الفصل الثلاثون _الجزء الأول_ {صيد ثمين}

ابدأ من البداية
                                    

طالعته تهتف بقهر شديد:
شعري هيطول يا "شاكر"... بس أنت عمرك ما هتنضف،
أنت النهارده خسرتني، همست بألم:
خسرت أختك... أختك يا " شاكر" اللي كانت مستعدة تبيع روحها علشانك،
تملصت من قبضته وصرخت:
أختك اللي كانت مستعدة تحط في بوقها الجزمة وتتجوز "محسن" علشانك، اللي وقفت جنبك ودارت عليك
سألته بعينين نطقا بالوجع:
هو أنا لو سألتك هونت عليك ازاي هتلاقي رد ترد عليا بيه؟
نظراتها حركت بداخله الكثير، فمهما حدث ستبقى "علا"، شعر بالتشتت أمام سؤالها ولكن ردع نفسه وهو يرد:
أنا عملت كده علشان مصلحتك... اللي عملته ده هتفضلي تفتكريه كل ما تفكري تقربي من الواد ده تاني، وعلى فكرة
ثم أكمل يحطم آمالها:
هو مش عاشقك في الضلمة ولا حاجة، هو بيستعبطك... قالك إنه كان في يوم عايز يرتبط ببيري؟
هزت رأسها بغير تصديق فوقف أمامها يهتف بانفعال:
طبعا مقالكيش، ولا عمره هيقولك أنا قبل ما أخوكي يتجوز بيريهان روحت عرضت عليها الجواز وهي رفضتني علشان " شاكر" ... الواد ده كان عايش عليكي الدور علشان ينتقم مني ومنها.

_ لا أنت كداب.
قالتها بضياع لم يأبه به بل أكمل بإصرار:
لو مش مصدقاني روحي اسألي "بيريهان" وهي تحكيلك، تفتكري واحد زي ده كان هيدخل نفسه في مصيبة ويشترك مع عيال نصران في غدرهم بيا ليلة فرحي علشان بس واحد منهم يبقى صاحبه؟... تبقي عبيطة،
احتدت نظراته وهو يلقي أقوله على مسامعها فتشعر وكأنها صفعات:
هو عمل كده علشان ينتقم من "بيري" اللي اختارتني أنا... عمل كده علشان يبوظ فرحتها، وساعتها بيريهان عرفته على حقيقته ووقف بكل بحاجة شمت فيها قدام القسم هو وابن نصران.

دموعها ألهبت وجنتيها، وهي تنظر للأرضية بخيبة أمل وشقيقها يسترسل:
بيريهان طلبت مني أحذرك منه، علشان سمعتك وأنتِ بتكلميه، و محبتش تتكلم معاكي هي علشان متفهميش  غلط.

سألته "علا" بألم ساخرة:
و أنت كده بقى حذرتني منه؟

ضرب على المقعد جواره صارخا بانفعال:
أنا كده عملت الصح، علشان تفتكري إنك ليكي كبير، مش على كيفك هي يا "علا"، و زي ما قولتلك لو شيطانك وزك تعملي ولا تقولي حاجة، تبقي أنتِ اللي اختارتي.

وقعت عيناها من جديد على شعرها المتناثر على الأرضية، و بخطوات أشبه بالخطوات إلى الموت سارت ناحية المرآة تطلع فيها إلى مظهرها، خرجت شهقة مكتومة فانتفضت على إثرها و حين أتى ليقترب منها واضعا كفه على كتفها أبعدت يده بعنف قائلة ببكاء:
وأنت النهاردة اختارت يا " شاكر" ... اختارت شيطانك وخسرتني خلاص.

أغمض عينيه بنفاذ صبر، ثم اندفع نحو الخارج كالبركان بعد أن فتح الباب، هرولت والدته نحو الداخل لترى حالة ابنها هكذا فهزت رأسها بغير تصديق، بينما انكمشت "علا" وأخفت رأسها بين ذراعيها وهي تبكي بصمت ولم يقطع البكاء سوى صيحة والدتها المستنكرة وهي تهتف:
منك لله يا "شاكر"... البت هتبور.
طالعتها " علا" باستنكار ثم عادت لقوقعتها من جديد، تنزف ألما لا عبرات على شعرها المفقود.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن