الفصل السابع والأربعون (رفيدة)

Start from the beginning
                                    

سألته مبدية استغرابها:
وأنت عرفت منين إنه عزمك علشان كده؟

أشار على جانب رأسها قائلا:
علشان ده المفروض إنه بيفكر.
ثم تبع إشارته، بواحدة آخرى على عينيها مكملا:
ودول المفروض انهم بيعرفوا يقرأوا الناس كويس.

تمنت لو أنها لم تسأل، حيث جعلتها الإجابة تشعر بمدى غباء السؤال، لم ينتظر طلبها أن يكمل بل فعل ذلك من تلقاء نفسه مردفا:
خد رقمي، وكان دايما لما بيسافر بيتصل بيا يسألني عنها... لحد ما اتصاحبت على ال group اللي قولتلك عليهم في السباق، أو بمعنى أصح هما اللي جم يتعرفوا عليا، وأنا مكنتش من النوع القافل أوي... عادي بتعرف الكل

_ قلبك بيساع من الحبايب ألف ما شاء الله.
أجاب على تعليقها الساخر بقوله المنبه:
مش معنى إني اتعرفت على حد إنه بقى في حياتي، عادي أتعرف عليك ونتكلم ونتقابل حتى بس مش هتدخل حياتي غير لو أنا عايزك تدخلها... الحدود أنا اللي برسمها علشان دي حياتي أنا، ولو مش عايزك هطردك برا عادي.

طالعته بخوف لمع في عينيها، هذا الحديث يذكرها بحديث سمعته قريبا، كان صاحبه "باسم"، قوله يتردد في ذهنها الآن:
أنا جاي أنبهك لأخطاء اللي قبلك علشان هيجي عليكي الوقت اللي تبقى مجرد رقم من قايمة ضحايا "عيسى نصران"

هل تصبح إحدى ضحاياه حقا!... نفضت عن رأسها هذا التفكير وحثته على الإكمال حيث نطقت بارتباك حاولت عدم إظهاره:
كمل... سامعاك

تابع من حيث وقف، وهو يحرك كفه في المياه المجاورة له:
كانت "كيمي" بتيجي معايا، لما بيكون فيه سباق علشان تتفرج...
كررت خلفه الاسم باستغراب فصحح ما قال:
"قسمت" قصدي.
أكمل يسرد التفاصيل التي لا ينساها أبدا:
وبحكم إنها معايا دايما، اتعرفت على group السباق، خدنا أرقام بعض، واتصلوا بيا أسهر معاهم في بيت واحد منهم، روحت ..خروجة جابت التانية جابت التالتة لحد ما عرفت انهم ضريبة، فقطعت معاهم.

_ضريبة ايه؟
سألته فطالعها بغيظ مجاوبا:
هيكونوا ضريبة ايه يعني... اللي بيضرب ده مبيضربش غير مخدرات، بلاش الاسئلة اللي بتقفلني دي.

شهقت مرددة بغير تصديق:
مدمنين!... طب وأهاليهم فين؟

أجاب على سؤالها بقوله:
مش هلف وراهم أكيد، أنا بعدت عنهم، الموضوع كان أكبر من كونهم مدمنين، كان فيهم كمان ناس بتبيع مخدرات...أنا بعدت عنهم بعد الحوار ده، وجه بعدها الوقت اللي كنت عايز اهتم فيه إنه يكون ليا شغل بتاعي لوحدي، فاتشغلت في التدوير هنا وهنا، وكمان قابلت ناس جديدة، وشوية بقيت بعيد عن "قسمت".

سألته مستفسرة:
هي كانت بتخرج معاكم، وعرفت انهم مدمنين؟

هز رأسه نافيا وهو يتابع:
لا، هي قابلتهم مره واحده بس في السباق، كانوا لسه متعرفين عليا جديد وبحكم ده اتعرفت عليهم، خروجاتي معاهم كنت ببقى لوحدي...الفترة اللي اهتميت فيها شوية بالشغل والتدوير، حسيت انها بتبعد، بقت غريبة، تصرفاتها مش زي الأول، مش بتيجي معايا أي مكان زي ما كانت بتعمل، وعلطول ساكتة لوحدها.

وريث آل نصران Where stories live. Discover now