الفصل العاشر (هل هذا صرع؟)

Start from the beginning
                                    

_ شكرا جدا يا دكتور
استأذن الطبيب للانصراف وسار معه "طاهر" الذي شكره على استجابته السريعة... أخذت "ملك" رفيدة واتجهت بها إلى غرفتها تحاول تهدئتها ولم يبق سواهما هو وزوجة والده التي عنفها بغضب:
هو أنتِ عايزة تعملي فيه ايه؟ 

أشارت على نفسها سائلة باستنكار:
أنا اللي عايزة اعمل فيه ايه؟... ولا أنت اللي روحت قولتله على منصور كمان.

سألها مذهولا بغير تصديق:
هو أنتِ مكنتيش قولتيله!... أنتِ لسه فيكِ حيل تخبي تاني، يا شيخة ده ايه أم قرفك ده.

بررت مسرعة فعلتها تهاجمه بنفس طريقته:
أنا خبيت عليه علشانه، علشان عارفة إن صحته مش هتستحمل، لكن أنت!
احتدت نظراتها وانطلق لسانها بما تحمله في قلبها ناحيته:
أنت واحد مبيهمكش غير نفسك وبس، أول ما أبوك عرف فرحت فيا ومش بعيد تكون أنت السبب في إنه يعرف كمان لكن مخوفتش عليه وهتخاف عليه ازاي أصلا؟
تسابقت الدموع في مقلتيها وهي تقتله بكلماتها ونظراتها الحادتين:
اللي يخاف على "نصران" أنا وعياله... عياله اللي اتربوا في حضنه، عياله اللي كبروا معاه في البيت ده... إنما أنت عمرك ما هتخاف عليه ربع الخوف اللي احنا بنخافه.
أكملت تصفعه بكلماتها بلا رحمة:
أنت لو فعلا بتخاف عليه كنت عرفت إنه ميستحملش يتقاله كل حاجة، ميستحملش يتقاله حاجة أصلا... أنت جيت هنا علشان تخرب وبس، أنا دلوقتي بس عرفت نعمة انك كنت طفشان وسايب البيت...امشي يا عيسى لو عايز تخدم أبوك وخايف عليه بجد امشي وسيبنا.

صعد "طاهر" عند هذه الكلمات، رأي وجه "عيسى" المحتقن وتعابيره التي تنذر بإعصار أثاره ألمه، هرع "طاهر" ناحية والدته يسألها بانفعال:
ايه اللي بتقوليه ده؟... أنتِ بتقوليله يمشي ليه يا ماما، ومين فينا كلنا أصلا ليه إنه يقول إن حد يمشي وحد يقعد غير بابا... ده بيت "عيسى" زي ماهو بيتنا كلنا.

_ أنت مش فاهم حاجة.
كان هذا قول "سهام" الذي رد عليه "عيسى" بابتسامة قاسية:
تحبي نفهمه؟... أنا عن نفسي مستعد نفهمه، طالما أنتِ شايفاني جيت علشان أخرب وبس فأنا بقول نفهمه.

لمع الرجاء في عينيها، الرجاء والخوف من أن ينطق... شعرت أنها اللحظات الأخيرة وبدأ هو في قول:
الحاج يا طاهر كان فرج مدام "سهام" على الفيديو اللي صورناه لشاكر وهي اتعصبت أوي وشايفة إنه هيرجع ويبوظ حياتنا فأبوك تعب من المناهدة، وهي بقت شايفة إن أنا اللي بخرب حياتكوا علشان أكيد أنا اللي خليتكم تعملوا كده.

طالع "طاهر" والدته بغير تصديق سائلا:
هو الكلام ده بجد؟... امال أنتِ كنتِ عايزة ايه يا ماما؟... هو مش ده حق فريد اللي ليل نهار بتطلبيه؟

تمالكت أعصابها بعد أن كانت على وشك فضح أمرها وجاهدت لتقول:
بس مش بالطريقة دي، هو كده هيرجع ويحاول ينتقم منكم.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now