الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)

Start from the beginning
                                    

★***★***★***★***★***★***★***★

في المشفى يقفا معا هي و "حسن" أول من استغاثت به بعد انقطاع صوت "طاهر"، تتذكر " شهد" حين هاتفها أحدهم يخبرها أنه وجد صاحب هذا الهاتف على الطريق وقام بنقله للمشفى، كانت اخر من حادثه "طاهر".... تعالى نحيبها أما " حسن" فشغل رأسه ألف سؤال، لم يخبر والده بما حدث وقرر التصرف هو... كل هذا الضغط لا يتحمله والده أبدا، خرج الطبيب فهرولا نحوه ليقول:
احنا خيطناله الجروح اللي كان في دراعه ورقبته...شوية وهتقدروا تدخلوله يا أستاذ "حسن"
_ طب هو كويس طيب؟
كان سؤال شهد التي لم تتوقف عن البكاء منذ أن أتت إلى هنا، وزاد الانهيار وهي تسمع أن هناك طعن بذراعه ورقبته، وسيضطروا للجراحة ثم المحضر الذي أصرت المشفى عليه والآن تسمع أنهم انتهوا، أرادت من وسط كل هذا أن تسمع فقط أنه بخير وبالفعل تحقق مرادها حين هتف الطبيب:
اتطمني، احنا بس هنمشي على التعليمات اللي هقولهالكم لحد ما نفك الغرز و بإذن الله يكون خير.

اطمأن "حسن" أخيرا، وكذلك هي التي أخذت تحمد الله وهي تمسح عبراتها حتى سمعت "حسن" يقول:
اللي عمل كده كان قاصد "طاهر"، ولا خد موبايله ولا خد عربيته، أكيد مضربهوش علشان ياخد الفلوس اللي في المحفظة بس.

_يمكن شافوا حد جاي فخافوا وجريوا وملحقوش ياخدوا حاجة.
كان هذا تبريرها ولم تكن حالتها تسمح لها بالتفكير في أي شيء، بقت فقط تنتظر حتى يُسمح لهم بالدخول له، مر الوقت ثقيل حتى أتتها الإشارة فهرولت ناحية الغرفة وطالعته بعينين تسابقت الدموع فيهما، تناولت كفه تقبل باطنه وهي تكرر بخوف:
أنت كويس؟
ابتسم على هذا، ومد ذراعه السليم يمسح على خصلاتها ويطمئنها بتعب:
أنا كويس.
جلست حواره على الفراش وتشبثت به كصغير يخشى فقدان والده من جديد، مازحه " حسن" قائلا:
أنت بتردهالي يعني؟... علشان وقعتك في مشكلة من كام يوم، تلبسني معاك النهاردة.

ابتسم "طاهر" وبعد أن سمع شقيقه منه ما حدث كليا هتف بضيق:
وبتشد معاهم ليه يا طاهر ما تغورهم بالحاجة.

_ أنا مشدتش معاهم، هما اللي كانوا كأنهم جايين قاصدين الأذى مش حوار عايزين ياخدوا اللي معايا ويمشوا.
قالها ثم مسك رأسه إثر الصداع وهتف:
أنا مش قادر أفتح، عايز أنام.
ردعت هي "حسن" بقولها:
سيبه ينام كفاية كلام... تعالى نخرج.
ثم عدلت خصلاته المبعثرة قائلة:
نام يا حبيبي وشوية ونخرج إن شاء الله.
ثم أسرعت تتيقن مرة ثانية منه بلهفة:
بس أنت كويس صح؟
_ أقسم بالله كويس.
قالها وهو يربت على كتفها، و طالبها بالرحيل برفق:
يلا علشان حسن يروحك، وأنا هخرج بإذن الله.... ابقي تعاليلي هناك.
هزت رأسها رافضة باعتراض ولكن أمام نبرته المصرة اضطرت للاستجابة، قامت ولم تفارقه نظراتها وقبل أن تسأل من جديد هتف ضاحكا:
لو سألتي تاني أنا كويس ولا لا هعملك عاهة تخليكي تقعدي جنبي في المستشفى هنا.
ضحكت وبالفعل استجابت وغادرت مع "حسن"، وهنا فقط أخذ يتردد في أذنها ما حدث، حادث كهذا يأتي فجأة بعد اتصال " علا" المثير للريبة بها، قول "حسن" أن الهدف ليس سرقة بل شقيقه مقصود وأيضا قول "طاهر":
كأنهم جايين قاصدين الأذى مش حوار ياخدوا اللي معايا ويمشوا.
عقلها ربط كل هذا بواحد فقط، بشاكر... كل هذا جعله أول من يأتي إلى ذهنها ولا تتوقف عن التفكير في أنه وراء ما حدث بطريقة ما.
وصلت مع " حسن" إلى حيث منزلها، بمجرد أن رحل أخرجت هاتفها فوجدت مكالمة فائتة من "علا"، احتدت عيناها وقررت تغيير طريقها إلى جهة تعلمها جيدا وقد تمنت من كل قلبها وجودهم هناك.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now