الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية)

Start from the beginning
                                    

تبادلت "مريم" الضحكات مع شقيقتها "ملك" ثم سألتها:
هو أنتِ هتقعدي النهارده ولا هتمشي؟

تشعر بالحيرة حقا فهي لا تعلم وصارحت شقيقتها بذلك:
والله ما عارفة يا "مريم"، أنا كنت راجعة مع " عيسى" ولما عدينا من هنا قالي انزلي وهبقى اجي اخدك.
شردت في اللقاء مع "شاكر"، والذي تبعه خروجهما من منزل عمها، ناجح دائما في تعكير صفو كل ما هو جميل وفعل هذا اليوم حين اقتحم جلستها مع
" عيسى"، هذا الذي التزم الصمت منذ خروجهما من هناك وما إن مرا أمام منزل والدتها أثناء عودتهما حتى عرض عليها:
تنزلي؟
هزت رأسها نافية وهي تقول:
لا... وقت تاني.
تعلم أنه توقيت صعب ولا ترغب في تركه وحده ولكنه قدم عرضه من جديد:
انزلي وهبقى اجي اخدك، بدل ما تقعدي لوحدك.... علشان أنا هبقى مع بابا ورانا حاجات.

_ طب ويزيد؟
كان هذا سؤالها باهتمام فجاوبها:
معاه جدته.
فكرت قليلا ثم سريعا ما أخبرته:
خلاص ماشي، ولما تخلص اللي وراك تعالى خدني أو أنا هبقى أجي.

ربت على كتفها مطمئنا بابتسامة:
أنا هاجي.
منذ تلك المقابلة اللعينة مع "شاكر" وهي تشعر بتغيره، لذلك أعطته ابتسامة وهي تطلب منه:
بلاش تخليه يتسبب في إنك عامل كده.
ثم قلدت ملامحه المنكمشة بضيق، فلم يستطع إلا الضحك فتابعت تذكره:
زي ما بتقولي متخافيش منه.

ثم فتحت باب السيارة ونزلت وهي تلوح له قبل أن تتوجه إلى منزل والدتها ويتابع هو رحيلها ثم يغادر المكان قاصدا منزله.

★***★***★***★***★***★***★***★

النوم، هو الشيء الوحيد الذي تفعله "ندى" للهرب من الواقع، لا تعلم ما القادم، ولكنها تخشاه وبشدة... استيقظت على صوت دقات على الباب الخارجي فتركت الفراش وأسرعت نحو الخارج قائلة بنبرة عالية:
ثواني يا "باسم".
عادت للغرفة تبدل ثياب النوم سريعا بآخرى مناسبة وعدلت خصلاتها بإهمال واتجهت نحو الخارج وما إن فتحت حتى هتف بملل:
إيه ده كله؟
اعتذرت عن تأخيرها، وأدرك هو من وجهها أنها كانت نائمة، فقبل اعتذارها وقال:
أنا جبتلك الحاجات اللي طلبتيها اهي.
وضع الأكياس البلاستيكية على الطاولة وتابع:
لو محتاجة أي حاجة قوليلي علشان اليومين الجايين مش هبقى فاضي خالص أجي هنا... عندي شغل كتير.

أسرعت تقول بذعر:
إيه ده يعني إيه؟ ... أنت قاعد أصلا في حتة مقطوعة وأنا بخاف لو بتاع الدليڤري خبط.
رفع كتفيه قائلا بهدوء:
متطلبيش دليڤري.

_ أنا مبعرفش أعمل أكل.
كان هذا ردها الذي علق عليه:
في تونة، في مربى، فيه عسل، فيه سندوتش جبنة بيبقى حلو أوي بالليل.

سألته بانفعال:
هو أنت بتهزر يا باسم؟

تحدث بنفس نبرتها:
هعملك إيه يعني ما تتصرفي أنا مش ناقص وجع دماغ... بقولك عندي شغل ومش هعرف اجي.
طالعته بغضب مما قاله ثم توجهت نحو الغرفة تجمع متعلقاتها في حقيبتها، تجمعت الدموع في مقلتيها ولكنها جاهدت ألا تنزل واتجهت نحو الخارج وما إن وجدها تستعد للمغادرة حتى لحق بها سائلا:
أنتِ رايحة فين؟
أبعدت يده وهي ترد عليه بحزم:
ملكش دعوة.
وقبل أن تفتح الباب اعترض طريقها ووقف أمامه قائلا:
مش هتمشي يا ندى.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now