا رفيدة.
قالها نصران بهدوء قبل أن يذهب هو الاخر إلى مكتبه ويتركها وحدها في الردهة يدور في رأسها عشرات الأسئلة.**********************************************
أصبح التواجد هنا عبأ عليه، إحضار "يزيد" إلى التمرينات لم يعد سهلا كالسابق خاصة وهو معرض أن يقابلها في أي لحظة، التقى طاهر بمدرب ابنه وحياه الأخير قائلا:
أهلا يا كابتن طاهر.
ابتسم له طاهر قبل أن يرد:
أهلا بحضرتك، معلش أنا عارف إن يزيد الفترة الأخيرة مش منتظم بس كان في ظروف.
_ ولا يهمك يا كابتن
قال المدرب جملته هذه ثم أخذ بيد الصغير قائلا:
يلا يا زيزو.
لوح يزيد لوالده الذي لوح له أيضا قبل أن يذهب مع مدربه، ثم جلس يتابع ابنه قبل أن تهاتفه "شهد"، ضحك ورد عليها سائلا:
خير يا أنسة متدنية.
لم تكن في حالتها العادية، بان في صوتها ضيقها وحزنها وهي تقول:
طاهر هو أنا ممكن أشوفك.
تسببت في قلقه وسألها باهتمام:
مالك يا شهد؟
_ متضايقة ومخنوقة أوي، أنا عارفة إنك مشغول النهاردة، فضيلي نفسك بكرا ونخرج.
قبل أن يجاوبها حضرت "جويرية" ابنة زوجته السابقة التي احتضنته على غفلة منه تصيح بمرح:
بابي.
وقبل أن يرد أتت خلفها فريدة وقالت بابتسامة:
أهلا يا كابتن حظنا حلو شوفناك النهارده.
أعطاها ابتسامة متوترة وهو يكمل مكالمته:
شهد معايا؟
ردت عليه بسخرية:
اه معاك، قولي أنت بقى مين معاك... دي فريدة وبنتها مش كده؟
وكان رده:
أنا هجيلك النهارده بالليل يا شهد إن شاء الله، تحبي أجيلك دلوقتي واتصل بحسن يجي هو ليزيد؟
أرضاها رده وضايق الجالسة جواره فابتسمت شهد على الرغم من ضيقها وقالت:
ماشي يا طاهر، هعديهالك لغاية ما أشوفك.
ضحك ثم أغلق المكالمة معها، حينها سألت فريدة:
أخبار يزيد إيه؟
_ بخير الحمد لله
فعلقت على رده متسائلة:
أنا قلقت عليه لما غاب عن التمرين الفترة اللي فاتت.
رد عليها بهدوء:
لا احنا كويسين الحمد لله، أنا كنت مشغول بس شوية.
عرضت عليه بلطف:
لو تحب أنا ممكن ابقى أعدي أخده.
ضحك قبل أن يعلق على قولها:
بصراحة يا فريدة أنا مستغربك جدا، هو على ما أتذكر إن سبب الطلاق كان إنك عايزانى أسيب يزيد لماما، فجأة أمره بقى يهمك؟
ردت مسرعة تدافع عن نفسها:
طبعا أمره يهمني، أنا كنت بطلب بس إن...
قاطعها قائلا بملل:
ملهوش لزوم، احنا مش جايين نتعاتب.
قال هذا وعاد للصمت ومتابعة ابنه تحت نظراتها التي طغى عليها الضيق.
YOU ARE READING
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...
الفصل الثاني والخمسون (إن الهوى ذنبٌ) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
Start from the beginning