الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)

Start from the beginning
                                    

طالع الشاشة من جديد فوجد رأسها تميل على كتفها، ونحيبها يزداد، ولكنه أبعد عن ناظريه أن من أمامه فتاة بريئة لا ذنب لها، يجب أن يقتل كل ذرة شفقة لديه في هذه التجربة المصغرة لأن لحظة الضربة الموجعه سينفذ فقط.

نظر في ساعته ثم أعطى أوامره من جديد؛ لذلك اتجه رجاله نحوها، يحلون وثاقها، تحفزت كليا حين لاحظت أن بيد أحدهم مادة سيحقنها بها، أجبرها أحدهم على الوقوف وتأوهت هي من ألم ساقها التي فارقت التكبيل قبل لحظات، كان مقيدها يتحدث مع الآخرين ويده تقبض جيدا على معصمها، فتنفست بعمق، ولا تعلم من أين أتت لها القوة لتسحب يدها على حين غرة وتهرول، هرولت بكل ما امتلكت من قوة، ولكن قدمها خذلتها وكذلك هم فلقد لحقوا بها مما أدى إلى تعركلها وسقوطها، ما إن أمسكوا بها حتى وجدوا أن هناك دماء على جبهتها لم تتضح إلا بعد أن أزالت يدها من على رأسها وهي تتأوه عاليا.
لقد أوشك على الوصول، أدرك "صاوي" هذا مما جعله يقول بتعنيف في رسالته لرجاله:
امسكوا البت كويس، غفلت خمسه زيكم وطلعت تجري.... نفذوا اللي اتفقنا عليه يلا.

اقترب أحدهم منها، ينزع الخاتم الذي ترتديه بعنف وسط صراخها واعتراضها، ناوله لزميله ليضمه إلى هاتفها، مما جعلها تقول برجاء:
أنتوا خدتوا كل اللي معايا، والله ما معايا حاجه تانية... بالله عليكم سيبوني امشي.

لم يرد عليها أحد وكأنها لا تتحدث فسبتهم وبصقت على الذي يجذبها من ذراعها ويجبرها على السير لمغادرة هذا المكان تماما.

**********************************

مرات قليلة التي تستسلم فيها للبكاء أمام العامة، منهم هذه المره
حيث جلست "شهد" تبكي جوار "مريم" ووالدتها في منزل "نصران"، هي اخر من رأتها، تشعر بندم شديد لتركها والذهاب مع "طاهر"، تخشى حدوث مكروه خصوصا بعد أن شاهدت تفريغ الكاميرات الذي أتى به "نصران"، رأت بعينيها شقيقتها وهي يتم أخذها بالإجبار.
تحدثت "مريم" بخوف لنصران الذي لا يكف عن المحاولة منذ اللحظة الأولى:
عمو ممكن تتصل على عيسى تاني؟

_ الله، ما قولنا مبيردش، والمره اللي رد فيها قال اتطمنوا هنعمل ايه تاني؟
كان هذا حديث "سهام" المتذمر والذي قابلته "هادية" بشراسة وغضب:
اسمعي يا ست أنتِ، أنا الهدوم اللي عليا دي مش طايقاها، فمتفتكريش اني هطيقك انتِ، ولا هطيق كلامك اللي زي السم ده، عندك كلمه حلوه قوليها، معندكيش متسمعيناش صوتك الله يكرمك.

طالعت "سهام" زوجها بغضب شديد وهي تهتف بانفعال:
عاجبك كده يا نصران؟، ولما ارد عليها دلوقتي؟... شايف العمايل دي كلمة شكرا على عيسى اللي متمرمط يدور على بنتها اللي ضيعتها، ولا عيالي الاتنين اللي خرجوا يلفوا عليها في كل حته ويسألوا هنا وهنا.

وقف "نصران" وقد وصل انزعاجه منهم جميعا إلى الذروة وخاصة ابنه الذي لا يجيب مما دفع شقيقاه لمحاولة تحديد مكانه واللحاق به حتى يكونا معه، كل هذا دفعه للنطق بحزم:
"عيسى" خرج يدور على مراته يا "سهام"، و "حسن" و"طاهر" خرجوا يدوروا على مرات اخوهم، وحتى لو واحده ملناش صلة بيها وقاعده في البلد هنا يدوروا برضو علشان حماية اهل البلد دي واجبة عليا، حتى لو اللي خدهم خدهم وهما براها، عيالك رجالة بيعملوا الأصول، مش بيتفضلوا بحاجه علشان نشكرهم.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now