الفصل التاسع والخمسون (والدتها حاجز منيع)

ابدأ من البداية
                                    

ركب سيارته وغادر المكان كليا، لتخرج هي مهرولة ترى ماذا كان يفعل جوار حائط دكانهم.... ورقة جديدة تمت إضافتها، ورقة من جريدة دُوِن عليها بقلم أسود:
ولكنها القلوب إذا صفت رأت.
انكمش حاجبيها باستغراب، تحاول تفسير سبب هذا، لماذا كتب هذه الجملة خصيصا وتركها، ولكنها نفضت ذلك عن تفكيرها وركزت في نقطة واحده ألا وهي أن خطه غاية في الجمال، لم تركز إلا في أنه خطه رائع جدا.

★***★***★***★***★***★***★***★

صباح يوم جديد، استيقظت "شهد" بعد نداء والدتها المتكرر لتناول وجبة الإفطار قبل أن تذهب "مريم" لأداء الامتحان.... ذهبت لغسل وجهها ثم دخلت المطبخ وهتفت بكسل:
ما تفطروا أنتوا وتسيبوا الواحد يعرف ينام.

ابتسامة صفراء صدرت عن والدتها التي قالت:
خرجي الأطباق "شهد".
ناولتها الطبق فأخذته "شهد" متحدثة بغيظ:
كمان أطباق؟

_ ولو ممشيتيش دلوقتي هتصبي الشاي.
فرت سريعا بالأطباق وما إن لمحت شقيقتها التي استيقظت للتو حتى هتفت مسرعه:
ادخلي ماما كانت بتسأل عنك تصبي الشاي.

ابتسمت "ملك" بسخرية وقد كشفت ألاعيب شقيقتها:
بتسأل عني أنا برضو؟

قالت "ملك" هذا، ثم سمعت صوت هاتفها واستغربت حقا حين رأت أنه "عيسى"...لم يتحدثا منذ هذه الليلة واليوم يهاتفها؟

بينما في نفس التوقيت وتحديدا في غرفة "طاهر" كان "عيسى" غافيا جوار "يزيد" الذي يرفض النوم بمفرده ولكن الصغير اليوم استيقظ مبكرا، استيقظ حين شعر بأحدهم في الغرفة  وتيقن من أنه والده، أسرع ناحيته يحتضنه صائحا:
بابا.

مال "طاهر" يحتضنه بحب هاتفا:
وحشتني يا جدع والله.

حمله يقبله على وجنتيه وسط سعادة الصغير الكبيرة والذي أشار على عمه قائلا:
"عيسى" جه نام معايا النهارده، علشان هو بيخاف ينام لوحده.

طالعه والده ضاحكا بسخرية وهو يسأل:
بقى كده؟
قبل أن يجب هتف "طاهر" بحماس:
بقولك ايه انزل يلا اغسل وشك، وافطر كده علشان هخرجك النهارده.
هرول الصغير ناحية الخارج يهلل بمرح، واقترب "طاهر" من الفراش ينبه "عيسى" بنداء ألح فيه:
عيسى... يا عيسى.

تحدث "عيسى" بكسل وهو مازال على نومه:
بقولك ايه انا ابنك كل دماغي ومعرفتش انام... اخرج واطفي النور.

جذبه "طاهر" من ملابسه مرددا بضجر:
ايه يلا الندالة دي َمفيش حمدا لله على السلامة.

أبعد "عيسى" كفه وتثاؤب ثم نطق:
الحمد لله على السلامة... سيبني أنام بقى في نهاركم ده.

عاد للنوم من جديد وقبل أن يجذبه "طاهر" مجددا، خلع "عيسى" سترته القطنية وألقاها لينام عاريا الصدر وهو يردف بنعاس:
ادي التيشيرت اللي مضايقك اهو خده.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن