الفصل الرابع والعشرون (وقع في المصيدة)

ابدأ من البداية
                                    

رفع كتفيه سائلا بضجر وقد علت نبرته:
وهي فين المشكلة؟
ترك الفراش بعد أن أبعد ذراعها واستكمل وهو يتحرك ناحية الباب:
كلمتين حفظتيهم من "ميرڤت" وجاية تردديهم...
كل واحد اتعصب شوية هتطلعوه عنده مشكلة؟

هرولت خلفه ووقفت أمامه قبل أن يصل إلى الباب وقالت ولم تأبه الصدام:
لا يا عيسى، أنا مش حافظة كلام وبردده... مين فينا معندهوش مشكلة؟، كلنا مليانين بلاوي... بس أنت اللي بتكابر ومش عايز تسمع لحد

_ وسعي يا "ملك" علشان عايز أخرج.
كان هذا رده وقد تجهم وجهه فسألته باعتراض:
تخرج ليه؟... مش احنا بنتكلم لسه؟

احتدت نظراته وهو يرد عليها بغضب:
أخرج علشان منتخانقش، و ترجعي تزعلي من اللي هقوله و تتقمصي بالشهر.

كانت جملته الأخيرة بها تعنيف ردت هي عليه بسؤالها المهاجم:
و هو اللي أنت عملته مكانش يستاهل إني ازعل؟

أعطاها ابتسامة يخبرها به مدى نزقه وهو يقول:
وأنا يا ستي أهو بقولك وسعيلي أخرج... علشان منشدش مع بعض.

سألته بحزن شديد وقد بان الألم في نبرتها:
ليه كده يا "عيسى"؟... ليه بتقفل أي كلام في الموضوع ده مع إنك عارف إني خايفة عليك.

لانت نبرته قليلا وهو يطالعها بعتاب مصرحا:
علشان زهقت وقولتلك بطلي تضغطي عليا... أنا معنديش حاجة.
كانت سترد ولكن أوقفها حين وضع يده أمام فمها مستكملا:
كل الحكاية إني أوقات بفقد أعصابي بسرعة، ودي حاجة عادية بتحصل مع الكل... أي حد بيجي عليه أوقات ويزهق و يتعصب.

أبعد يده فردت تنفي أغلب ما قاله:
لا يا عيسى كلامك نصه غلط، فعلا أي حد بيجيله أوقات ويزهق و يتعصب لكن مش بنفس طريقتك.

قرر أن يكون رده هذا هو الأخير في الحوار الدائر بينهما حيث أنهى كل ما يقال حين أردف:
بقولك إيه يا " ملك"... أنا يوم ما اتجوزتك موعدتكيش بحياة من غير مشاكل، كل واحد فينا عنده عيوب ومشاكل، أنا بعمل علشانك اللي أقدر أعمله، لو على العصبية هتجنبك خالص وقت ما أكون متضايق، لكن تقوليلي اضطراب تقوليلي أي حاجه مش هسمعك،
تابع ناظرا إلى عينيها:
كل واحد أدرى بنفسه، و أنا يوم ما أحس إن عندي مشكلة هروح لدكتور، لكن أنا مش شايف ده.

التمعت الدموع في عينيها وهي تسمع رفضه لكل ما طُرِح وإنكاره له، تنحت ليسطتيع الخروج ولكن ألقت على مسامعه بنبرة بان فيها حزنها على المحاولة الفاشلة:
أتمنى لما يجي اليوم اللي تحس فيه، متكونش خسرت كل حاجة بسبب إن إحساسك ده اتأخر.

خرج وأغلق الباب بعنف شديد غادر حتى لا يصيبها منه شيء، كان يأكل الدرج في نفس اللحظات التي كان والده يصرف فيها ضيفه، لم ينتظر والده بل غادر المنزل وكأنه يفر من وحش يطارده، ودخلت هي في نوبة بكاء شديد، ارتفع صوت نحيبها لدرجة جعلت "تيسير" التي أتت من أجل مناداتها، تدق على الباب سائلة بقلق:
ست "ملك" أنتِ كويسة؟

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن