الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)

Start from the beginning
                                    

ابتسمت "علا" بتهكم قبل أن تعلق بسخرية:
بالراحة شوية علشان بخاف.
مما جعل "شهد" تطالعها بضجر وهي تردف:
ما هو الأشكال اللي زيك ملهاش إلا إنها تخاف.

_ لمي نفسك يا "شهد".
وكان الرد على قول " علا" هجوميا أكثر وقد استقامت "شهد" وكأنها تتأهب للفتك بها أثناء قولها:
لمي أنتِ نفسك بدل ما اجيبك من شعرك.
ابتلعت "علا" غصة مريرة في حلقها وأغمضت عينيها وهي تبتسم بألم قبل أن تقول:
لا ما هو مبقاش ينفع خلاص... شاكر عملها قبلك.
ثم خلعت الخصلات المستعارة وألقتها على المقعد فشهقت "شهد" بصدمة، لم تصدق ما رأته بينما استرسلت "علا" بوجع:
خده كله، علشان متلقيش حاجة تجيبيني منها

لم تستطع عدم الحزن، الشفقة على حالتها هذه ونبرتها التي تقطر وجعا حتى وعلا تقول في محاولة بائسة لجلب قوتها الهاربة:
خافي على نفسك بقى، علشان كده أنا بس اللي هعرف أجيبك منه.
وأشارت على خصلات "شهد" ثم تناولت خاصتها من على المقعد وأعادت ضبطها على رأسها، وكأن شلل أصاب "شهد" لم تعد تدري ماذا تقول، لديها مئات الاسئلة لكنها عاجزة عن التصريح بأي منهما ولم تتجرأ إلا بعد صمت طال حيث قالت بنبرة معاكسة تماما لتلك الحادة التي استقبلت بها "علا":
عمل فيكي كده ليه؟

مطت " علا" شفتيها كدلالة على عدم معرفتها قبل أن تهتف بلا اهتمام أتقنت تمثيله بينما داخلها يحترق:
معرفش، يمكن علشان هو الراجل ومن حقه يعمل أي حاجة زي ما أمي بتقول.

_ أمك دي حرباية.
قالتها "شهد" بغيظ لو أطلقته على "كوثر" لفتك بها بينما رمقتها "علا" بانزعاج وهي ترد:
ملكيش دعوة بأمي، وبطلي قلة الأدب دي.
قول مكن الضحك الساخر من "شهد" و جعلها تردف:
خلينا الأدب ليكم يا ست "علا".

لم ترد " علا" الانخراط أكثر من ذلك، فتحت حقيبة يدها وأخرجت منها ما أتت لأجله، مدت يدها إلى "شهد" فطالعت "شهد" ما بيدها بذهول، هاتفها القديم، الذي سلبه منها "شاكر" ليلة الحادثة وهددها أن يشركها في جرمه إن حاولت توريطه... تناولته "شهد" مسرعة وهتفت "علا" بهدوء:
ده الموبايل بتاعك...هو مش عليه باسورد، ومفيش عليه أي حاجة، تقريبا كده ممسوح كله ودي حاجة متوقعتهاش.

_ أنتِ جبتيه ازاي؟
سألتها وهي تتفحصه وكأن معجزة هبطت من السماء بين يديها بينما "علا" ردت بابتسامة:
جبته علشان لو في أي وقت أي حاجة حصلت تبقي برا اللعبة، وشاكر ميعرفش يدخلك زي ما حاول يعمل قبل كده.

وكأن "شهد" تسمع تهديده في أذنها حين أخبرته ليلة مقتل فريد أنها ستبلغ الشرطة وهتف بتحدي:
روحي يا حبيبتي بلغي، وأنا هقول إنك شريكة... أنا بحب اختك وأنتِ بتحبي الواد اللي معاها و كان واعدك وغدر بيكي، واحنا الاتنين عايزين ننتقم منهم... أنتِ صورتيهم وهما مع بعض وبعتيلي وبسبب ده أنا جيت وحصل اللي حصل، ولو الخط بتاعك اتكسر، الصور اللي بتثبت صحة كلامي لسه على تليفونك.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now