الفصل الخامس والثلاثون (يبكي في أحضانها)

ابدأ من البداية
                                    

كسا نظراته الحقد وهو يقول:
كلمتي قصاد كلمتك.
ثم رفع رأسه ل "عيسى" متابعا:
واثبت بقى إني قتلته.

جذب "عيسى" عصا "مهدي" الأنيقة المسنودة على أحد المقاعد المجاورة للطاولة وهو يقول وقد بان في نبرته اشتعاله:
لا أنا مش هثبت غير حاجة واحدة بس، أن أبوك وأمك لو كانوا خلفوا جاموسة من اللي في زريبتكم كانت نفعتهم عنك.

طلبت والدته صارخة قبل تطور الأمر أكثر من ذلك:
سيبها يا "شاكر"، سيبها وهي هتغور من هنا معاه.

_ مش هسيبها.
قالها بإصرار تبعه فتح الباب الخارجي الذي نتج عن دفع " جابر" و "طاهر" له بعد سماعهم الصراخ من الخارج، تبعهم "نصران" الذي تجمد مما يحدث وسمع "عيسى" يهتف بانفعال:
ومش هتموتها برضو، والسكينة دي كلام فاضي، وأنا وأنت عارفين انها كلام فاضي
كان يرمقه "شاكر" بترقب أثناء الحديث وعلى حين غرة ضربه "عيسى" بالعصا على ساقه فاختل توازنه وأفلتت "ملك" مسرعة تهرول ناحية "نصران" الذي مسك كفها يحاول بثها الأمان ولكن أي أمان وابنه قد تحول كليا فرفع العصا أكثر يداهم "شاكر" على ظهره
مما أسقطه أرضا حاول "شاكر" التقاط سلاحه الأبيض ولكن دفعه "عيسى" بقدمه بعيدا مما جعل "كوثر" تصرخ:
ابني لا.

لم يأبه "عيسى" بها بل قطع الفرصة على "شاكر" بالقيام وأخذ يركله بقدمه ويضربه بالعصا في أنحاء متفرقة من جسده مرات متكررة، العدوان ليس كلمة الآن بل العدوان تمثل فيه هو... في عروقه البارزة، وعرقه الغزير وحالته التي جعلت "كوثر" تتيقن أن ابنها هالك لا محال، و "رزان" تنكمش على نفسها طالبة من "باسم":
الحق اللي بيحصل ده، اعمل أي حاجة ده هيموته.

استطاع " شاكر" الحصول على سلاحه الأبيض، وجاهد كي يقوم وقبل أن يصيب به أي جزء من المواقف أمامه دفعه "عيسى" ليسقط جوار الطاولة التي وقعت أرضا أسفل قدمي والديه.

صاح "مهدي" مطالبا:
حاج "نصران" أنت قولتلي هات ابنك، وأنا جبته... أنت وعدتني كلمته قصاد كلمتهم... قوله يبعد عنه.

لم يكن "عيسى" يسمع لأي مما يحدث بل صاح وهو يضربه مجددا على ساقه:
عصاية أبوك اللي معرفش يربيك بيها اهي، أنا هكسحك بيها.

صرخت "كوثر" مستغيثة واتجه "طاهر" ناحية "عيسى" يحاول إبعاده ولكنه سمع صراخه:
أقسم بالله اللي هيقرب مني لهيجي مكانه.

توسلت "علا" لابنة عمها ببكاء:
خلاص يا "ملك" قوليلهم خلاص بالله عليكي.

_ "عيسى" كفاية.
خرجت من "نصران" حاسمة ولكن ضربة ابنه ل "شاكر" كانت أقوى وهو يقول:
لا.

لم تجد "كوثر" فائدة من المكوث هنا لذا اتجهت للخارج تصرخ عاليا طالبة النجدة، وتحرك "جابر" ناحية "عيسى" قائلا:
هو أنت مش كبيرك قالك كفاية

ارتفع له "عيسى" وعلى حين غرة كان يضربه هو الاخر بالعصا التي لم تتركها يده وهو يقول بعنف:
اه قالي كفاية، وأنا بقولك ملكش فيه.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن