لست هوارية ٤
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عقب انتهائه من تناول مضغ آخر لقمة بفمه، شعر بأناملها أعلي ساعديه، لتعلو بهما ببطئ وخفة وصولا إلى منكبية ومن ثم تصل لوجهه، تتحسس لحيته بشهوة لتحرك إبهامها أعلي شفتيه، ليفهم هو ما تود فعله، أقبلت إليه لتطبق بشفتيها على شفتيه الوردية تود تذوقهما، يطالعها هو بزرقاويته،محاولا الابتعاد عنها ليدفعها بخفة قبل أن تردف هي على الخطوة المقبلة، تهتف بغضب:
_إيه مالك؟
خليل بهدوء: مفيش تشربي شاي، هقوم أعمله.
توجه مباشرة إلي موقد النار لتلحق به هي تلامس قبضته الصلبة لتردف برقة ودلال انثوي:
_عوزاك.
التفت إليها يطالعها بزرقاويته ليردف بثقة:
أسمعي يا حورية أنا من أول ماعرفتك وانتي عارفة اني مليش في كدة.
رمقته بنظرة غاضبة لتبتعد عنه قليلا تطالعه بزيتونتها لتردف بغضب: أمال ليك في ايه يا سيد الرجالة، أمال انا بجيلك البيت هنا وبتدخلني ليه؟
خليل:اسمعي يبت الناس انتي سليمة زي منتي بكرتونتك وانا ملمستكيش،ومجيئك هنا برضاكي مغصبتكيش يعني،وعمري ما غصبت حرمة ترافقني كله برضاهم..
حورية بغضب: يعني ايه بقى احنا مش هنجوز..
أشار بسبابته الي صدره ثم مررها باتجاهها ليردف بهدوء: انا وانتي ، مين قالك كده انا قلتلك كده؟!.
جزت علي اسنانها لتردف بغضب: يسلام امال بجيلك ليه..
خليل: هو انا بقولك تعالي انتي اللي بتيجي، وبعدين براحتك متجيش ياستي..
حورية بغضب: انا الحق عليا اصلا، قال رضينا بالهم والهم مش راضي بينا مش كفاية هوافق على العشة الكحيانة دي ، وقلت مش مشكلة بكرة ربنا يغنيه،ولا ميكنش مش عجباك دنا حورية اجمل بنت فيكي يا اسكندرية.
رفع احد حاجبيه ليهتف بثقة:اديكي قولتيها كحيان وفقير فري بجلدك بقي يابت الناس،وانتي أجمل بنت مقولتش حاجة.
كادت أن ترد لتعنفه بشدة، ليقطع حديثهم صوت الباب، استقام خليل بسرعة ليفتح، بلع ريقه فور رايته لسعد يقف أمام الباب وقد لمح حورية.
خليل: اهلا ياعم سعد اتفضل
سعد بغضب: اتفضل فين؟
خليل بخجل: طيب تعالي نروح القهوة.
سعد: لا خليك في اللي انت فيه هما كلمتين من الباب هقولهملك وامشي، حضر نفسك هنسافر بعد بكره تكون جاهز في المحطة الصبح، سلام..
فور رحيله نظر لها بغضب ليهتف بجمود: عجبك كده، يلي امشي
حورية: أنت بتطردني ماشي يا خليل انا هعرفك انا مين..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الصعيد
في بيت هارون:
رمقهم جميعا بغضب فور انتهاء ولده الصغير"حسن"من حديثه ليردف بغضب:
_محكررش حديدي يا حسن ولد عمكم منصور لازما
يعيش معانا..
رمقه كامل بنظرة هادئة ليقول:
كيف عاد يابوي منتا خابر ان عمي صفوان الله يرحمه كان والي علي بدر وعلى ورثه من عمي ومرته.
ضخم صوته ليردف بخشونة حادة:
_وصفوان مات.
حسن:ايوة مات يابوي لكن تولي بعدة الولايه ولده جاد.
صاح غضبا ليقول:مهو ده اللي غايظني كيف انا عمة ويبقي هو والي علي ولد خوي.
حسن:يابوي هو دي اجراءات وفي مجالس بتحكم في موضوع الوالي ده،وعمي قبل ما يموت قال اكده ان جاد يتولي بعده، ايه في ايدنا نعمله عاد.
هارون: ماشي، نا اللي حاخدها منه ورث اخوي ومرتة حيبقي في جيبي قريب.
ـــــــــــــــــــــــــــــاللهم صلي علي النبيــــــــــــــــــــــ
في أرض الفيروز
بالشيخ زويد:
في بيت الشيخ فيصل.
في غرفة ريمة..
جالسة ريمة وبجانبها جملا علي إحدي الأرائك تتطلع كل منهن للأخري.
ريمة:وحشتيني قوي ياجملا،وابويا وامي واخويا غيث،كل اهلي بالشيخ زويد والبحر والجبل وحشني، وكل حاجة هنا.
ابتسمت برفق تتطلع اليها بفرحة لتهتف بهدوء:لو كنا اتوحشناكي صدق ما كنت عيشتي بمصر،واتركتينا،وكانك ما صدقتي يا ريمة
ابتسمت برفق لتتطلع اليها بحب:والله غربتي غصب عني عشان الدراسة،انتي عارفة الجامعة.والدراسة
ابتسمت لها جملا تربت علي كفيها لتجيب علي حديثها،الا ان سكتت عن الحديث لتدخل ابنتين عمها "اسمهان وبشري"
لتردف الاولي تتجه الي أريكة بالقرب منهم،اغلقت اسمهان الباب لتجلس بين احضان شقيقتها الكبري لتقول بشري بغضب:خيانة بتتحددوا الحالكم
اردفت ريمة بابتسامة لتقول:هو الكلام يحل الا ببنات عمي.
اسمهان:مصر هذا انسيتي لهجتنا ياريمة
اجابتها ريمة بابتسامة هادئة لتقول:ابدا والله بس الحياة في مصر والدراسة بتتطلب منك تغيري لهجتك غصب عنك
بشري:اشتقنالك ياريمة، ولقعادنا احنا الاربعة حدا الجبل
ابتسمت جملا لتقول:مالحقنا نشبع منها وحتفارقنا بعد يومين.
استقامت ريمة من مقعدها لتجلس باريكة بشىري واسمهان احتضنتهم ريمة بقوة لتشير الي جملا لتنضم اليهم،يدمعون بصمت.
ابتعدت عنهم تلك الفتاة الشقية المدعوة اسمهان لتقول بوجه طفولي:
_عندنا فرح كفيانا حزن،تعوا نرقص
ابتسمت الفتيات علي تلك المجنونة صغيرتهم كما يطلقون اليها فهي لم تتجاوز السابعة عشر،لينضموا اليها يتراقصون علي انغامهم البدوية الاصيلة.
ـــــــــــــــــــــــــــ
داعبت اشعة الشمس الحارة وجنتي هاتين الفتاتين،بعدما خلعن نقابهن عن وجنتهن الناصعة،لتردفن احدهن بفرحة وهي تتطلع الي النيل الازرق واشعة الشمس البرتقالية تداعب محيطه وعرضه،لتميل قليلا علي شجيرات اوراق العنب فينير كاللآلئ الزمردية،داعب النسيم جانبي وجنتها لتردف بابتسامة مرحة وهي تسير خطوات الي شط النيل:
_همي عاد ياسلمي ننزل.
ملء العبوس وجهها الأبيض لتردف تلك الفتاة هادئة الطباع بخوف:وبعدهالك ياورد كأنك عاوزة تجيبي رجابنا عاد.
حدجتها بغضب هاتفة تعنفها بزعر:وبعدهالك انتي ياسلمي هتفضلي جبانة اكده لميته عاد،وبعدين فيها ايه لما ننزل نعوم هبابة ونطلع.
سلمي:باه!! وافرد حد من اهل البلد وعيلنا عاد كان ابوكي جز رجابتنا بسيكين واحد،ونضيع عشان جنابك عاوزة تتحممي في البحر عاد كيف البحاورة.
صكت علي صفوفها البيضاء غضبا لتجذبها من ساعديها تعنفها بشدة:
_قلتلك قبل سابق محدش يستجرأ يجي المنطقة دي كل اهل البلد عارفين انها بتاعة ابوي،وياويل اللي يعتب ممتلكات أدريس الهواري.
سلمي ببلاهة:بعرف بس بردوا محنزلش ياورد انا خايفة
ورد بغضب:
_جبانة ياسلمي وحتفضلي طول عمرك اكدة، خليكي استنيني اهني جنب خلقاتي علي ما اخلص واعاودلك.
مطت شفتيها شبرا للأمام لتتمتم بغضب فور رحيلها:
_عندك حق يا ورد اني جبانة ومش قوية زيك اكده.
جلبت ملابس ورد فور خلعها، ثم جلست اسفل تلك شجرة ورق العنب،تندب حظها وهي تطالع ابنة عمها وهي تتلاعب بمياة النيل الأزرق..
ـــــــــــــــــــــــــــ
نفس المشهد ،ونفس اللحظة وكأن السماء رتبت لتلك الصدفة ذلك المشهد تكرر بنفس السناريو، باختلاف الأماكن، والأشخاص، والأزمنة..
في احد المستشفيات:
ينظرالي ذلك الجهاز بخطوطه المتعرجة قطرات ساخنة كست بؤبؤيه العسلية،تشير بأحد اصابعها إليه ليقبل هو يركع علي ركبتيه امام فراشها والاسلاك تحيطها،تشهد انفاسها اخر ذرة هواء تستنشقها رائحته العطرة،وحيدها من عاشت له ولأجله،حان الوقت الان وقت الفراق،حانت منها دمعة حارة لتدع لعينيها الاذن في افلات بقية الدموع شددت من قبضتة جيدا لتردف بنظرة اسف:
_عمار ياولدي عاوزة اقولك حاجة.
وضع ابهامة في محاولة اسكاتهاا فحالتها لا تلزمها الي الحديث والبكاء،ابعدت هي شفتاه عنه لتكمل بحزن:
_خليني اكلم يابني قبل ما..
قاطعها بدمعة تليها قبلة اعلي كفيها ليقول:
_بعد الشر عنك ياامي متقوليش كده انتي هتخفي باذن الله
رفت عينيها بحزن تستجمع كل قوتها لتردف بحزن:
_اسمعني عشان خاطري مفيش وقت.
ازال دمعتها بظهر كفية ليقول بشبه ابتسامة:
_انا سامعك ياست الكل اتفضلي عاوزة تقولي ايه.
رمشت عينيها عده مرات ثم قالت بهمس ممزوج بالخوف من ردة فعله:
_انا مش امك
اتسعت عينيه وهولا يستوعب ما سمع، اتمزح معة والدتة؟ليس وقته او مكانه.
فور رؤيتها دهشته اكملت بسرعة لتقول:
_انا خالتك
افلت قبضته من قبضتها محاولا استعاب ما تقول ليردف بحاجبان مرفوعان:
_ازاي مش فاهم
ادارت وجهها ارضا لتردف بخجل وندم:
_من٢٥سنه مكنتش بخلف خالص لان عندي مشاكل في الرحم،وفي يوم سافرت لاختي بالصعيد كانت ولادتها ساعتها، كانت حامل في تؤام في مشيمة واحدة، وواحد من التوام نزل ناقص بسبب نقل الدم للاكسجين ،كانوا قلقلين عليه وعلي طول في المستشفي معاه، وانا كنت بقعد بيك في البيت،وساعتها معرفش ازاي حبيتك واتعلقت بيك وقلت لنفسي يمكن تكون اختي جابت تؤام عشان التاني يبقي نصيبي،و في لحظة، الشيطان لعب في مخي وأخدتك وهربت لمصر.
عقد حاجبيه ليردف بسخرية:
_ليه هو بالسهولة دي وامي وابويا سابوكي عادي.
بلعت ريقها تردف بحزن:لا منا فهمتهم انك ميت.
اهتز جسده بشدة من تاثيره لما سمع، ايعقل تلك السيدة من اعتبرها والدته، سهرت ليالي في تربيته،اهي نفس السيدة من خططت لتلك الجريمة البشعة ايعقل ان تحرم ام من ولدها لاغراضها،ايعقل ان تحرم ابن من والدته فقط لمصلحتها ما تلك الانانية،استقام بغضب ليبتعد عنها.
امسكت ببنصره تحاول ان توقف نوبة غضبه،توقف مكانه بدون ان يستدير إليها،لتكمل هي ببقعة حارة تهاوت علي وجنتها:
كوثر:سامحني ياعمار؛غصب عني والله.
حاول كتم غضبه إكراما لها ولمرضها الشديد فها هي بين الحياة والموت كما اخبراه الطبيب عن حالتها المستعصية،ليستدير هو بابتسامة مصطنعة ليقول:
_طيب ياامي ريحي نفسك بس شوية عشان صحتك
اقترب منها ليعاود جلوسه مرة اخري اعلي مقعد بالقرب من فراشها،تركت هي بنصره لتحتضن كفيه باكمله،احس ببرودة كفها ليحاوطهن بكلتا كفيه يدفئهن بحنانه ليردف بابتسامة:
_هتخفي وتبقي كويسة
كوثر بابتسامة:باذن الله، لما اقوم من مرضي هنروح سوا الصعيد وتشوف اخوك
عمار بابتسامة:باذن الله،وابويا وامي
كوثر بحزن:للاسف اختي وجوزها ماتوا من سنة.
ادمعت عينيه رغم عنه ليردف بحزن:
_ربنا يرحمهم
وما هي دقائق حتي استقامت تلك الخطوط،معلنا عن رحيلها الي الابد،هرول علي كفها يقبلهما بحزن للمرة الاخيرة.
في مستشفي اخري:
ابتسم برفق ذلك الوسيم ذو البشرة الخمرية يحتضن كف والدته يداعب اناملها كما اعتاد منذ صغره لتردف هي بابتسامة:
_مدثر يابني روح بقي نام وغير هدومك اديلك يومين قاعد جنبي.
داعب أصابعها بلطف ليردف بحب:
لا يا حبيبتي خليني معاكي هنا ولا زهقتي مني؟
ابتسمت برفق ثم ظهرت ابتسامة خبث بين إحدى زوايا شفتيها لتقول بدعابة:
_ مش عادتك يعني تقعد يومين من غير متاخد دوش
ابتسم برفق يرمقها بنظرة حب ليقول:اعمل ايه بس فداكي ياجميل مقدرش اسيبك،مهو لو لينا حد عمة او خالة كنت سبتها معاكي،ورحت اغير.
اختفت ابتسامتها العذبة لتظهر مكانها حزن عميق،التقطت عدة أنفاس متتالية،لتعزم الأمر لتقول:
_مدثر يابني عاوزة اقولك حاجة خبيتها عنك، جية وقتها دلوقتي،بس عوزاك تسامحني.
قوس حاجبيه بدهشة فوالدته صديقة له قبل اي شي ولا يوجد شي تخبيه عليه،اضاق عينيه الزيتونية قليلا ثم قال بجدية:قولي ياحبيبتي سامعك،خير انشالله
بلعت ريقها لتقول بتنهيدة قوية:
من ٢٩سنة كنت بشتغل في المحل اللي كان مأجره ابويا الله يرحمه،كان تاجر جملة علي قده لما مات ولقيت نفسي وحيدة نزلت بداله الشغل عشان اصرف على نفسي،وفي المحل اتعرفت علي شاب صعيدي كان بيجي كل فين وفين من بلده هنا ويشتري حاجاته ويمشي،ساعتها اعجب بيا وطلبني للزواج ولانه مجوز طلب محدش يعرف من اهله،وانه هيجيلي في السر من وراهم كل مينزل مصر،وانا وافقت لان كنت لوحدي والمحل كان كل يوم بيخسر معرفتش اديره وسط الديون اللي كانت عليه وابوك جالي نجدة ساعتها،المهم اتجوزنا، وقلتله مش هسيب بيتي نجوز فيه،وافق عدت سنة علي جوازنا وزي ما تقول حس بندم انه اتجوز علي مراته وساعتها قرر يسيبني ويعتذرلي ان مفيش نصيب،انا ساعتها حزنت انه هيسيبنى لوحدي،ساعتها كنت عرفت إني حامل فيك،قلت اني اقوله يمكن ميسبنيش،بس في لحظة تفكير صورلي الشيطان مشهد انه لو عرف هيطلني بردوا ولما اولدك هياخدك مني بالعافية واكيد هياخدك الصعيد وانا مش هعرف اجيبك،خوفت وانا يتيمة لوحدي لا اب ولا اخ ولا خال،مين هيجبلي حقي..
كلما تتكلم تتسع عينيه اكتر ليلامس كفيها يحسها على الحديث:كملي ياامي وبعدين..
اضطريت اوافق على الطلاق ومقولتلوش،وفعلا طلقني وكان شهم اداني كل حقوقي وكتبلي بيت بإسمي،بيت الزوجية يعني والحمدلله كان ربنا عالم بالحال بعد مسافر وسابني بيت ابويا اللي كنت عايشة فيه اتحجز عليه من صاحب البيت كان ليه ديون علي ابويا،وحمدت ربي ان معايا بيت تاني وفلوس اقدر اعيش بيها،بعت البيت الي اشترهولي ابوك وسكنت هنا في السيدة زينب في مكان بعيد لا ابوك ولا جار يعرفني فيه،وعشت وحدي استناك لغاية ما جيت ليا..
اجابها علي الفور بصوت متهدج:يعني ابويا عايش مش ميت زي ما قولتيلي..
حزنت قليلا لتقول:لا ممتش بس معرفش عنه حاجة حاليا
مدثر:طيب سكنه،عنوانه
_معرفش الا انه صعيدي
لوى شفتيه بحزن ليقول:بس كده صعيدي مهي نص البلد صعايده هوصله ازاي.
حانت منها دمعة لتقول:انت عاوز ترحله،وتسيبني.
لامس بكفيه شعرها الأشيب ليقول برفق:لا ياحبيبتي مستحيل اسيبك،احنا هنروح سوا،ولازم ادور علي ابويا واكيد ليا اخوات،انتي فهمتيه غلط ساعتها جايز لو قولتيله انك حامل مكنش طلقك مفيش اب بيسيب ابنه.
نالت دمعة من عينيها لتردف بأسف:حقك عليا يبني سامحني مكنش قصدي احرمك منه
ابتسم برفق ليقول:معلش ياحبيبتي كل حاجة وليها حل المهم تقومي بالسلامة،انا هحاول كده ادور على اسمه،اكيد في شهادة ميلادي مكتوب اسم سكن الأب
_ايوه طبعا انا سجلتك ببطاقته وعقد الزواج اللي كان معايا واللي يسألني كنت بقول انه مسافر،لان لو قلت ميت هيطلبوا مني شهادة الوفاة
مدثر:خلاص يامي محلولة انا هعرف القيه بمشيئة الله.
"الله اكبر..الله اكبر"
مدثر بابتسامة: الله اكبر.اشهد ان لا إله إلا الله،أهو أذان العصر فال حلو واحنا بنكلم انه خير اكيد،هروح اصلي يا امي في مسجد المستشفى وارجعلك.
أومأت بالموافقة،ليخرج هو يوصد الباب خلفه توجه إلى المرحاض ثم ذهب إلى المسجد ودعا الله ان يوفقه في بحثه وان يعثرعلى أبيه واخواته أن وجد اخوة،ابتسم برفق فور تذكره انه ليس وحيدا كما كان يظن وأنه يملك اخوة وسيلتقي بهم قريبا،أنهى صلاته ثم اتجه الى الباب ليفتحه وابتسامة تعلو ثغره ليقول:انا جيت ياست الكل
وقع عينيه علي بؤبؤيها،عينيها دامعة محمرة،أخذ يوزع انظاره بينها وعيناه علي رسام القلب،ينظر إلى تلك الخطوط المتعرجة وانفاسها تخفت،وتتضاءل نبضاتها،تلك الخطوط تأخذ قليلا قليلا في الهبوط،وبعض الأطباء حولها يسعفونها بذلك الجهاز ليهمس هو من بين شفتيه.
_يارب.يارب متحرمنيش منها يارب عشان خاطري مش هقدر اعيش من غيرها يارب يارب،
صفارة انهت الموضوع لتكتب النهاية المؤلمة لقد فارقت الحياة..
_لا لا اامي
هزه بسرعة عله يفيق من كابوسه هذا انفاسه بدأت في الهبوط،وجبينه تهطر منه العروق وحرارته مرتفعة للغاية
تقدم قاسم بسرعة الى غرفة مدثر ليردف مشيرا إلى زيد الواقف أمام فراش مدثر.
قاسم:ماذا به؟
زيد باحترام:
_لا اعلم أيها الأمير،سمعته يصرخ.
قاسم:ايقظه الراجل سيختنق.
هزه زيد برفق ليستيقظ مدثر،محاولا التقاط انفاسة
قاسم:انت بخير يامدثر
هز رأسه ليردف بصوت صلب:كويس
نظر للجميع ليردف بجدية
_اجهزوا،غدا ستنفذ خطتنا في الهجوم،
انهي حديثه ثم وجه انظاره الي مدثر ليكمل بجدية:
_القنبلة جاهزة يامدثر؟
_جاهزة.
_استعدوا،اول ما تدوي القنبلة في أنحاء القرية،ستأتي قوات الشرطة في ظرف١٠دقائق،تلك لحظتنا في الهروب،ستكون العربة جاهزة تأخذنا الي مكانا آمن اختاره لنا الزعيم..
مدثر:مين الزعيم
قاسم:ليس بشأنك،كن جاهزين غدا سنقضي علي هؤلاء الشيوخ من يدعون انهم كبار سيناء ويساعدون الأمن،فلنربي لهم الخوف…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#ايه_عبده_النجار
#لست_هوارية
ــــــــــــــــــــــــ
يا جماعة الكلام بتاع الحلقة السابقة،انا كنت بهزر اكيد مش هوقف النشر،واللي عاوز يعلق براحته اللي مش عاوز برحته بردوا،انا عارفة ان الكل مضايق بسبب ظروف موضوع كرونا ده.
في تعليق الحلقة السابقة واحدة بتقول انها اتلخبطت من كتر الابطال،انا قلت ان بدخل كل حلقة الابطال واحدة واحدة،بس لو عاوزين اكتبلكم اسامي الابطال كلها عشان متتلخبطوش تمام.
https://my.w.tt/mGRdgYVDZ6