الفصل الواحد والأربعون (هل أحبها هي الآخرى حقا!)

Comenzar desde el principio
                                    

_ عيسى خرج امتى؟
سألت بخوف وردت شقيقتها باستغراب:
من بتاع تلات ساعات، خرج وقال حسن قاعد في المعرض علشان لو احتاجنا حاجة، ولما يرجعوا هنروح اسكندرية.
تيقنت "شهد" من وجود خطب ما خاصة وأن حالة عدم القدرة على التنفس هذه عند شقيقتها مشهورة في مواقف ذعرها، تركت "ملك" الفراش ونطقت بصعوبة:
رني على طاهر شوفيه معاه ولا لا.
وهاتفت هي "حسن" وما إن رد حتى قالت:
أنت تعرف طريق عيسى... بالله عليك ما تكذب،
حد فيهم هيخلص على التاني وأنا مش عايزة أخسره، عيسى رايح يا قاتل يا مقتول.

نزل "حسن" لها سريعا في حين تنحت "شهد" تحاول مهاتفة "طاهر" وقد أربكها القلق هي الآخرى، بينما كان "طاهر" يغادر سيارته وقد زادت شكوكه في الوضع بأكمله، تذكر حين ترك السيارة ونزل يبحث عن إشارة لإجراء مكالمة وما إن عاد وجد "عيسى" يغلق هاتفه فهتف بضجر:
ما ترسيني يا عم في إيه؟
_ هخلص حاجة بس وعايزك معايا، اقفل بس تليفونك علشان مش عايز زن.

لم يستجب "طاهر" بل اعترض بانزعاج:
أنت بتعمل إيه أنا عايزة أعرف، ما هو أنا مش هلبس في حاجة وأنا مش عارف إيه هي.
جذب "عيسى" الهاتف منه وأغلقه هو مرددا بملل:
بطل صداع بقى.
أعطاه له من جديد وهو يقول بابتسامة:
متفتحهوش وخليك جدع، ساعه ولا حاجة وابقى افتحه.
قال هذا ونزل من السيارة وأتى طاهر لينزل خلفه ولكن طلب منه:
لا خليك، انا هنجر حاجة قريب من هنا، وانت استنى بشير جاي، لو وصل قبل ما ارجع هيكلمني... مش هتأخر.

_ طب هاجي معاك.
طلب "طاهر" بإلحاح ولكن اعترض أخوه قائلا:
يا عم لا، وأنا قايل لبشير هنستناه هنا، خليك علشان انا مش عايز بشير يعرف حاجة عن الحوار اللي أنا رايح اعمله ده، لما ارجع هحكيلك.

سر على "بشير" ! ... تساءل طاهر في نفسه مستنكرا، ثم عاد لسيارته بقى بها ولم يكمل أكثر من ربع ساعة حتى قضت عليه الشكوك، فتح هاتفه يجري اتصال ببشير ولكن وجد رد آلي بأن الهاتف مغلق، انكمش حاجبيه بريبة وسريعا ما وصله اتصال من "حسن" فرد ليسمع أخاه يقول:
طاهر الحق أخوك...
كان على يقين من الكارثة، ونهر نفسه ألف مرة على عدم الاستجابة ليقينه، سمع من "حسن" ما قصته عليه "ملك" فعلم أن شقيقه الآن مع "شاكر"، أسرع إلى سيارته وقرر البحث في المكان، فلن يبتعد عن هنا، بالتأكيد اختار هذا الخلاء خصيصا لتنفيذ رغبته، ضرب طاهر على عجلة القيادة بغضب، شقيقه بارع في جعل الجميع يكسر القواعد من أجله وعلى الرغم من عدم قدرته على تحمل السرعات العالية، اضطر اللجوء للقيادة بسرعة عالية، يبحث هنا وهناك حتى وصل أخيرا شارع ضيق ساورته الشكوك حوله، ترك سيارته وقرر دخوله سيرا على الأقدام، والآن فقط استطاع بوضوح أن يشهد هذه الحرب الطاحنة، من يراهما يقسم أن الاثنين مصيرهما الهلاك، سقط السلاح الأبيض أرضا، فالتقطه " شاكر" مسرعا، أراد أن يرد له ضربته الضعف ولكن قبل أن يطوله، قبض "طاهر" عليه من الخلف، علم أن ثروة "عيسى" هذه لن تهدأ، أخيه الذي تمكن من سحب سلاحه الأبيض بعد تحكم طاهر بشاكر، ثم ركل "شاكر" فسقط وقرر استغلال فرصة السقوط هذه والقضاء عليه تماما ولكن قبل أن يفعلها صاح "طاهر" وهو يجذبه بعيد عنه:
لا يا عيسى.
لم يستمع وأفشل فرصة قيام شاكر حين تحرر من "طاهر" وانحنى عليه، كانت طاقة "شاكر" قد نفذت كليا، نفذت في العراك الذي بذل فيه كل جهده ليخرج منتصرا، وكذلك كان الطرف الآخر فبدا على كل منهما آثار ما فعله الآخر به، ولكن لكل مباراة مكسب وخسارة، وقد حالف الحظ عيسى هذه المرة ولكن ردعه قول "طاهر":
بقولك سيبه، هتودي نفسك في داهية... مراتك محتاجاك.
توقف عما كان يفعل، توقف وتابع أخوه مؤنبا:
ملك في المستشفى.

وريث آل نصران Donde viven las historias. Descúbrelo ahora