الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_ (مقابلة في المرحاض)

Magsimula sa umpisa
                                    

قبل أن تعترض جذبتها من ذراعها متحدثة بتصنع الحزم:
أنا قولت محدش يعترض هنا... كله هيتجرب فيه، بطلوا الكآبة اللي بتجري في دمكوا دي.
ضحكت "شهد" وهي تشير على رسمة لعصفور صغير:
طب أنا عايزة دي.
وافقت "مريم" وهي تشير لملك أن تستعد فسمعت اعتراضها:
بقولك ايه... أنا مش هرسم حنات.

حذرتها "مريم" رافعة سبابتها:
أنا هنا اللي بقول.
فردت "شهد" يدها بابتسامة واسعة وهي تقول:
بصي ارسمي منه تلاتة بالطول مثلا كأنهم طايرين ناحية صباعي الأخير كده.
وضعت "مريم" الرسمة وبدأت في الرسم وحين اهتزت "شهد" حذرتها شقيقتها بغضب:
هتاخدي على وشك...متتهزيش.
طالعتها "شهد" بنفاذ صبر وأكملت "مريم" عملها حتى انتهت تماما حينها ابتسمت برضا وأبدت "ملك" إعجابها قائلة:
لا حلوين أوي دول.

تأملتهم "شهد" بحب وعلقت:
أيوه شكلهم رقيق أوي.
وقعت عين "شهد" على شيء ما في الورقة الخاصة بالحروف فمالت على أذن "مريم" وهمست بشيء ما وهي تبتسم بمكر جعل "مريم" تبادلها الابتسامة وتتبعها بقولها:
يلا يا "ملك".

_ أنتوا بتضحكوا الضحكة الشريرة دي ليه؟... أنتوا هتعملوا إيه؟
جذبتها " مريم" قائلة:
والله هعملك حاجة حلوة أوي... تعالي بس.
طلبت منها "ملك" التمهل وهي تقول:
طب اصبري هختار الرسمة.

هزت "مريم" رأسها نافية وهي تردف بابتسامة:
لا أنتِ هعملك على ذوقي.
رفضت رفض قاطع مسرعة:
لا يا مريم، أنا أصلا مش عايزة أعمل.
مطت "مريم" شفتيها متصنعة الحزن وهي تعاتبها:
يعني تقصدي إن أنا ذوقي وحش.
حين انتقلت نظرات "ملك" إلى "شهد" رمقتها "شهد" بتأنيب فرضخت بقلة حيلة:
خلاص يا "مريم" ماشي علشان متزعليش.
أبعدت "مريم" حجاب أختها وثبتت رأسها على زاوية معينة قائلة:
بس اثبتي كده ومتتحركيش خالص.

_ إيه ده في إيه؟
هكذا هتفت "ملك" باستغراب فردت "شهد" على تساؤلها بضحكة:
هترسملك على جنب رقبتك... دوري دماغك بقى ناحية اليمين ومتتحركيش خالص.

هتفت بضجر:
طب قولولي هترسموا إيه طيب؟
جاوبتها "مريم" بحماس:
مفاجأة... مفاجأة.
قلقت بشدة ولكنها استجابت وما زاد من قلقها هو ضحكتهما البلهاء، انتهت "مريم" ولكن سريعا ما حذرتها:
خليكِ زي ما أنتِ لحد ما تنشف خالص
_ طب أشوفها طيب.
طلبت "ملك" برجاء وكان رد "شهد" هو أنه عليها الانتظار... بقا معها يشغلاها حتى تأكدا من أنها جفت تماما فقالت "شهد" بحماس وهي تعطيها المرآة:
بصي.

كانت "ملك" تضحك بحذر وسريعا ما اختفت الضحكة وجحظت عيناها وهي ترى على جانب عنقها حرفين من حروف اللغة الأجنبية باللون الأسود اللامع، إنها الحروف البارزة في اسمه، الأول (E) وجواره(S) وأسفلهما قلب صغير
احتدت نظراتها فصاحت "شهد":
اجري يا " مريم" وبسرعة.
وهرولا من أمامها وانكمش حاجبيها بغضب وهي تنادي على والدتها بنبرة باكية:
يا ماما.
كانت بالنسبة لها كارثة وليست كأي كارثة بل كارثة كبرى.

وريث آل نصران Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon