الفصل الرابع والخمسون (طاهر مطلوب)

ابدأ من البداية
                                    

أجابت مسرعة بقلق حقيقي وهي تلهث إثر هرولتها:
أنا خوفت عليك.

على حين غرة جذب هو "شاكر" من تلابيبه سائلا:
سمعت قالت ايه يا روح أمك؟
اشتعال حقيقي أصاب "شاكر" وهو يستمع لسبب مجيئها بينما تابع "عيسى":
جت هنا علشان خافت عليا... مش علشان خافت منك، لو مكانتش نزلت يبقى أنا مش فارقلها، هي منزلتش علشان خايفة منك....

حاول " شاكر" إفساد ما يقوله بنظراته الساخرة للواقفة وقوله:
اصلنا كنا متراهنين عليكِ، متراهنين نشوفك خوافة ولا لا... قولتله هبعتلها voice وهتنزل جري، مصدقنيش، بس خيبتي ظنه وطلعتي خوافة خالص.

بهت وجهها، ثم رأت "عيسى" يخبره بنبرة حملت من الانفعال في طياتها الكثير:
الخواف بجد، هو اللي مبيعملش حاجه غير في الدرا زيك، ولما بيعمل بيخاف يقول أنا عملت... فاكر لما كنت بتبعت أبوك بدالك يحلف بالأيمانات كلها انك مقتلتش.... الخواف هو اللي يدارى ويستخبى لو هنتكلم عن الخوف يبقى نتكلم عنك.

قبل أن يرد "شاكر" أصمته "عيسى" بقوله الصارم:
الفرك اللي أنت عمال تعمله ده كله علشان خايف مني، ومحروق عليها.... لو على الخوف مني فأنا عاذرك أصل أنا مش غبي زيك هخلص حياتك بطلقة، أنا شايل منك أوي... شايل منك لدرجة اني هخليك تبقى عايز تموت نفسك علشان ترتاح من الحرقة دي، وبالنسبة ليها هي فهي مش هتحزن عليك دقيقة حتى.

طالعها "شاكر" ولديه أمل كاذب أن تقول العكس، أن تقول أنها ستحزن، ولكنه لم يجد في عينيها سوى الكره، لا يعلم ولكن شعور الخذلان أطبق عليه، الخذلان ونيران تتملك منه يريد أن يٱخذها الآن... وحثه هذا على تخطي "عيسى" ليصل إليها ويقول بنبرة بان فيها الرجاء:
سيبيه وارجعي معايا يا "ملك".... لو عايزة كل اللي سابه عمك هديهولك، ولو أمي وعلا بيضايقوكي هجبلك بيت بعيد عنهم...
تتطالعه ببغض حقيقي ثم تشيح نظراتها عنه لا تريد أن تراه أو تتذكر أي من ذكرياتها السيئة التي تسبب هو بها، مما جعله يصيح بجنون:
" ملك" أنا بحبك... عمر ما حد حبك قدي، ومش هتروحي لحد غيري هتلفي تلفي وترجعي، خليكِ معايا من دلوقتي أحسن.

صرخ عاليا مما جعلها تنتفض بخوف:
خليكِ معايا بدل ما أحسرك عليه هو كمان... أنتِ ليا أنا.

دفعه "عيسى" بعيدا، ليصبح هو من يواجهه بدلا عنها وهو يقول غامزا:
لا مش ليك... ولا عايزاك، وبالنسبة  للمواضيع اللي أنت جاي تتكلم فيها أنا مش هتكلم في حاجه معاك... حق مراتي هتاخده، ومحسن لما يتربى بقى.... أما أنت

قال كلمته الأخيرة ثم ركله في ساقه فتأوه بألم متقهقرا للخلف وهو يسمع كلمة عيسى الحاسمة:
هتروح.

وقف الحارسان أمام البوابة بإشارة من "عيسى" ثم سمع "عيسى" صوت "شاكر" وهو يهتف من الخارج:
هنتقابل تاني يا "عيسى".

قالها ورحل ولكنه سمع غريمه يقول:
والمقابلات الجاية هتزعلك أوي.
فأجاب " شاكر" بكلمة واحده ظهر فيها التوعد جليا:
هنشوف.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن