الفصل التاسع (ليست خائفة)

Start from the beginning
                                    

_ والله العظيم أنا كنت هناك فعلا، ومعرفش ايه اللي حصل.
صاحت "هادية" وهي تضرب على الطاولة أمامها:
أنتِ هتجننيني يا بنت حسن؟... عايزة تجيبي أجلي؟
نظرت "شهد" للأرضية وهي تقول:
بعد الشر عليكِ.

زفرت "هادية" بتعب ثم اقتربت من ابنتها، حاولت بكل الطرق أن تكون هادئة وهي تلقي على مسامعها:
اسمعي يا "شهد" دي اخر مره هتكلم معاكِ بالحسنى،
لو مش خايفة على نفسك خافي عليا وعلى اخواتك... يرضيكِ يتقال أمك مش عارفة تحكمك علشان مش معاها راجل؟

_ أنتِ أحسن من مية راجل...
هكذا ردت "شهد" مسرعة بما قاطعته هادية بإشارة من يدها متابعة:
مش بالكلام يا شهد، أنا ممكن أكون غلطت قبل كده... بس أنا تعبي كله فيكم متضيعيهوش علشان خاطري.
شعرت بالذنب حقا فمطت شفتيها بحزن وتجمعت الدموع في مقلتيها فاحتضنتها والدتها متحدثة برفق:
بصي لدراستك، ومتخليش نفسك تسوقك يا حبيبتي، أنا ربيتكم على الصح، و بطريقتك دي الصح هيتوه منك.

هزت "شهد" رأسها موافقة، فمسحت لها "هادية" دموعها وهي تقول لها:
افطري يلا، وشوفي هتذاكري ولا هتعملي ايه... لو مش هتذاكري انزلي اقعدي معايا على ما اختك ترجع.

كانت تريد الانفراد بها حتى تستطيع معرفة سبب ما حدث من شجار بين "طاهر" و"منصور" ، طلبت هذا منها واتجهت إلى الأسفل، توجهت بعدها "شهد" إلى غرفتها لتبديل ملابسها، توقفت ناحية الشرفة كانت تبكي بصمت وهي تتذكر المنظر حين نشب العراك بين "جابر" و"طاهر" ... في عراك مثل هذا رأت "فريد" يُقتل، تخيل فكرة خسارة "طاهر" هزتها.... رأت حقيبتها على الطاولة فاتجهت ناحيتها وأخرجت هاتفها لتقوم بإعادة شحنه، ما إن وصلته بالكهرباء حتى ألغت حظر رقم "طاهر" وترددت كثيرا ولكن حسمت أمرها وأرسلت:
صباح الخير يا أستاذ "طاهر"...
أنا مش عارفة أقول حاجة لأني لسه مش مجمعة اللي حصل، بس أنا بعتذر لحضرتك وسلامتك.
استيقظ قبل لحظات يعبث بهاتفه وقد أرهقه ألم رأسه، مسح على خصلات ابنه النائم بجواره ثم توقف حين لمح رسالتها فأسرع إليها والتي ما إن قرأ محتواها حتى رفع حاجبه محدثا نفسه بنبرة متكاسلة امتزجت بغيظه:
أستاذ!، وحضرتك كمان... يعني أرد عليها أقولها ايه دي، بعد كل ده باعتة كده!

انتظرت رده على أحر من الجمر ولكن وصلتها رسالة جعلت عينيها تجحظ:
والله يا أنسة شهد أنا بحاول ألاقي شتيمة مناسبة للموقف بس مش لاقي.

رمقت رسالته بغيظ ثم ردت برسمية:
ياريت يكون في تحفظ في التعامل بعد كده.

انكمش حاجبيه وهو يحرك رأسه ضاحكا بغير تصديق ورد عليها:
تحفظ ايه يا أم تحفظ، ده أنتِ عايزة تتروقي على عملتك السودا امبارح، وأنا عايز الجاكيت بتاعي اللي قلعتيهولي في انصاص الليالي وخلتيني نايم في السرير متكسر وفي الاخر باعتة تكلميني بطريقة أبلة الناظرة دي.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now