الفصل السادس (وقف ذاهلا)

Start from the beginning
                                    

ابتسم "طاهر" وهو يخبره مكملا حديث والده:
واحنا بقى تهمنا المصلحة، و ملناش مصلحة في قتلك يا "شاكر" خلاص.

_ يعني ايه؟
هكذا سألهم ليرد عليه "عيسى" وهو يربت على كتفه باستخفاف:
يعني روْح.

هز "شاكر" رأسه وتبع ذلك بقوله:
من جالك جاب الحق عليك يا حاج نصران، وأنا جيت وقولتلك عايز حقك للمرة التانية خده مني بعد ما خدته من ابويا، يعني أنا قصرت الشر من ناحيتي وعملت اللي عليا.... خليك حقاني بقى واعمل اللي عليك.

أنهى حديثه وسار في طريقه لمغادرة المكان، وما إن مر جوار "ملك" حتى سمع "نصران" يقول بلهجة حاسمة لجميع الواقفين:
اللي يعرف منكم عني إني ظالم يقول.

لم ينطق أحد فكرر "نصران":
لو ظلمت حد في يوم يطلع يقول.

علت الأصوات بأنه لم يكن هكذا يوما ما أبدا، لذلك قال هو:
وده اللي عايز اسمعه... وبالنسبة للي مش عايز اسمعه هو سيرة الموضوع ده، مش عايز اسمع كلمة تاني فيه على لسان أي حد.
استدار يلقي نظرة على " شاكر" منهيا ما يحدث:
كل واحد بيشيل شيلته.

نزل "عيسى" من جوار والده واتجه ناحية "ملك" وقال للواقف جوارها:
ايه مش قادر تمشي على رجليك نشوفلك حد يروحك ولا ايه؟

ابتسم "شاكر" وهو يرد عليه:
لا متقلقش عليا.
كانت "ملك" تنظر له ببغض شديد، وطلب منها "عيسى" بهدوء ما يسبق العاصفة:
ادخلي العربية
بالفعل دخلت السيارة ورحل الواقف أمامهما ليتوجه "عيسى" بعدها مشيرا لعز الذي قال للجميع بنبرة عالية:
أظن كله سمع الحاج قال ايه... مش عايزين كلام في الموضوع ده بقى علشان محدش يزعل، ويلا يا جدعان كل واحد يشوف مصلحته.

ركب "عيسى" سيارته وقد أخبر والده أنه سيقوم بتوصيلها ويعود له، وما إن ركب السيارة حتى سألها:
هو أنا مش قولت ما تنزليش يا "ملك"؟
_ وأنا مكنتش هعرف ما انزلش يا " عيسى" .
انتهى الحديث عند هذا الحد، لم يعلق بل قاد السيارة بضيق وشردت هي في كيف أتوا إلى هنا... عاد من القاهرة ولمحها في الطريق، أخبرته أنها ذاهبة من أجل قضاء بعض الحاجات الناقصة فحثها على الركوب معه وما إن وصلا إلى السوق حتى أوقف سيارته وقال مازحا:
ما تسيبك من أمك وتيجي معايا.

هزت رأسها رافضة بضحكة مراوغة، وقبل أن تفتح الباب استدارت له تسأله بتردد:
أنا عايزة اسألك على حاجة بس مترددة.

ضغط على الزر مما أدى إلى أن المقاعد مسندة للخلف فطالعته بغير تصديق سائلة:
أنت بتعمل ايه؟

استرخى على المقعد وهو يخبرها:
أصل طالما قولتي عايزة اسأل يبقى هترغي وهتطولي فكده أحسن.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now