السابع والثلاثون

4.1K 178 41
                                    

                   لست هوارية…

                آيه عبده النجار(ورد)

                     فصل٣٧

           **********************""

كانت مستيقظة منذ ان عزمت شمس النهار احتلالها لغرفتهما الصغيرة، كانت تتوسط زراعه، شاردة الذهن بمحياه، اكشفت عن صفوفها بخفة تتذكر ليلتهما امس وخجلهما المتماثل، سرعان ما وقعت عسليتها تجوب تلك الندبات المحتلة ذراعيها، تألمت بهدوء وهي تتذكرهما، رغم ذلك لم تيأس بل ستجعله في المرة السابقة اكثر هدوءً، هكذا ستعلمه كل ما يجهله، فرغم جهله إلا انه يستوعب الاشياء بسرعة، ويتجاوب مع المحيطين، كيف لا؟ إذا كان الطفل الصغير لولا تعليم والدته له لأصبح طرزان في جهله، هكذا ستتعامل من ذلك المتأخر عقليا، يحتاج فقط لـ عقلًا يفهم له، سيتطلب منها جهدًا ووقت ولكن ليس بسئ فيما ستنال من النتائج المذهلة فبدر طيب القلب يحتاج للرعاية وها قد بعث الله له من يهتم لرعايته، يجب ان يعاود الي تلك المدارس لتنمية المهارات العقلية مثلما كان يفعل عمها وزوجته، منذ وفاتهم وهو سلُب من ذلك الاهتمام واصبح شارد يتجول الي اي مكان لولا وجودها ما كان ليحصل علي تلك الوجبات الخاطفة الذي كان يأتي ليتناولها من شمس، فجاد رغم توليه ولايته ولكن لم يجلب اياً من الملبس والمأكل، بل كان يعتمد علي تجوله بمنزله واكتفائه باطعامه بعض اللقيمات كـ المتشردين الذين لايملكون مالًا، وهو الذي كان اغناهم واوفرهم مالًا ولكن ها قد حان الوقت لتعود كل نقطة لموضعها الصحيح، وليأخذ كل صاحب حق حقه..

تململ في فراشه يحرك جسده ببطئ، وجسدها السجين تحت ساعديه الصلبة، اكشف عن بئر العسل المخباءة خلف جفونه، ليكشف عن صفوفه تلقائية عندما التقط عسليتهما،وانفهما يوازيان لبعضهما، طال النظر صامت لا يتحدث، قهقهت هي برفق، ثم داعبت أرنبة انفه بلطف لتقول:

-مالك سرحان اكده ليه؟

 " مش عارف "

اجابها ببلاها ومازال يطالعها بشدة، لتردف متسألة باكثر جدية:

-يعني ايه مضايق، ولا زعلان حاسس بايه..

بدر ببلاها:

-مش عارف

عقدت حاجبيها غضبًا ثم مدت قبضتها الي وجهه، ثم ضربته بجمع يدها اعلي ذقنه، قوس هو جبينه بغضب يتحسس لحيته ليقول:

-اه ياسمس وجعتني..

شمس بشماتة:

-تستاهل عشان مش عارف اللي كل شوية دي تقولها..

ابتسم برفق ليردف بعناد:

-بردوا مش عارف

عقدت ما بين جبينها لتردف غاضبة وهي تستعد للنهوض:

لست هواريةWhere stories live. Discover now