الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)

Start from the beginning
                                    

هتفت بانزعاج، متذكرة أدق تفاصيل ما حدث:
ها يا "عيسى"؟
وجهت نظراتها له وهي تكمل مقترحة:
تحب تحكي أنت ولا احكي أنا؟

لم تر الخوف في عينيه قط بل ضحكة واسعة وهي يخبرها:
بقى معقوله هتبقي ضيفة عندنا ونسيبك تحكي، أنتِ تقعدي برنسيسة يا ست " هادية" تشربي شايك، واحكي أنا.

أنهى "نصران" الدائر بينهما بقوله:
أنا هسمع منكم انتوا الاتنين... اتكلمي.

بدأت "هادية" في الحديث وهي تعيد ذكر ما اشتكت منه سابقا:
قولتلك قبل كده يا حاج "نصران" ابنك مبيحترمليش كلمة، اخر مره قال لملك كلام عن انه هيتمم الجوازة وهياخدها من بيت عمها على بيته هنا... استغربت علشان محدش جابلي سيرة بالكلام ده، جبته المحل وبسأله بالراحه أنا ليه معنديش علم بالكلام ده مش المفروض ابقى عارفاه، او على الأقل يبقى في تمهيد عنه منك.... كده أنا غلطانه؟

هز "نصران" رأسه نافيا، وهتف باعدا عنها أي خطأ:
لا طبعا مش غلطانة.

تابعت السرد بغضب حقيقي وهي تفصح عن بعض من تفاصيل الموقف الذي تسبب فيما حدث :
علقلي المشنقة على الكلمتين دول، قال كلام يشيله الغلط وانا مش هكرره تاني علشان هو عارف قال ايه كويس، وبقى عمال يرزع في الحاجه وهيكسر الدنيا... ولو بكدب في حرف من اللي بقوله يكدبني.

توقفت عن الحديث، لم تكذبها "سهام" أبدا، هي شهدت لحظات كهذه معه، لحظات جعلته في إحدى المرات يصيب ساقها فاقدا أي ذرة تعقل لديه.... نظر "نصران" إلى "عيسى" منتظرا رده... فتنحنح "عيسى" قبل أن يردف:
لا أنتِ صادقة، أنا فعلا يا حاج روحت كلمت "ملك" اسألها هي مستعدة لخطوه زي دي دلوقتي ولا لا، وانها لو هتحصل هاخدها من بيت عمها علشان محدش هناك يقول عليها نص كلمة تاني من الكلام اللي بيتقال هناك وانها هربانة ومتقدرش تدخل البيت ده، كنت عايز الكل يشوف انها خارجه من نفس البيت اللي سابته ومشيت، وده رد اعتبار ليها ولوالدتها أما لو عليا أنا فأنت عارف كلام الناس بالنسبالي في الزبالة.

قبل أن ينطق والده طلب "عيسى" بأدب:
من فضلك اسمعني للاخر، أنا لما اتكلمت مع ملك كنت بجس نبض مش اكتر وأكيد قبل أي خطوة رسمي في الموضوع الكلام كان هيبقى ليك الأول يا حاج، لكن أنا اتفاجئت بالست هادية جايباني المحل ومطلعاني فجأة قليل الأدب مبفهمش في الأصول فاتعصبت... غصب عني حاجه خارج إرادتي، وأنا فعلا غلطان في دي وعلشان كده...
ترك مقعده وتوجه ناحية والدة زوجته وأمام العيون المندهشة التي تتابعه، مال مقبلا رأس "هادية" وهو يقول:
حقك عليا يا ست "هادية"، متزعليش.

كيف قلب الوضع بأكمله لصالحه هكذا، لا تستطيع التصديق أبدا، طالعته بصدمة فرفع كفيه ببراءة مضيفا:
أنا قولت اني غلطت، وقومت حبيت على راسك اهو لكن طالما كل واحد هيقول اللي مزعله
استدار لوالده يسرد شكواه هو الآخر:
أنا الست "هادية" وقفالي على الواحده... هاخد "ملك" مشوار، لا متاخدهاش، من هنا لهنا بنوصل لانه خدها وساعه ورجعها، وبعدي وبقول معلش مع انه حقي... أي مشكله مهما كانت صغيرة تهددني انها هتطلقها مني، اخرهم المشكلة دي... بتتصرف بالنيابة عن "ملك"، بنتك اتسألت مره عايزاني ولا لا قالت عايزاه.
يضيف تفاصيل لم يكن والده على علم بها بكلماته:
ويوم الخناقه لما طلعتيني من المحل علشان اتعصبت، ومنعتيها تخرج ورايا، هي كانت عايزه تجيلي، أنا عايزها وهي عايزاني فبلاش تستخدمي كارت انك تضغطي عليا بيها ده علشان منوصلش كلنا لحيطه سد.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now