الفصل الخامس (مقاعد سيارته)

ابدأ من البداية
                                    

أنهى ما أتى من أجله وتحرك ناحية البوابة وقبل أن يرحل تماما ألقى عليهما نظرة هاتفا بتوعد:
لو عرفت إنك قربت ناحيتها تاني يا "جابر" متلومش إلا نفسك، وابقى ساعتها افتكر إني جيت واتكلمت بالحسنى يا بن الناس.

استدار مغادرا وعقب مغادرته بصق "جابر" في أثره... لم تكن غافلة عما يحدث كانت "ندى" تتخفى أعلى الدرج تستمع لكل كلمة تُقال، تعرف بعلاقة زوجها الجديدة، مسحت عبراتها بقهر وهي تبتلع غصة مريرة في حلقها ثم أنصتت وهي تسمع والد زوجها يسأل:
أنت عايز ايه من البت دي؟
_ هتجوزها.
هكذا قالها ببساطة جعلت والده يجذبه من ملابسه وقد ظهرت الشراسة على تقاسيمه وهو يعنف ابنه:
ده أنت عقلك فوت على الاخر، أنا كنت سايبك وبقول بيتسلى، يومين وهيزهق، لكن جاي تقولي تتجوزها... ومراتك؟

صاح حتى تسمعه زوجته في الأعلى:
مراتي دي تحط الجزمة في بوقها وتسكت، وتعيش هنا زيها زي الجزمة، أقل خدامة في البيت ده ليها كرامة عنها وأنا بسمعها اهو علشان تنزل تنطق وتقول مش عاجبني.
بالفعل اتجهت لتنزل له، لم تتحمل أكثر، كانت دموعها في سباق وهي تسأله بانفعال صارخة أثناء نزولها:
مين دي اللي تحط الجزمة في بوقها وتسكت يا حقير، هو أنا الجارية اللي أبوك اشترهالك.

حثها "منصور" برجاء:
اطلعي يا ندى فوق دلوقتي.

ابتعد "جابر" عن والده واتجه ناحيتها، وقال وهو يجذبها من خصلاتها:
دي تتجاب من شعرها كده، متتكلمش معاها بالراحة.
انتفضت وهي تحاول أن تبعده عنها، اسرع والده ناحيته ودفعه بعيدا صائحا:
انت اتجننت يلا.
ما إن ابعده "منصور" عنها حتى هرولت إلى المائدة تجذب السكين من فوقها وتتجه ناحيته صائحة بغل:
هو أنت كنت تحلم أصلا تطول ضفري، ده أنت تحمد ربنا ليل نهار إني عايشة معاك ومستحملة قرفك وعيشتك الزبالة يا زبالة.

_ عايشة معايا بفلوسي، العنتظة الفارغة دي فوقي منها.
قالها وهو يحاول إبعاد والده عنه حتى ينل منها ولكنها رفعت السكينة أمام وجهه قائلة بتهديد:
اقسم بالله العظيم، قدامك وقدام أبوك لو قربت مني تاني يا جابر وحاولت تضربني لهموتك ومش هبقى على حاجة... أنا جبت اخري خلاص ولا هيفرق معايا.

صرخ "منصور" بغضب:
ما قولت اطلعي فوق.

ألقت على زوجها نظرة توضح له فيها كم تمقته ثم بالفعل اتجهت إلى الأعلى، ما إن تأكد "منصور" من رحيلها حتى دفع ابنه بكلتا يديه فالتصق بالحائط خلفه ووالده يقول منهيا الحوار:
اسمع ياض أنت... أنا هعتبر الكلام اللي قولته من شوية عن البت بنت هادية لعب عيال، خليك مع مراتك، أنا معنديش استعداد اخسر اللي ليا مع عمها، مراتك تهم بنت عمها اللي ممكن تضغط على أبوها وتخليه يدفع الفلوس اللي على حماك وساعتها احنا اللي هنخسر...
بدا عدم الرضا على وجهه فربت "منصور" على وجهه محذرا:
اعقل يا "جابر"، مصالحي مع ثروت كتيرة و معنديش استعداد اخسره علشان لعب العيال ده، تروح بكرا الصبح تجبلها هدية وتطلع تحب على راسها وتعرف ازاي تتعامل معاها، وامتى تشد وامتى ترخي

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن